الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خطر على العالم

خطر على العالم
خطر على العالم




مازالت سياسات أردوغان تثير الكثير من السخرية فى الأوساط المدنية والعلمانية، على الرغم من أن الدولة التركية هى دولة علمانية، ولكن أردوغان الذى يتأرجح بين الهوس الشخصى والضلالات السياسية، يتصور أنه قادر على إعادة تركيا إلى شكل من أشكال الخلافة التى يمكن لتركيا من خلالها أن تقود دول الشرق الأوسط فى محور ينفذ أجندات أمريكية وأوروأطلسية.
هذا الرجل المهووس والمحمل بالكثير من الضلالات السياسية والعقائدية الكاذبة، لا يدرك أن أوروبا تنظر إليه باستخفاف. ولكنه يدرك جيدًا أن واشنطن تتحمله وتتحمل ضلالاته لأسباب من بينها أنها بحاجة ماسة إليه على خريطة بيادقها على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية. وبين واشنطن وبروكسل يحاول أردوغان التحرك لا من أجل تركيا العلمانية التى أسسها أتاتورك. بل من أجل هلاوس وضلالات عقائدية يتصور أنه يستخدمها جيدًا.

 


أعد الملف – داليا طه وخلود عدنان

1- شهادات دولية: خطابات «أردوغان» تحرض على العنف والقتل
 
يستقبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الحوادث إرهابية بحفاوة بالغة إذ يرى أنها فرصة لإلقاء الخطب والإدلاء بتصريحات يظن بها أنه سيصبح البطل المنقذ والقائد الرشيد ولا يعرف أن الطاولة ستنقلب عليه وتظهر عنصريته رغما عنه فى كلماته فتفضح ألاعيبه وينتقدها الجميع.
وقد أثار استغلاله للحادث الإرهابى الأخير بنيوزلندا استياء دول كثيرة حيث ظهر فى مقاطع فيديو غير واضحة فى تجمعات للحملات الانتخابية فى عدة مدن تركية خلال الأيام القليلة الماضية، لإثارة أنصاره الإسلاميين المحافظين ومهاجمة خصومه السياسيين قبل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها فى وقت لاحق من هذا الشهر.
واعتبر رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون تصريحات أردوغان بعد الاعتداء الذى شنه متطرف أسترالى على المسجدين فى كرايستتشيرش بنيوزيلندا بأنها «متهورة» و«مشينة» و«مسيئة».
وقال موريسون «أدلى الرئيس التركى أردوغان بتصريحات اعتبر انها مسيئة للغاية للأستراليين ومتهورة جدا فى البيئة الحساسة للغاية التى نحن فيها».
ووصف رئيس الوزراء الأسترالى بـ«المشينة» تعليقات أدلى بها الرئيس التركى حول ردود فعل أستراليا ونيوزيلندا بعد الاعتداء الذى وقع فى كرايستتشيرش.
