الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سيدات المسرح العربى

سيدات المسرح العربى
سيدات المسرح العربى




 نساء واجهن الفقر والتعنت للوصول إلى المقدمة كتبن شهادة ميلادهن بالإصرار والعند والتحدى لكسر التقاليد والأعراف روى دكتور عمرو دوراة فى كتابه «سيدات المسرح العربى».. قائلًا:
«شهد المسرح المصرى فى مرحلة البدايات وبالتحديد خلال النصف الأول مع بدايات القرن العشرين ظهور مجموعة من نجمات المسرح اللاتى استطعن تخطى الصعاب ومواجهة جميع التحديات وفى مقدمتها العادات والتقاليد، وتضم قائمة الممثلات الرائدات منيرة المهدية، لطيفة عبد الله، روزاليوسف، زكية إبراهيم، دولت أبيض، زينب صدقي، عقيلة راتب.
سرد الدكتور عمرو دوارة تاريخ بعضهن ولنا السبق فى نشر أجزاء ومقتطفات من كتابه الذى يشرع الآن فى استكماله استعدادًا لطبعه.

 

روزاليوسف

 

كانت يتيمة من الأب والأم وكانت صبية صغيرة تذهب أحيانًا إلى المسرح يقع بالقرب من محال صيدناوى اسمه دار التمثيل العربى وكانت فرقة عبدالله عكاشة تحتل هذا المسرح بعد أن اعتزل الشيخ سلامة لم تكن هذه الفتاة الصغيرة تفهم شيئًا مما يمثلونه لكنها كانت معجبة مبهورة التقطها من أمام المسرح عزيز عيد وربطت بينهما صداقة كبيرة إلى أن جاء اليوم الموعود عندما أخرج عيد مسرحية اسمها «عواطف البنين» تحتوى على ثلاثة أدوار نسائية البنت والأم والحفيدة كانت الفرقة تضم ست ممثلات كلهن سوريات مسيحيات رفضن جميعًا تمثيل دور الجدة فقرر عزيز عيد المغامرة وقال غاضبا سوف أمنح الدور للفتاة الصغيرة التى تزورنى، وبالفعل حدثت المغامرة ونجحت روزاليوسف الفتاة الصغيرة فى أداء الدور بعد خضوعها لتدريب شاق وبالتدريج أصبحت من أهم أعضاء الفريق وشاركت فى العديد من الأعمال المسرحية وقدمت مجموعة من الفودفيل مثل «خلى بالك من إميلى» والتى أطلقوا عليها وقتها لقب «الفودفيلية الحسناء»، من كتاب «ذكريات فاطمة اليوسف».

 



 

 

 

نجمة إبراهيم

 

تنتمى الفنانة القديرة الراحلة نجمة إبراهيم إلى الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتى احترفن التمثيل، كان أول ظهورها بفرقة «الريحانى»، التى انضمت إليها فى رحلتها إلى الإسكندرية حيث كانت تشارك بالغناء والرقص وإلقاء المنولوجات فى مسرحيات «الفرانكو آراب»، ثم عملت ببعض الفرق الأخرى ومن بينها فرقتى «منيرة المهدية»، «رمسيس» ليوسف وهبي، وانضمت كمغنية إلى فرقة «فاطمة رشدي» فى عام 1929، وسافرت معها فى رحلتها إلى «العراق» حيث شاركت فى أوبريتى «العشرة الطيبة»، «شهرزاد»، شاركت عام 1934 فى عروض فرقة «اتحاد الممثلين» التى استمرت فقط لمدة ستة شهور، وانضمت عام 1935 إلى فرقة «حسن البارودي»، وبعد ذلك انضمت إلى «الفرقة القومية» عند تأسيسها عام 1935، أعادت فرقتها بمساعدة زوجها 1955، وهى الفرقة التى قدمت من خلالها مسرحية «سر السفاحة ريا» على مسرح الهوسابير وقامت بدور «ريا» وهو الدور الذى سبق لها تجسيده مرتين فى السينما، وعلى الرغم من نجاح المسرحية إلا أن فرقتها المسرحية لم تستمر كثيرًا.

 

زوزو شكيب

 

بدأت انطلاقتها الفنية الأولى من خلال المسرح، حيث شاركت بأداء دور صغير فى مسرحية «الدكتور» عام 1929 بفرقة الفنانة فاطمة رشدى ومن إخراج الرائد عزيز عيد، وكان عمرها آنذاك لم يتجاوز العشرين عاما ولكن الانطلاقة الحقيقية لها هى وشقيقتها «ميمي» قد تحققت حينما أتيحت لهما فرصة اللقاء مع الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذى تنبأ لهما بمستقبل باهر فى عالم الفن وقرر ضمهما لفرقته عام 1932، وبالتالى فقد أصبح «الريحاني» هو صاحب الفضل الأكبر على الشقيقتين، وفى خلال فترة قصيرة جدًا حققت كلتا الشقيقتين نجاحًا كبيرًا، وأصبحت كل منهما من نجمات الفرقة اللاتى يعتمد عليهن «الريحانى» فى أداء أدوار البطولة أمامه.

