الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مجاذيب أردوغان» يضطهدون الأرمن ويهاجمون الكنائس

«مجاذيب أردوغان» يضطهدون الأرمن ويهاجمون الكنائس
«مجاذيب أردوغان» يضطهدون الأرمن ويهاجمون الكنائس




المجتمع التركى فى عهد أردوغان الذى يستكمل مسيرة أجداده الدموية، مليء بالحقد والضغينة تجاه الأقليات الأرمنية التى تعيش فى تركيا، وطالت غالبية الأقلية المسيحية على مختلف طوائفها.

الاعتداءات العنصرية التى تعرضت لها كنائس شرق مدينة الأناضول من قبل مؤيدين عنصريين للحزب الحاكم «العدالة والتنيمة» باتت واضحة، إذ هاجم عدد من الأشخاص كنيسة السيدة العذراء فى مدينة طرابزون، على ساحل البحر الأسود شمال شرق البلاد فى 2016.
فى نفس العام اقتحمت جموع غاضبة، كنيسة مدينة ملطية شرق تركيا، وكسرت مقتنياتها ونوافذها، ما يعيد إلى الأذهان هجمات سابقة شنها متشددون على مرافق ومؤسسات مسيحية، كحادث الاعتداء على دار نشر الكتاب المقدس فى ملطية عام 2007، وأسفرت عن تعذيب وذبح ثلاثة موظفين مسيحيين فى الدار.
كما هاجم مجموعة من المتطرفين الأتراك الأرمن الذين خرجوا من كنيسة القديس هوفهانيس باسطنبول، بالحجارة مرددين «أنتم تستحقون الموت».
وتراوح أعداد المسيحيين فى تركيا بين 120 و130 ألف نسمة، بينما يقدر عدد الأرمن المسيحيين فى تركيا اليوم بحوالى 60 ألف نسمة لم يسلم فرد منهم من اضطهاد أردوغان وعنصرية مؤيديه.
ومنذ مطلع الألفية الثالثة يستهدف المسيحيون الأرمن فى تركيا بهجمات واغتيالات باتت تهدد وجودهم الديني، فقد قتل اغتيل القس الإيطالى الكاثوليكى أندريا سانتورو فى مدينة طرابزون على البحر الأسود عام 2006، كما طعن قس كاثوليكى إيطالى آخر فى عام 2007.
وشهد نفس العام هجومًا على دار نشر إنجيلية تدعى زيرفه فى مدينة مالاتايا قتل فيه 3 مسيحيين أرمنيين يعملون فيها.
تركيا التى تحاول منذ سنوات طويلة أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، والتى ينص دستورها على أنها دولة علمانية، تسعى دائمًا لتأكيد هويتها العلمانية الديمقراطية الليبرالية من خلال دعم التشريعات والقوانين التى تحمى حقوق المواطن التركى بغض النظر عن انتمائه الديني، وهكذا فقد أشار رئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوغلو فى لقاء مع ممثلى الأقليات الصغرى غير المسلمة جرى عام 2014, إلى أن «الجميع متساوون، وهم مواطنون فى الجمهورية التركية».
تحذيرات من عدم التسامح مع المسيحيين وفى مقاربة أخرى، حذر بعض رجال الدين المسيحى فى تركيا، من اتساع الظاهرة وانتشار الفكر المتشدد غير المتسامح مع المسيحيين بشكل عام والأرمن على وجه الخصوص، وغيرهم من أبناء الأقليات، معبرين فى الوقت ذاته عن تشاؤمهم حيال مستقبل العيش المشترك فى تركيا، على الرغم من علمانية الدولة، ما قد يدفع الكثير من المسيحيين إلى الهجرة.
نظرة نمطية وأحكاما مسبقة عن المسيحيين، باتت تنتشر فى الأوساط الشعبية التركية خلال الأعوام الأخيرة، تتهمهم فيها بالعمالة للغرب وأنهم حادوا عن المبادئ الوطنية، فى ظل اتهامات لبعض وسائل الإعلام بترسيخ تلك التصورات الخاطئة.
وفى هذا الشأن، نقلت وسائل إعلام عالمية فى العام 2010، دراسة قام بها برنامج المسح الاجتماعى الدولي، ذكرت أن أكثر من 50% من المسلمين الأتراك يرفضون أن يتحدث الأرمن عن قضيتهم فى الاجتماعات العامة، كما أنهم يعارضون خدمة الأرمن فى الجيش والشرطة، إضافة إلى معارضتهم انخراطهم فى الحياة السياسية.
وسبق أن وصف سفير الفاتيكان فى إسطنبول، المطران روبن تيرابلانكا جونزاليس، وضع المسيحيين فى تركيا بعد الانقلاب الفاشل بأنه صعب جدًا، مشيرًا إلى أن هذا الوضع قد يخلق مناخا وحالة من العنف، خاصة أن هناك رجال دين لا يخرجون من بيوتهم خوفًا من الغوغائيين الذين يهاجمون من يظنون أنهم أيدوا الانقلاب.
وعبر مسئولون أوروبيون عن قلقهم حيال الحرية الدينية فى تركيا ما بعد الانقلاب الفاشل، فى الوقت الذى طالبوا فيه الحكومة التركية بمواصلة وتحسين حماية الأقليات الدينية.