الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعاة المستقبل فى مواجهة التطرف

دعاة المستقبل  فى مواجهة التطرف
دعاة المستقبل فى مواجهة التطرف




فى أعقاب نشر الدراسة الصادرة من دار الإفتاء، والتى تحذر من إمكانية استغلال الجماعات المتطرفة للتجمعات الدراسية لبث سمومها الخبيثة فى عقول الطلبة، عبر استخدام الخطابات الهوجاء العاطفية لاستمالة الشباب، استطلعت «روزاليوسف» رأى عدد من طلاب وفتيات الأزهر  للتعرف عن قرب على اللغة التى بسببها يقع أقرانهم فى فخ الفكر المتطرف.

لغة الدعاة التى تتمسك بالقديم أحد أهم الأسباب من وجهة نظر معتز هلال، طالب من محافظة الشرقية بكلية الدعوة الإسلامية فى جامعة الأزهر، التى تجعل الشباب فريسة سهلة للفكر المتطرف، حيث إن اللغة القديمة تهيئ الشباب لسماع خطاب المتطرفين فيما بعد.
«معتز» اعتبر ان طوق النجاة الأول هو تحقيق عملى لتجديد الخطاب الدينى الذى لن يتحقق برأيه إلا عن طريق التركيز على مقاصد الشريعة التى تؤصل لأهمية الحفاظ على النفس والوطن والعرض.
ويطالب «معتز» بالانتباه للغة التفسير الحرفى للنصوص التى تنتشر بين الدعاة فتؤصل فى العقل عدم الانفتاح على العالم والتمسك بظاهر الأمور خوفا من المحرمات
المسائل الفقهية التى انتهت مع انتهاء عصرها واستمرار الحديث عنها، ونشر التهكم والسخرية من الذين لا يعلمونها تعد احد اسباب نجاح الفكر المتطرف لاجتذاب الشباب، وفق ما يراه  «حسين أيوسف»، الطالب فى الفرقة الثالثة، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر.
ويرى «أحمد حسن»، بالفرقة الثالثة، قسم التفسير بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر، أن محاولات البعض تغيير الدين كله وطمس هويته وإخفاء معالمه، وظهور من يرفض التجديد شكلاً وموضوعاً؛ أدى لنجاح خطاب المتطرفين لدى الشباب، معتبرا أن تطويع الخطاب الدينى للعصر ينقذ الشباب من سماع الخطاب المتطرف.
ومن وجهة نظر «خالد وحيد»، وهو أحد الدارسين بمركز الثقافة الإسلامية «معهد إعداد الدعاة سابقًا»، فإن السبيل لتحصين الشباب دينيا من التطرف او الميل لفكره هو تبسيط المعلومة الدينية للمتلقى بعيداً عن الاختلافات الفقهية والأبحاث الأكاديمية التى توجد داخل أروقة الجامعات، متابعًا: «اللوم فى تأخر الخطاب الدينى وتأثيره لا سيما على الشباب يُلقى فى المقام الأول على عاتق الدعاة الذين يخرجون عن إطار زمنهم، ويخاطبون الناس بلسان مغترب عن واقع حياتهم، مما يؤدى إلى إصابة الفهم العام بالجمود، معيقا وصول المراد الإلهى والهدى النبوى فى الدين الإسلامى إلى معتنقيه».
ويشدد «وحيد» على ضرورة جذب الشاب للدين من خلال «الرد على الشبهات المثارة حاليًا حول الأدلة المادية مثلا على وجود الله تعالى»، وكذلك إيضاح بعض علل الأحكام مثل «تعدد الزوجات»، وشحن المشاعر العامة للعودة الجادة إلى مكارم الأخلاق بعيدًا عن ربطها، وإيضاح تاريخ التكفير وكيف أن الخوارج كانوا يلبسون النص ما لا يتحمله ويلصقونه للمسلمين فى خارج سياقه.
وترى «نيرة محمد»، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر، أنه من الظلم أن يتم إقصاء العنصر النسائى الدعوى فى خطة تجديد الخطاب الديني، وتحصين الفتيات بلغة دعوية من بنى جنسهن.. وعلى حد قول «نيرة»: لن تنجح خطة تجديد دينى إلا بإشراك عناصر نسائية شابة تلقى بالضوء على أهم قضايا المرأة فى العصر الحالي، بما لا يدعها فريسة لأًصوات ضالة كل همها أن تضرب فى صورة المرأة بالإسلام، او تسيطر على عقول الفتيات نحو فكر مغلو.
وتقترح «زينب مصطفى»، الطالبة بالفرقة الثالثة فى كلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر بالقاهرة، أن تبدأ الدولة خطتها فى توجيه خطاب دينى مؤثر عبر الإعلام، وتقترح تشكيل منبر إعلامى ديني، يضم نخبة من علماء الأزهر المفوهين، وخبراء إعلاميين، وتطلق خريطة برامجية معممة على كل  القنوات التليفزيونية، لتقديم وجبة إعلامية دينية بشكل خارج الصندوق، على هيئة مقاطع درامية، أو حكايات وقصص بمدد قصيرة، تتم إذاعتها على جميع القنوات، وتتناول كل حكاية تصحيح لمفهوم دينى خاطئ بعيدا عن التعقيديات والاختلافات المذهبية.