 

زوزو نبيل

 

ظهرت علامات الموهبة التمثيلية عليها وهى فى سن صغيرة، فتركت المدرسة وانضمت إلى فرقة «مختار عثمان» عام 1936، وذلك بعدما عرض عليها العمل معه فى فرقته مقابل راتب ستة جنيهات شهريا، وكانت أول مسرحية تظهر بها هى مسرحية «دكتور يويو». وقد ابتسم لها الحظ فى  المسرح بإنضمامها إلى فرقة «رمسيس» كبرى الفرق المسرحية آنذاك، ويذكر أن مؤسسها الفنان يوسف وهبى هو الذى اختار لها اسمها الفنى بعدما شاهدها عام 1937 بمسرحية «المرحوم» لفرقة «مختار عثمان» وأعجب بأدائها، وقرر ضمها إلى فرقته.. وظل المسرح هو المجال المحبب للفنانة زوزو نبيل حتى أصبحت نجمة متوجة وفى هذا الصدد يجب التنويه إلى أن فترة مسارح التليفزيون وبالتحديد من عام 1962 إلى عام 1966 تعد من أزهى فترات تألق الفنانة زوزو نبيل مسرحيًا.

 

ملك

 

الفنانة ملك محمد واسمها الحقيقى «زينب محمد أحمد الجندى» والتى لمع اسمها خلال عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، بدأت «ملك» مشوارها الفنى وهى طفلة صغيرة عام 1912 بالغناء فى الأفراح، وذلك حينما كانت تقوم بتقليد السيدة منيرة المهدية وغيرها من مطربى ومطربات ذلك الوقت، ويعد عام 1925 بدايتها الفنية الحقيقية وذلك عندما انضمت إلى تخت منيرة المهدية، ولكنها سرعان مانجحت فى شق طريقها الخاص والاستقلال بعملها، فشاركت بغناء بعض الطقاطيق والأدوار بين فصول مسرحيات فرقة «أولاد عكاشة»، يحسب للفنانة ملك نجاحها فى تكوين فرقة باسمها تضم نخبة من نجوم التمثيل المسرحى والغناء.

 

 لطيفة عبدالله

 

أول مؤلفة مسرحية وممثلة فى فرقة الجوق وقد شاركت فى بطولة جميع عروض جوق «السرور»، وأغلبية تلك العروض تم تقديمها أكثر من مرة قبل ذلك من خلال عدة فرق مسرحية أخرى، وذلك نظرًا لغياب مفاهيم الملكية الفكرية خلال تلك الفترة الزمنية فاعتمدت الفرقة على إعادة تقديم نصوص تلك المسرحيات التى حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا من خلال الأجواق الكبرى، بلقيس، حب الوطن، قوت القلوب، هارون الرشيد «الصياد»، يوسف الصديق، عايدة «عائدة».

 

«منيرة المهدية»

 

«تعلمت فى مدارس الراهبات وأعلنت تمردها المبكر على المدرسة والتعليم، وبعد أن كبرت قليلًا عادت إلى قريتها الأم، وبدأت تغنى فى المقاهى بالقرى والمدن المجاورة، وقفت الفنانة منيرة المهدية لأول مرة على خشبة المسرح فى صيف 1915 مع فرقة «عزيز عيد»، لتؤدى دور «حسن» فى رواية للشيخ سلامة حجازى، فكانت بذلك أول مطربة مصرية تقف على خشبة المسرح كممثلة، متحدية تقاليد الزمن والتى كانت تحرم على المرأة التمثيل على المسرح، وبالتالى كان ظهورها بالعروض المسرحية بمثابة ثورة كبرى على التقاليد وأحدث ضجيجًا ساهم فى توهج شهرتها الفنية كأول ممثلة ومطربة مصرية تثور على «الحرملك» وتغنى على المسرح بدلًا من الشاميات واليهوديات، قدمت أشهر أعمال الشيخ سلامة حجازى بالإضافة إلى أعمال جديدة لنخبة من أشهر شعراء وملحنى جيلها، تتضمن قائمة أعمالها فى بطولة اثنين وخمسين عملًا مسرحيًا «أوبرا عايدة»، أنس الجليس، شهداء الغرام، ضحية الغواية، هاملت، صدق الإخاء، الكابورال سيمون، كارمن، ليث الغيل، تليماك، مدرسة النساء، تاييس، غانية الأندلس، أدنا، البرج الهائل..