سجن بورسعيد العمومى بناه الإنجليز وطورته الدولة

أصبح سجن بورسعيد العمومى بؤرة اهتمام المصريين ووكالات الانباء العالمية اثر قيام أهالى المتهمين فى مذبحة استاد بورسعيد بمحاصرته قبل جلسة محاكمة المتهمين الاخير والتى تم فيها  صدور قرار المحكمة بإحالة أوراق 21متهما إلى فضيلة المفتى قبل إصدار حكم بإعدامهم يوم 9مارس المقبل مما أدى إلى وقوع احداث دامية راح ضحيتها 38قتيلا واكثر من 700مصاب اثناء محاولة اقتحامة لاطلاق سراح المتهمين
يقع سجن بورسعيد العمومى على مساحة 21 الف متر بدائرة حى الشرق أحد أحياء بورسعيد الاربعة. ويحتوى السجن بداخله على عنبرين كبيرين كل منهما مكون من 4 طوابق، بالاضافة إلى مبنى ادارة السجن.
وتصل الطاقة الاستيعابية لهذا السجن  ما بين 1600 إلى 2000 سجين ليس من بينهم احكام جنائية كبيرة او متهمين خطرين على الامن العام. ويعود سجن بورسعيد العمومى إلى أيام الاحتلال الانجليزى لمصر، حيث بناه الانجليز وقامت الدولة المصرية بعد جلاء الانجليز عن مصر بتطويره.
ومع الأيام اختلفت طبيعة المناطق المحيطة بسجن بورسعيد العمومى من أرض فضاء على اطراف المحافظة  كان ظهيره الغربى منطقة القنال الداخلى وحدوده الجنوبية والغربية كانت منطقة الجولف التى كانت تحوى كامبات ومعسكرات الانجليز وقت الاحتلال. وبعد عودة المهجرين عقب العدوان الثلاثى على بورسعيد  عام 1956واثر قيام حرب أكتوبر 1973شهدت منطقة السجن حركة سريعة من العمران حيث تم إقامة مئات  العمارات و الوحدات السكنية المحيطة بالسجن فى اطار سياسة التعمير الجديدة للمحافظة.
وبعد ردم منطقة القنال الداخلي أنشئ عدد من المحلات الصغيرة بمحيط السجن للصناعات الحرفية الا انها تحولت إلى أوكار للخارجين على القانون والمرتزقة وأصبحت وكرا لارتكاب كل المحرمات والموبقات بالمحافظة ومخازن للسلاح. ورغم الاستغاثات المتكررة من الاهالى بخطورة هذه المنطقة و انها قنبلة موقوتة ستنفجر فى اى وقت. وكان  اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الاسبق قد أصدر قرارا  بنقل سجن بورسعيد العمومى خارج كردون المحافظة الا ان قراره ارجئ لعدم وجود امكانيات مادية وقتها لتنفيذ حيث قدرت التكلفة المبدئية لهذا النقل وانشاء مبنى جديد للسجن  نصف مليار جنيه. وقال احد خبراء العقارات  ان المساحة الحالية للسجن تبلغ 360 مليون جنيه بأسعار هذه الايام  مما يجعل تكلفة إنشاء سجن جديد لن يكلف الدولة كثيرا حتى يتم انهاء معاناة اهل بورسعيد الحالية.
من ناحية أخرى شدد العميد ابراهيم سليمان مأمور سجن بورسعيد انه ابن من ابناء بورسعيد ويفتخر بانتمائه لهذه المدينة الباسلة  لكن يسمح طالما تدب بداخله الحياة بتنفيذ مخطط اقتحام السجن تحت اى ظرف من الظروف. وقال سليمان انه سيستمر مع ضباطه وقواته فى الذود عن بورسعيد والدفاع عنها من هذا الخطر الداهم حتى ولو كلفهم ذلك حياتهم جميعا.
وحذر مدير السجن من الاقتراب من المنطقة المحيطة بالسجن تحت اى ظرف من الظروف مطالباً المواطنين بعد الانسياق وراء الشائعات التى تدفع الابرياء للتوجه إلى السجن كجزء من المخطط للاختباء وراء اجسادهم معلناً ان منطقة السجن ومحيطها مرمى للنيران الحية.