الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الإرهاب».. لا دين له

«الإرهاب».. لا دين له
«الإرهاب».. لا دين له




كتب - أمنية الصناديلى وأحمد عبدالهادى


أثارت المذبحة البشعة بحق مصلين مسلمين فى نيوزيلندا، موجة من القلق العالمى من نشاط اليمين المتطرف وتزايد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» على نحو يكرس لمزيد من العنف والإرهاب العالميين.
العالم كان قد استيقظ صبيحة أول أمس الجمعة على أنباء مقتل 49 شخصًا وإصابة نحو 50 آخرين بجروح فى مدينة «كرايست تشيرش» جنوب نيوزيلندا، فى هجومين إرهابيين استهدفا مسجدين خلال صلاة الجمعة.
الهجوم الأول بدأ فى مسجد النور بوسط المدينة، حيث توجه مسلح بسيارته إلى الباب الأمامى للمسجد ودخل وأطلق النار بشكل عشوائى على المصلين لمدة خمس دقائق، والجديد فى هذا الهجوم هو قيام المسلح، الذى عرف نفسه بأنه أسترالى يدعى «برينتون تارانت»، ويبلغ من العمر 28 عامًا، ببث لقطات حية للهجوم الذى نفذه على موقع «فيس بوك» مستعينًا بكاميرا كانت مثبتة فوق رأسه، وهو يطلق النار على رجال ونساء وأطفال أثناء الصلاة، بعدها غادر ليقود سيارته لـ5 كيلومترات حتى وصل إلى مسجد آخر فى ضاحية لينوود، حيث وقع الهجوم الثانى.
وتعليقًا على الحادث الإرهابى، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إن الحادث هز ضمير الإنسانية بأسرها ووضعها أمام مسئولياتها الأساسية المتمثلة فى ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية من أجل المواجهة الحاسمة للإرهاب والعنف والتطرف الفكرى»، داعيًا إلى بذل الجهد الصادق من أجل تعزيز وترسيخ قيم التعايش السلمى والتسامح وقبول الآخر.
وحذر الأزهر من النظرة الازدواجية والكيل بمكيالين فى التعامل مع مثل هذه الأعمال الإرهابية، حيث تكال الاتهامات للإسلام والمسلمين بمجرد أن يكون هناك شك أو احتمال بأن منفذ الهجوم مسلم قد خرج عن تعاليم هذا الدين السمح، فى حين نجد صمتًا غير مبرر عندما يتبين للجميع أن منفذ الهجوم ينتمى إلى دين آخر غير الإسلام، أو نرى الحادث الإرهابى يوصف بـ«إطلاق نار» وليس الإرهابى.
وتضامنًا مع ممثلى الجالية الإسلامية وعائلات وأقارب عدد من ضحايا الهجوم الإرهابى، ارتدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا ارديرن، غطاء رأس «حجاب» أثناء تقديمها التعازى لأسر الشهداء، قائلة: «نشعر عميقًا فى قلوبنا ما حصل لكم، نشعر بالأسى وبالظلم وبالغضب ونحن نتشارك بهذا معكم، تريدون عودة أحبائكم لكم، وأعلم أن هناك أمورًا دينية فيما يتعلق بالدفن وهذا أمر فى قائمة أولوياتنا».
 وأضافت: «واحدة من بين الأمور التى واجهناها كانت المساجد، كان يتوجب علينا التأكد من أنها آمنة للأشخاص، وحالما تمكنت الشرطة من القيام بذلك بدأت بالتعرف وتحديد هوية أحبائكم، بالطبع سيقومون بذلك بأكبر سرعة ممكنة»، متابعة: «تأكدوا أننا نعلم مدى أهمية التسريع فى هذه العمليات بالنسبة لكم ونحن نقوم بكل ما يمكننا القيام به حاليًا.. سلامتكم هو الأمر الثانى الذى أريد التأكيد عليه، وأن يكون لكم أماكن آمنة للعبادة وأن تشعروا بالأمان خلال عبادتكم».
وبمجرد انتشار مقطع الفيديو المروع، رصد المحللون عددًا من التفاصيل المثيرة عن الحادث والتى تكشف الدوافع العنصرية البحتة للقاتل كوجود 5 أسماء على خزائن الأسلحة النارية التى حملها القاتل، الذى قبض عليه لاحقًا، والتى تحمل دلالات لأشخاص بعينها وهى بوهيمند، أحد قادة الحملة الصليبية الأولى ووالى إمارة أنطاكية، وإسكندر بك، القائد الألبانى المتمرد ضد الدولة العثمانية، ومارك أنطونيو براجادينيو، القائد الفينيسى، الذى خالف الاتفاقية فى فاماجوستا وقتل الأسرى المسلمين، وألكسندر بيسونت الذى قتل 6 أشخاص بهجوم على مسجد كندا 2017، وأنطون لوندين بيترسن الذى قتل طفلين مهاجرين فى السويد، وكذلك كتب القاتل عبارات متفرقة، مثل «ضد اللاجئين» و«أهلاً بكم فى جهنم».
فيما أفردت الصحف الغربية مساحات واسعة تناولت فيها الحادث بالرصد والتحليل، حيث خصصت صحيفة «الجارديان» الإنجليزية افتتاحيتها للتعليق على الحادث الإرهابى، لافتة إلى أن التطرف والإرهاب سيحاصر أوروبا كلها إذا لم يتصدى العالم بشكل جدى لكل مظاهر العنف والقتل بحق الأبرياء، مضيفة: «أنه يجب على قادة العالم التكاتف من أجل وقف سفك الدماء وكبح جماح التطرف وإيقاف تيارات اليمين المتعصبة التى تجتاح أوروبا بشكل مثير للقلق».