الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مطاريد شيطان «الجماعة» ـ 2 ـ البنا صانع الرجال «الرخيصة»

مطاريد شيطان «الجماعة» ـ 2 ـ البنا صانع الرجال «الرخيصة»
مطاريد شيطان «الجماعة» ـ 2 ـ البنا صانع الرجال «الرخيصة»




«البنا غره متاع الدنيا وزخرفها واستبد وحده بالرأى دون الإخوان» بهذه الجملة لخص أحمد السكرى وكيل جماعة الإخوان الأسبق  مواقف مؤسس الجماعة حسن البنا الذى رسخ مبدأ السمع  والطاعة، فى عقول أتباعه وحولهم إلى مجرد أشباح تأتمر بأوامره دون مناقشة أو اعتراض وعندما اعترض عليه السكرى كان مصيره الطرد والخروج من جنته الوهمية.

ويعد أحمد السكرى من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية، وكان  البنا قد تعرف عليه  فى بداية دعوته  وأسسا سويًا جمعية «الحصافية الخيرية» برئاسته، وكان البنا سكرتيرا لها بهدف «محاربة المنكرات والتصدى للتبشير» وبعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية عام 1928، أنشأ شعبة للإخوان بالمحمودية، وصار نائبا لها عام 1929، وشارك فى أول اجتماع لمجلس شورى الإخوان فى 15 يونيو 1933، ثم اختير عضواً منتدباً فى مكتب الإرشاد، وبعد أن انتقل الإخوان للقاهرة اختير وكيلاً لـ«البنا»، كما ترأس الإدارة السياسية لمجلة الإخوان المسلمين، قبل أن يفصل عام 1947 لمخالفته «منهج الجماعة».
وعلى الرغم من كل هذه المواقع القيادية والتنظيمية بالجماعة  فصل السكرى منها بجرة قلم لمجرد أنه انتقد البنا وذكر انه له اتصالات ببعض الشخصيات الأجنبية، وأن هناك استبدادا يمارسه فى اتخاذ القرارات الخاصة بالجماعة، فكان قرار البنا بفصله نموذجا للديكتاتورية الإخوانية والذى جاء نصه كالتالى «قررت  الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين إعفاء كل من الأستاذ محمد عبدالسميع الغنيمى أفندى والأستاذ سالم غيث أفندى والأستاذ أحمد السكرى أفندى من عضوية الجماعة، لما تعرفه الهيئة من تصرفات الأستاذ أحمد السكرى، واعتباره مُناقضاً للعهد حانثًا باليمين خارجاً على الجماعة مُحاربًا للدعوة، وكذلك كل من اتصل به أو ناصره».
وتبع هذا القرار حرباً شعواء وتجريحا فى شخص السكرى ووصفه بالمحب للظهور والزعامة، والمتجسس  على مخاطبات البنا الشخصية، والمسرب لوثائق الإخوان السرية إلى فؤاد سراج الدين لنشرها فى جريدة حزب الوفد، وأنه استغل الدعوة لأغراض شخصية».
وكان رد السكرى مزلزلا للجماعة حيث قام بنشر  24 مقالاً فى جريدة «صوت الأمة» تحت عنوان «كيف انزلق البنا بدعوة الإخوان؟» قال فيه  « لقد أدمى قلب كل مسلم ما اضطررت لنشره من المخازى الأليمة والتصرفات الشائنة التى لم يكن ليخطر على بال إنسان أن يمثل دورها رجل نصب نفسه للدعوة الإسلامية وهذا الرجل الذى تعاون معى وتعاونت معه  وهو الذى تنكر لها وغره متاع الدنيا وزخرفها واستبد وحده بالرأى دون الإخوان».
 وتابع «لقد شرحت أسباب الخلاف مع البنا والتى منها الفساد الخلقى الذى سارت به الركبان وتستر عليها الأستاذ البنا ورضى عنه واعترف به اعترافاً ما «يقصد ما نسب لصهر البنا عبدالحكيم عابدين»ولعمر الحق كيف يتسنى لهم أن يطهروا غيرهم قبل أن يتطهروا كما ذكرت أن من أسباب الخلاف تخبط البنا فى السياسة تخطباً أنساه حقوق الدعوة ومبادئها وانزلق فى مهاو كنا نستعيذ الله منها وخيب آمال الناس فى هذه الدعوة، وسأترك المسائل الخلافية لأريح أنوف الناس من روائحها الخبيثة».
وقال «ثم كيف تأرجحت دعوة الإخوان وتذبذبت وساءت سمعتها فى كل مكان رغم هذا الطبل الأجوف والدعايات الزائفة التى يموه بها الأستاذ البنا على الناس أخذت فى التدهور والانحلال بسبب تصرفاته وتخبطه المستمر وقد خطب البنا مرة فينا فقال: فى الوقت الذى يكون منكم معشر الإخوان ثلاثمائة كتيبة اطلبونى أن أخوض بكم لجج البحار وأختم بكم عنان السماء وأغزوا بكم كل عنيد جبار! وأظن القارئ يتساءل ماذا فعل البنا وقد كان لديه ألف وخمسمائة شعبة لا يقل متوسط الشعبة الواحدة عن 200 شخص ماذا فعلت هذه الأرقام لخير الوطن المنكوب. اللهم لا شيء غير ممالأة الأعداء ومناوأة الأحرار والتهاون فى حقوق الوطن والتقلب فى أحضان السياسة».
ليختتم حديثه بقوله «كان البنا يموه على الإخوان ويختلق لكل فئة لوناً خاصاً من التمويه حتى اذا ما ألح عليه السائلون ثار ونفر ثم أدبروا واستكبر «وللبنا موقف متناقض من رجال الوفد بعد خروجهم من الحكم وقبله يخالف أبسط مبادئ الإسلام بل ابسط مبادئ الرجولة والشرف».
«ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» هذا وصف البنا لرجاله وعلى رأسهم عبدالرحمن السندى،  الذى أوكل له قيادة التنظيم الخاص أو الجناح العسكرى للإخوان المسلمين، وهو التنظيم الذى ذاق منهم المصريون شتى ألوان العذاب والقتل والإرهاب.
فالسندى  المولود فى المنيا عام 1918، وصاحب المؤهل المتوسط ليس من الإخوان وليس مسلمًا من وجهة نظر البنا لأنه نافس البنا  وحاول استنساخ نفسه كمرشد آخر للجماعة وبذلك أصبح  السندى يشكل خطورة على حسن البنا نفسه فكان طرده من الجماعة  ضرورة بعد أن قام بدوره الدموى على أكمل وجه.
وبهولاء المطاريد صنع البنا جماعته الإرهابية  وبهم أيضا نفذ جرائمه وعندما انتهى دورهم طردهم من جنته الوهمية ليصنع بعدها شخوص تحولت مع الوقت إلى مجرد أشباح تأتمر بأوامره بدون مناقشة او  اعتراض حتى وإن كان ذلك على حساب ودماء أهله.