الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التاريخ الأسود لأفكار مؤسس الإخوان الإرهابية

التاريخ الأسود لأفكار مؤسس الإخوان  الإرهابية
التاريخ الأسود لأفكار مؤسس الإخوان الإرهابية




هلاوس شيطان «الجماعة»

حسن البنا ليس مجرد اسم فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بل ملهم لها، وذلك بما زرع ورسخ فى عقول أعضائها من هلاوس كانت المؤسسة لفكر تكفيرى منحرف، تجسد جليًا فى رسائله ومقالاته ومذكراته بل وفى حياته كلها  التى أحاطها بهالة من التقديس وسار عليها تابعوه من بعده.
فالبنا سار بجماعته فى دروب الوهم من  الدعوة إلى التنظيم إلى العنف  وهذا ما يكشف عنه فى حديثه لسكرتيره الخاص محمود عساف قائلا «انظر يا محمود، إن الإيمان بالإسلام يقوم على شهادتين: لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. كتب – مصطفى أمين

ولا تصلح الشهادة الأولى وحدها ليصير الشخص مسلمًا، ذلك لأن النبى صلى الله عليه وسلم يتجسد الإسلام فى شخصه، وبالتالى يجب أن يكون الإيمان بالفكرة وصاحبها معًا، فلسنا جمعية ولا تشكيلاً اجتماعياً ولكن نحن دعوة فلا بد من الإيمان بها والسير على نهج داعيتها والعمل على تطبيق أفكاره».
هذا الحديث يكشف عن رغبة لدى البنا فى التقديس من خلال  توظيف  الدعوة الإسلامية لصالح جماعته  وشخصنتها فى نفسه  واستغلال  مشاكل مصر السياسية والاجتماعية والإقتصادية لجذب  أنصار يؤمنوا بأنه المنقذ الوحيد لمصر والمصريين، لان الأدار والعناية الإلهية هى من أرسلته من أجل هذه الغاية لذلك فإنه من غير المستغرب أن يطلق عليه غلمانه «الإمام الرباني» ويتبعون اسمه بـ»رضى الله عنه».
إيمان البنا المطلق بوهمه جعله يرسخ لدى أتباعه أن إيمانهم ليس  كسائر المسلمين، فيقول فى  رسائله  «الفرق بيننا وبين قومنا بعد اتفاقنا فى الإيمان بهذا المبدأ أنه عندهم إيمان مخدر نائم فى نفوسهم، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوى يقظ فى نفوس الإخوان المسلمين».
البنا لم يكتف بتقديس نفسه وجماعته بل حول  الإسلام الى  «أيديولوجية سياسية» تخدم فقط أهدافه من خلال حزمة من الأفكار التى تحول المجتمعات والشعوب الى أداة فى يد جماعة الإخوان بأدلجة سياسية برجماتية لايستفيد منها سوى أنصاره ومريديه تحت شعار براق ورنان اخذ من الإسلام كل شيء.
تربية البنا المحافظة جعلته عدواً لكل تجديد وحداثة فالهوية المصرية فى نظره تكوين استعمارى  والفن والثقافة هيمنة غربية والإختلاط بين الناس أفكار علمانية وغربية مضادة للمعتقدات والممارسات العرفية المرتبطة بالإسلام و التاريخ الإسلامى فى تدهور مستمر منذ زمن «الإسلام الحقيقي» الذى مثّله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والخلفاء الراشدون و أن الحل يكمن فى إحياء «الإسلام الحقيقى من خلال إقامة الدولة الإسلامية التى تصحح العقيدة، والتى تحفز الإصلاح وتطبّق الشريعة بالكامل.
أفكار البنا  التى جعلت جماعته  أيديولوجية وعبادة، وبلد وأمة، ودين ودولة، وعمل وإيمان، وسيف وقرآن،احتاجت إلى مرجعية تحكم بها فكانت «الحاكمية» التى حولت كل الشعوب والأمم الى أسرى للبنا وجماعته لتتحول حاكميته الى منظم لكل جوانب الدولة والمجتمع، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو عامة أو شخصية .
ولان أيديولوجية البنا السياسية لا تسمح بالتمييز بين الدين والسياسة، كان من الطبيعى أن يرى البنا أن نظام الحكم القائم على الحكم الدستورى وعلى الشورى هو «الأقرب إلى الإسلام»  ولكن شرعية السلطة السياسية هنا مشروطة بالتزام الحاكم بالشريعة، والدفاع عن الأمة ضد الهيمنة السياسية والنفسية ودعم «الدعوة الإسلامية» مع  رفض التعددية السياسية القائمة على الأيديولوجيا فى ظل حكومة إسلامية، لأن هذا، فى رأيه، يقوّض مبدأ الوحدة الإسلامية وبذلك فأن البنا كان ينظر بشكل براجماتى إلى الدولة وكيفية حكمها كهدف ضرورى ولكنه مرحلي، يمّهد للإصلاح ومن ثم الطريق نحو هدفه الأيديولوجى النهائى وهوإعادة الخلافة الإسلامية.
مخطط البنا  الاجتماعى - السياسي، كان يهدف منه الى «أخونة» مصر من أعلى إلى أسفل دون تميز بين العام والخاص، فمراقبة موظفى الحكومة والمواطنين العاديين فى المقاهى واجب دينى وفرض «الأخلاق الإسلامية» من خلال الرقابة على الأغانى والأفلام والكتب وحظر القمار والشرب والثياب الفاخرة ضرورة ملحة  حتى ان كان ذلك بدون علاج للأمراض الاجتماعية والسياسية الثقافية التى تعيش فيها مصر وبذلك يكون البنا قد أدلج  الإسلام فى السياسية وجعل من جماعته أداة لحوكمة الدولة،  وبديلا للأيديولوجيات السياسية المنافسة.