وقال رئيس الحكومة الأسترالية «أنا انتظر، وقد طلبتُ توضيح هذه التصريحات وسحبها». وتابع «سأنتظر لأرى ما سيكون عليه رد فعل الحكومة التركية، قبل اتخاذ قرار بشأن تدابير أخرى. ولكن يمكننى أن أقول لكم إن كل الخيارات مطروحة».
ودعا الأستراليين المسافرين إلى تركيا إلى توخى الحذر وقال إن السلطات الأسترالية تراجع نصائح السفر الى تلك البلاد.
وكان أردوغان الذى يقوم بحملة للانتخابات المحلية هذا الشهر، قد قدم الاعتداء الذى حدث فى كرايستتشيرش بنيوزيلندا بوصفه جزءا من هجوم أكبر على تركيا والإسلام. وقد حذر بشكل خاص من أن الأستراليين الذين سيكونون معادين للإسلام سيلقون نفس مصير الجنود الأستراليين الذين قُتلوا بأيدى القوات العثمانية فى معركة غاليبولى خلال الحرب العالمية الأولى.
ولقد أثار الرئيس التركى غضب نيوزيلندا الاثنين باستخدامه تسجيل فيديو مثيرا للجدل صوره منفذ مجزرة المسجدين فى كرايستشيرش، خلال حملة انتخابية فى تركيا.
واحتج نائب رئيسة الوزراء النيوزيلندى وينستون بيترز الاثنين محذرا من أن تسييس المجزرة «يعرض للخطر مستقبل وسلامة الشعب فى نيوزيلندا والخارج، وهو غير منصف إطلاقا».
وسارعت سلطات نيوزيلندا إلى العمل لوقف انتشار التسجيل المصور، محذرة من أن تشارك التسجيل يعرض المستخدم للمحاكمة، فيما أزال فيسبوك الصور عن مئات آلاف الصفحات.
لكن خلال تجمعات انتخابية فى نهاية الأسبوع، عرض أردوغان التسجيل وأشار مرارا إلى الهجوم باعتباره مؤشرا إلى تصاعد موجة عداء للإسلام تجاهلها الغرب
وقال خلال تجمع انتخابى فى شنقلعة بغرب تركيا «إنه ليس حادثا معزولا، إنها مسألة أكثر تنظيما».وأضاف «إنهم يختبروننا بالرسالة التى يبعثونها لنا من نيوزيلندا، على بعد 16500 كلم»
وكانت صحف عالمية، هاجمت أردوغان، واتهمته بالمزايدة بشأن الحادث، حيث قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن اليونان طلبت من الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان ، التوقف عن إثارة الحماس القومى من خلال إعادة كتابة التاريخ بهدف مغازلة الناخبين قبل الانتخابات المحلية التركية، والتى يواجه فيها تحديا كبيرا لاسيما مع تردى الوضع الاقتصادى.
وطالبت وزارة الخارجية اليونانية، الرئيس التركى من تخفيف حدة خطاب حملته الانتخابية، بعد أن اتهم الغرب بالتآمر على بلاده.
وقال أردوغان إن الهجوم الإرهابى النيوزيلندى فى الأسبوع الماضى، والذى قتل فيه 50 مسلما، كان جزءا من مؤامرة دولية ضد الإسلام وتركيا، بحسب التايمز.

