الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالفتاح: المصريون يعيشون «انفجارا فكريا» لم تستوعبه شيخوخة المشهد السياسى




تحدث الباحث الاجتماعى نبيل عبدالفتاح عن أحدث كتبه «النخبة والثورة» الصادر عن «دار العين» فى ندوة (كاتب وكتاب) التى عقدت بالقاعة الرئيسية مساء الأحد الماضي، وهو الكتاب الذى تناول به بنية النخبة المصرية، وأزمة المصطلحات الثقافية والسياسية، التى خلقت فجوة ما بين المجتمع والنخب، وما بين فصائل النخب المختلفة، نظرا لما اكتسبته بعض المصطلحات من سمعة سيئة نتيجة لجمود اللغة العربية التى لم تستطع مسايرة التطور اللغوى العالمي، فأخفقت فى إيجاد تعريفات دقيقة ومصطلحات موازية دقيقة للمصطلحات الغربية التى دخلت الثقافة المصرية منذ عهد محمد علي، لتتحول إلى مجرد استعارات ثقافية فى اللغة العربية.
 
فى تصفح سريع للكتاب أشار عبدالفتاح إلى أن هناك العديد من المصطلحات المفخخة التى تمتلئ بها ثقافتنا العربية كمصطلح «الليبرالية» متسائلا هل هناك فعليا فصيل ليبرالى فى مصر؟ كذلك مصطلح القومية والوطنية الذى هو معادل لمصطلح «أمة» حتى أن مصطلح «النخبة» نفسه هو أحد المصطلحات السائلة التى لا تعبر عن مفهومها الحقيقي، موضحا أن المشكلة الحالية أن الانساق الثقافية لم تتغير منذ ثورة يوليو نظرا للتسلطية السياسية التى لم نتخلص منها حتى الآن وحاجتها إلى وقت طويل لتغييرها، فى إشارة منه لاستحالة أن تكون الكتل السياسية المختلفة مصمتة كما يظن البعض، واستشهد بالقوى السلفية وتغير خطابها من الدعوى إلى السياسى المختلط بالدين تبعا للديناميكية السياسية الحالية، كذلك استشهد بالخطاب الأول للرئيس مرسى الذى استخدم عددا من المصطلحات غير المألوفة أو الجماهيرية بالتالى كانت صادمة للمصريين وخلقت فجوة بين المصريين والرئيس مرسي، مؤكدا أنه حتى على مستوى الحوار الوطنى ستحوم هذه الأزمة بين القوى المشاركة بالحوار.
 
عن رؤيته وتحليله للوضع الحالى يرى عبدالفتاح أن أزمة الدولة المصرية الآن هى شيخوخة السياسيين من قائدى المشهد السياسى فى مقابل شعب أصبح على المستوى الفكرى والثقافى أكبر من دولته ومؤسساته التى لم تستوعب ذلك بعد! وهو ما خلق الفجوة بينهما، فأجهزة الدولة قد ضمرت ووصلت لحالة صعبة من الجمود جعلتها واهنة وغير كفء، فيى ختام حديثه عن «النخبة والثورة» أوضح أن الحركة الثورية الآن هى نتاج لجهود أجيال فى مصر بدأت مع جيل السبعينيات والمطلوب الآن هو العودة لكلمة سواء لمواجهة المشكلات الصعبة التى تعيشها مصر، والتى ستنحدر بها نحو الانهيار والفوضى.
 
من جانبه اتهم الكاتب سمير مرقس فى كلمته الموجزة بالندوة التى أدارها الشاعر فتحى عبدالله، بثلاثة عناوين رئيسية وهي: ريادة نبيل عبدالفتاح –حسب تعبيره- فى أنه فتح الطريق فى تناول علم الاجتماع السياسى الديني، الذى فتح أفقا مهما فى فهم التيارات السياسية بشكل جديد، منذ كتابه الأول «المصحف والسيف» عام 1984، الذى ناقش فيه الطائفية، إضافة لكتابه «عقل الأزمة» الذى تناول بنية العقل المصرى وتخلفه وأزمة الثقافة فى مصر، واصفا منهجية عبدالفتاح فى الكتابة والتحليل بأنه منهج متعدد المستويات يفصح عن رؤية موسوعية مرنة وعميقة للأحداث، كذلك بعده عن الانحياز لأيديولوجيات جاهزة بل تأكيده دوما على دراسة الظواهر بشكل موضوعى يدرسها من الداخل بعيدا عن التعاطف معها أو الرفض لها، هذه المقومات جعلت منه شاهد عيان على الأحداث بتفاصيلها الدقيقة، أكد مرقس ان الكتاب يأتى فى لحظة تاريخية مهمة فى مصر بعد الثورة بعامين وحالة الفوضى بمعناها الجيد الذى يعكس الحيوية الموجودة فى مصر الآن حيث تناول المشهد كاملا بتفاصيله الدقيقة سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا بشكل متماسك ومتجانس مع التفصيل لكل جزئية منهم على حدة فى فصول الكتاب، وتقديمه لحلول مبتكرة وأفكار عملية تعبر عن مثقف ليس منظرا فقط بل هو أيضا قادر على تقديم الحلول المنفذة على أرض الواقع.