الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حكايات من أوديسا» إضاءات على قصص الكاتب الروسى إسحق بابل

«حكايات من أوديسا» إضاءات على قصص الكاتب الروسى إسحق بابل
«حكايات من أوديسا» إضاءات على قصص الكاتب الروسى إسحق بابل




يقدم كتاب «حكايات من أوديسا» الصادر فى ترجمته العربية حديثًا عن مكتبة المتنبى السعودية للمترجم يوسف نبيل، إضاءات على العالم القصصى للكاتب الروسى إسحق بابل.
ينقسم الكتاب إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تضم قصص أبطال العصابات اليهودية الغريبة التى ظهرت فى أوديسا ونشأ بينها إسحاق بابل، أو على الأقل سمع قصصها من أقربائه، والمجموعة الثانية تضم قصصًا من طفولته.

ظهرت عدة طبعات من المجموعة، وأضيفت لها كثير من القصص فيما بعد، وقد اعتمدت هنا المجموعة المنشورة على موقع كلاسيكيات الأدب الروسي، والتى تضم خمسة عشر قصة، ويمكن القول أن بابل كان من أوائل الكتاب الذين قدَّموا نموذج المتتالية القصصية، فالأبطال يعاودن الظهور فى أغلب القصص، وتقدم لنا المجموعة قصصًا مترابطة من حيث الموضوع والشخصيات.
تنتمى كتابات بابل إلى وقت عاصف من التاريخ الروسي، حيث مر المجتمع بظروف مريرة مثل الحرب العالمية الأولى، ثم اندلاع الثورة البلشفية وتغير نظام الحكم، واندلاع الحرب الأهلية، وتصفية البورجوازية بعنف، والعمل فى معسكرات العمل الإجبارية، وسيطرة النظام الشمولى على روسيا جميعًا، ولم يكن من السهل الكتابة فيها، فالكاتب يخضع فى هذه المرحلة إلى محاذير شديدة، سواء من ناحية الرقابة، أو من ناحية التأثير الشديد للاستقطاب من مختلف فئات المجتمع المتصارعة.
يقول المترجم يوسف نبيل فى حديثه لـ»روزاليوسف» عن هذه الترجمة: «لم يكن من اليسير عليَّ أن أنخرط فى ترجمة «حكايات من أوديسا» فرغم استمتاعى الشديد أثناء عملية الترجمة، إلا أن معضلة دائمة كانت تواجهني، وهى محاولة الحفاظ على إيقاع بابل المميز، فبعض الكتابات ربما لا تتميز بإيقاع مختلف إلى هذا الحد. إن بابل مثله مثل الكتاب الروس العظام يتميز بأسلوب شديد التفرد يحتاج إلى مجهود حقيقى من أجل الحفاظ على إيقاعه وسرعته وقاموسه اللغوى الواسع، وأسلوبه الذى يمزج الشعر بالنثر، الواقعى بالغرائبي، والرقة بالعنف».
ويضيف:» إسحاق بابل (1894 – 1940) واحد من أهم كتاب القصة القصيرة فى روسيا، وتنبع أهميته فى الأساس من حجم التغيير الذى ألحقه بالأدب الروسى فى زمنه، ولتفرد أسلوبه المتميز بنكهة خاصة جدًا، فهو لا يشبه أحدًا. نشأ إسحاق بابل فى أوديسا بأوكرانيا، وهى موطن كثير من الأدباء الروس، إلا أنه ذهب إلى سان بطرسبرج كى يتمكن من دخول الوسط الأدبى وينال الاعتراف به كواحد من أهم وألمع الكتاب الروس فى زمانه. لم يجد من يوافق على نشر قصصه، فتوجه إلى الأديب اللامع مكسيم جوركى الذى كان يساند كثير من الأدباء الشباب بإخلاص، ولم يبخل جوركى فى تقديم يد العون، وعلَّمه الكثير من أسرار المهنة، ولم ينشر له قصصه إلا بعد كثير من التعديلات والتحسينات ومرور بعض الوقت. ساعده جوركى أيضًا على العمل وكسب الرزق بتعيينه مراسل لبعض المجلات والصحف. ومنذ منتصف العرينات تُرجمت أعمال بابل إلى أهم لغات العالم، وأشاد بفنه كثير من الأدباء والنقاد الغربيين، وخاصة كتاب القصة القصيرة الأمريكية الذين لمعت أسماؤهم فى ذلك الوقت».
من أجواء الكتاب:»كنت صبيًا كذابًا، والسبب فى ذلك يعود إلى القراءة، فقد كانت تجعل مخيلتى متأججة على الدوام. كنت أقرأ أثناء الحصص، وبين الحصص، وفى طريق العودة إلى المنزل. فى المساء كنت أقرأ اسفل الطاولة مختبئًا تحت أطراف المفرش الذى يصل حتى الأرض. بينما أقرأ لم أكن أشعر بأنى فى حاجة إلى شيء فى العالم كله: لست فى حاجة إلى التغيب عن الحصص والذهاب إلى الميناء، ولا أشعر برغبة فى لعب البلياردو فى المقاهى بشارع جريتشسكايا، ولا برغبة فى السباحة بلانجيرون. لم يعد لديَّ أصدقاء، فمن يود أن يصاحب إنسانًا مثلى؟».