«عم محمد» من محصل كهرباء إلى طواف بماكينة دفع إلكترونى

عشرة أعوام ظل يطوف «عم محمد» فى شوارع الإسكندرية ليكسب قوت يومه من بيع كروت شحن اتصالات المحمول، إلى أن ظهرت ماكينات الدفع الالكترونى فمنحه أحد التجار ماكينة لتوفر عليه عناء استبدال الكروت التالفة جراء الاستخدام السيئ للزبائن.. موجة من التعاطف فجرها مقطع فيديو نشرته إحدى الفتيات عبر حسابها الشخصى على «فيس بوك» يوضح قصة كفاح لرجل مسن جاوز الستين من عمره، تبدو عليه علامات الطيبة الفطرية ممزوجة بالرضا التام، إذ وقف الرجل أمام أحد المقاهى ليروى للفتاة قصته، ممسكًا بماكينة الدفع الالكترونى كإحدى بناته.
تقول الفتاة صاحبة مقطع الفيديو لروزاليوسف: «وجدت عم محمد يمر أمام أحد الكافيهات فى منطقة المندرة فجذبتتى حالته وطلبت تصويره، وأبدى تأثرًا بالغًا بتفاعل الناس معه وعرضهم المساعدة»..
من منزله فى حى سيدى جابر ينطلق «عم محمد» الساعة الخامسة عصرًا ليطوف الشوارع وينادى بصوته الذى أصابه العجز: «تحويل رصيد، دفع فواتير..»، إلى أن يطلع الفجر فيذهب للصلاة ثم يخلد إلى النوم حتى عصر اليوم التالى.
ثلاث بنات أنجبهن عم محمد، الأولى تزوجت، والثانية على مشارف الزواج خلال أشهر قليلة، والثالثة تدرس فى الصف الثانى الثانوى، وعنها يقول فى فخر وعيناه تلمعان: «بتاخد المعاش كله عشان بتدرس بالإنجليزى»، إذ إنه يرفض عمل بناته أو زوجته ويسعى جاهدًا لتوفير احتياجات أسرته رغم سنه المتقدمة، وذلك بعد تقاعده من وظيفته الأولى كمحصل كهرباء.
بضعة آلاف من المشاهدات حققها مقطع الفيديو، فتواصلنا مع عم محمد عبر هاتفه لنتفاجأ بإخبارنا أن سيلًا من المساعدات تدفق عليه يكفى احتياجاته وما يزيد، فضلًا عن منحه ماكينة دفع الكترونى مجانًا من جانب الشركة فى داخلها رصيد قيمته خمسة آلاف جنيه، بالإضافة إلى مساعدات قدمها محافظ الإسكندرية بعد تواصل الفتاة صاحبة الفيديو معه.