الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أرواح الشهداء تصعد إلي السماء وسط أدخنة الغاز




استعادت بورسعيد أمس أجواء عـدوان 56 عندما كـانت تشيـع جثاميـن شهدائهـا وسط الأدخنة والحطـام.. حيث ودع أبناء المدينة الباسلة 31 شهيـداً سقطـوا في اشتباكات أمس الأول إلي مثواهم الأخير في جنازة هي الأكبر بتاريخ المحافظة منذ العـدوان.

بورسعيد تحولت إلي مدينة مهجورة بعد أن أغلق جميع التجار محالهم لتتوقف الحياة بشكل تام.. ولا يتبقي من ملامحها سوي صراخ وعويل الأهالي الذين احتشدوا أمام المستشفيات في انتظار الحصول علي تصاريح دفن ذويهم بعد مناظرة الجثث من الطب الشرعي.
الجنازة المهيبة خرجت من مسجد مريم في حي المناخ وسط مشاركة آلاف البورسعيدية ورموز القوي الثورية وغياب قيادات الإخوان.. حيث حمل الأهالي جثامين الشهداء في طريقهم الي مقابر بورسعيد وسط هتافات «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، و«يسقط حكم المرشد.. الإخوان أعداء الله».
وسرعان ما وقعت الكارثة عند مرور الحشود حاملة النعوش أمام نادي الجيش المواجه للمقابر.. حيث عبر البعض عن غضبهم بإلقاء الحجارة علي واجهة النادي ليفاجأ الجميع بإطلاق كثيف لقنابل الغاز ليترك الأهالي النعوش في الأرض ويهرعوا هاربين وسط حالة من الذعر الشديد التي سادت المشهد.
سيارات الإسعاف هرعت إلي مسرح الأحداث لتنقل 200 مصاب إلي المستشفيات بينهم 4 مصابين بطلق ناري وهرع معها أبناء بورسعيد ليواجهوا الغاز والطلقات المطاطية بزجاجات المولوتوف ليشتعل النادي بأكمله وتمتد النيران لمدافن اليهود المواجهة للنادي.
 وفرضت قوات الجيش ببورسعيد سيطرتها علي محيط السجن وقامت بالانتشار قرب البنوك والمنشآت الحيوية لتأمينها.. كما أقامت طوقا من الأسلاك الشائكة حول السجن، ونقاط تفتيش للسيارات العابرة بشارع محمد علي وقرب منطقة الاستثمار.
بينما أكد العميد إبراهيم سليمان مأمور سجن بورسعيد أن السجن تحت سيطرة قوات الجيش والشرطة محذراً من أية محاولات للاقتراب منه التي ستواجه فوراً بإطلاق النار.