الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد منير صوت النيل

محمد منير صوت النيل
محمد منير صوت النيل




ساحر هو، جاء من الجنوب، من أرض الذهب، يملك صوتًا نقيًا بنقاء النيل، حنجرة غير عادية تجذب الملايين من عشاق الطرب.
■ ■
بعيدا عن بهرجة الآلات الموسيقية والملابس الرسمية ظهر الشاب الأسمر ذو الابتسامة الخجولة  يغنى على الدف والإيقاع، يغنى للحياة، لمصر، كانت بصماته ورؤياه تشير إلى عبور الأغنية من خندق اللوعة التقليدية إلى أحضان الناس.
 اختار الألحان النوبية كى تكون أساساً جديداً بعد كتابة كلمات باللهجة العامية العربية لتكون مفهومة للجميع.
■ ■
«حدوته مصرية» بدأت خيوطها تنسج فى قرية منشية النوبة بأسوان، التى ظل بها طوال صباه، بعدها جاء إلى القاهرة مع أهله فى اوائل السبعينيات والتحق بكلية الفنون التطبيقية وتخرج فى قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون، ليبدأ بعدها تجربته الحقيقية، مشروعه الغنائي، فى دائرة هو جزء منها، معه احمد منيب وعبدالرحيم منصور، اللذان رأوا فى هذا الشاب الأسمر ضالتهم ونواه لأسطورة غنائية.
جاء «الكنج» رافعا شعار، غن كى لا تكون وحيدًا، غن وامنح العالم كله فرصة كى يغنى معك، فتحول الفتى الأسمرالنحيل، إلى أحد «الغاوين» الذين يسحرون الناس.
■ ■
صوت مختلف يسرق الانتباه من أول لحظة، لحن مختلف جمع خلاله بين المقامات الشرقية الألحان النغمات الغربية، كلمات عجيبة على إذن المتلقى المصرى كانت غير مفهومة، ما دفع الكثير إلى وصفه بأنه مغنى المثقفين، وظلت الفكرة مرتبطة بالأذهان لسنوات، فهو يغنى للوطن فى صورة الحبيبة، يبحث عن الحرية فى الحب، يرفض الظلم فى عيون الصبايا.
حب الجمهور لمنير انتشر فى قلوبهم، فهو مثل الوباء يفتك بالضحية دون ان يدرى ولا يكتشف حاله إلا بعد فوات الأوان، واصبح منير «مغنى لكل الناس»  حيث نجد الآلاف يملأون حفلاته يغنون فى نشوة سحرية غربية أمام «الكنج» شباب وكبار الكل يتمايل مع النغمات الجنوبية تسحب المستمع من العالم الذى يعيش فيه إلى عالم آخر.
■ ■
منير  صاحب الـ30 ألبوما و40 سنة غناء له تجربة مهمة لا نستطيع ان نغفلها من مشواره الفنى وهى التمثيل، والبطل الرئيسى فيها هو المخرج الراحل يوسف شاهين، والذى قدم معه ثلاثة أفلام وهى «حدوتة مصرية» و«اليوم السادس» و«المصير» وداخل كل فيلم دائما ما يطغى منير المطرب على الممثل، فلا يمكن أن ننسى أغانى مثل «عليِ صوتك»، و«حدوتة مصرية»، التى حفرت مكانا بارزا فى الوجدان، وايضا كان له تجربة فى أفلام مثل «حكايات الغريب»، و«ويوم حلو ويوم مر»، و«شباب على كف عفريت»، وفى المسرح قدم تجارب مهمة مثل «الملك هو الملك»  التى قدمت مرتين الأولى عام 1988 والثانية عام 2002 وهناك مسرحية «ملك الشحاتين»، اما فى التليفزيون فله ثلاث تجارب آخرها «المغنى».
■ ■
منير العاشق للفن، المنحاز للوطن، الإنسان، الأرض، رفض الحصول على أى جنسية أجنبية رغم ارتباطه بالمجتمع الغربي، يحب أن يكون صناعة مصرية خالصة، والاحتفاظ بمصريته لآخر يوم فى عمره، إذا كان الغرب يحبه ويهتم بصوته فهذا نابع من كونه مصريا خرج من أرض النيل..لأجل هذا وأكثر وجدناه يستحق بكل ثقة «وسام الاحترام».

روزاليوسف