مكاسب مصرية من القمة

تشهد القمة العربية الأوروبية التى ستنعقد بمدينة شرم الشيخ ؛ لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية، تحقيق مصر العديد من المكاسب على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية، ومنها..
1 - عقد حوار استراتيجى رفيع المستوى بين القادة العرب والأوروبيين، لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فى الوقت الذى يشهد العالم فيه تغيرات سريعة متلاحقة على الساحة الدولية من عودة للتحالفات والنزاعات السياسية والحروب التجارية ما يشكل تهديدا قويا للاستقرار والسلام العالمي.
2 - عودة مصر بعد غياب نحو عشر سنوات لبؤرة الأحداث الدبلوماسية الدولية، حيث كان آخر استضافة لمصر لهذه القمم هى القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز عام 2009 والقمة الإفريقية فى العام 2008 ، بخلاف استضافتها للقمة العربية عام 2015.
3 - تتطلع الدول الأوروبية إلى الاستفادة من دور مصر المحورى التى تولت قبل أسابيع قليلة رئاسة الاتحاد الإفريقى كركيزة أساسية للاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة أن 10 دول عربية من القارة السمراء تشارك بالقمة.
4 – التعويل على الدبلوماسية المصرية لحل النزاعات القائمة خاصة فى سوريا وليبيا والصراع الفلسطينى الإسرائيلى واليمن.
5 – تأكيد أن مصر تعد من الدول القلائل التى تشهد استقرارا سياسيا فى المنطقة التى لا تزال تؤجج فيها الصراعات.
6 - استعادة مصر لمكانتها المرموقة على الساحة الدولية كلاعب إقليمى فعال وشريك موثوق به ومؤثر فى مجريات الأحداث فى المنطقة.
7 - تعد القمة المرتقبة بداية لدور أكبر للاتحاد الأوروبى فى المنطقة الذى يرى أنه بات من الضرورى تعزيز التعاون مع الدول العربية المجاورة فى ضوء تأثر أمنها المباشر من النزاعات فى الشرق الأوسط التى تشهد تدخلات من قوى إقليمية ودولية تؤثر على الأوضاع فيها ومصر محور رئيسى لذلك الدور.
8 – دور مصر القوى فى مكافحة الهجرة غير الشرعية جعلها محورا رئيسيا فى وضع حلول للأزمة وطرح رؤيتها وإيجاد أرضية مشتركة لمنصة الحوار المباشر استشعارا أنه حان الوقت للبحث بجدية عن طرق فعالة لإنهاء حالة الصراع والنزاعات المستمرة منذ اندلاع ثورات الربيع العربى والتى نتج عنها عدم الاستقرار وضياع الأمن فى عدة دول، وبالتالى تدفق اللاجئين إلى أوروبا هربا من أتون الحروب.
9 - هناك قائمة طويلة من القضايا محل الاهتمام المشترك التى ينبغى أن تبحثها الدول العربية والأوروبية فى القمة، ولكن يتصدر النزاع فى سوريا الملفات الساخنة على الرغم من مقعدها الشاغر فى جامعة الدول العربية.
وترى الدول العربية والأوروبية من الأهمية الانخراط بدور أكبر وسط غموض يكتنف العملية السياسية الانتقالية فى الوقت الراهن وتتصدر رؤية مصر من خلال إيجاد حلول سياسية لتلك الأزمات والحفاظ على مؤسسات الدول، كما يأمل الأوروبيون التوصل إلى رؤية مشتركة فى القمة حول الوضع فى سوريا وذلك قبيل مؤتمر بروكسل الثالث حول سوريا الذى سيعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 مارس المقبل لبحث دعم جهود الوساطة بين الأمم المتحدة والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
10 - طرح رؤية مصر وجهودها فى العديد من الملفات، حيث سيناقش القادة العرب والأوروبيون فى القمة عدة قضايا أخرى من بينها تطورات القضية الفلسطينية والنزاعات فى ليبيا واليمن وإدارة الأزمة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة والحد من التسلح والجريمة المنظمة عابرة الحدود والهجرة وتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة فضلا عن الملفات السياسية الساخنة، التى ستستحوذ على مساحة كبيرة من المناقشات بين القادة العرب والأوروبيين فى القمة لما لها من تداعيات مباشرة على الأمن والسلام الدوليين، علاوة على  أن القمة ستبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين الدول العربية والأوروبية والعلاقات بين الشعوب والثقافة التى تعد أداة فعالة للتقارب بين العالمين العربى والأوروبي.