2- «الاتجار بالدين».. استخدم «بيوت الله» فى الدعاية الانتخابية وتكفير معارضيه

وفى أجواء الانتخابات المحلية وتراجع شعبية الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» بسبب انهيار الليرة التركية والكساد الاقتصادي، لجأ أردوغان إلى آخر أسلحته قبل أيام قليلة من توجه الناخبين الأتراك لصناديق الاقتراع، وهو «سلاح الدين» لتكفير المعارضة، وكان هذا مضمون أول خطبة بأكبر مسجد جامع فى تركيا «تشامليجا»، إذ اعتبر الإمام أن التصويت للمعارضة فى الانتخابات حرام شرعا وفيه إثم كبير وأوصى بالتصويت لصالح «العدالة والتنمية».
إردوغان استغل رئاسة الشئون الدينية التركية «ديانت» لدعم سياساته التوسعية فى إفريقيا فضلا عن أوروبا، استخدمها للتوغل فى 38 دولة، وكان لها دور فى نشر أفكاره المتطرفة التى ورثها عن حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان» الإرهابية، ومقابل ذلك يغدق عليها من المال العام، غير عابئ بآثار الأزمة الاقتصادية على شعبه، إذ بلغت نفقاتها فى نهاية العام الماضى 8 مليارات و356 مليون ليرة.
وفى سوريا.. المؤسسة لعبت دورا فى نشر الفوضى فى سوريا منذ عام 2011، استضافت أعضاء التنظيمات الإرهابية فى مقراتها، وسمحت بإعلانات مدفوعة الأجر على جدران مساجدها، وتبلغ عوائد ودائعها البنكية 256 ألف ليرة.
وفى كوسوفو .. لازال يحاول أردوغان استكمال بناء مسجد فى عاصمة كوسوفو «بريشتينا»، وقالت إنه رغم وضع أساس المسجد قبل 6 أعوام، إلا أن السر وراء توقف البناء يرجع لرفض شعب كوسوفو عودة النفوذ العثمانى لبلادهم.
وفى قيرغيزيا.. استكمل الرئيس التركى مخططه لنشر أفكار الخلافة من خلال بيوت الله، إذ دشن مسجدا كبيرا باسم الإمام السرخسى فى العاصمة القرغيزية بيشكيك.
وفى فنزويلا.. أعلن الرئيس التركى أنه يخطط لبناء مسجد فى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، باسم احد السلاطين العثمانيين.
فى ألمانيا.. أصدر الاتحاد الإسلامى التركى للشئون الدينية تعليماته للمسجد المركزى الجديد فى مدينة كولونيا التابع لمنظمة «ديتيب» المدرجة ضمن المنظمات الإرهابية، ببث خطب تحريضية ضد معارضى أردوغان بالخارج وحث الأتراك المقيمين بألمانيا لمطاردة «أعداء السلطان».
وفى النمسا .. تم الكشف عن وثيقة تؤكد ضلوع منظمة «ديتيب» فى الإضرار بأمنها القومي، واتهمت 200 من أئمتها بالعمالة لأنقرة.
«تدليس بيوت الله»
لم يعد شيوخ الرئيس التركى إردوغان يستحون من فكرة خلط الدين بالسياسة، وتدنيس المنابر بدعاية كاذبة، إذ قام أحد أئمة المساجد فى إسطنبول، بدعوة المواطنين للتصويت لحزب العدالة والتنمية، فى انتخابات البلدية، المزمعة نهاية مارس الجارى.
وفى شرق الأناضول، بولاية أغرى فوجئ الأتراك بتحويل مسجد موسى أغا إلى المسرح الغنائى أو الملهى، جراء استخدام كوادر حزب العدالة والتنمية له فى الترويج الدعائى لمرشحيهم فى الانتخابات البلدية عبر بث المقاطع الموسيقية الصاخبة.

3- «شيزوفرينيا».. يكذب فى العلن.. ويقبل اقدام أسياده سراً

من يتابع تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان منذ اعتلائه منصب رئيس تركيا وحتى اليوم، يتبين له أن هذا الشخص مريض بالفعل ومصاب بـ«الشيزوفرينيا».. يعيش فى العصور الوسطى، حاملا سيف «دون كيشوت» محاربا الهواء، إلا أن هذه التصريحات اليومية تدل على إفلاس صاحبها، فالمريض يتوهم أمورا لا يراها سواه، وتصوره كفارس مغوار يقــود الجــيوش الجرارة ضد جحــافل الشــر، هو بمثل هذا الانفصال عن الواقــع، ولم يتــلق صفعة لإيقاظه حتى الآن. فى القضية الفلسطينية .. لا يفوت الرئيس التركى خطابا له دون المتاجرة بالقضية الفلسطينية مهاجما إسرائيل مرتديا عمامة الخليفة الإسلامى حامى القدس، فى حين أنه أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعيدا عن مسرحية التصريحات العدائية إلا أن استثماراته فى تل أبيب لم تتأثر بذلك ولازالت العلاقات التجارية بين البلدين فى أوجها.
الأكراد.. يبدو أن الشيزوفرينيا التى يعانيها أردوغان قد تسببت فى نسيانه الهجوم العنيف الذى يشنه ضد الأكراد سواء فى بلاده، أو فيه البلدان العربية المجاورة وعلى رأسها سوريا والعراق، فاليوم ذهب لمغازلة الأكراد واستمالتهم لدفعهم نحو ترشحيه فى الانتخابات المحلية التركية، فى حين أن هناك أكثر من 60000 كردى قابعين فى سجون تركيا.
فى الاقتصاد..  طالما تشدق أردوغان بالتقشف لمحاولة النهوض بتركيا من الانهيار الاقتصادى، فى حين أن نفقات قصره الشهرية تبين مدى النعيم الذى يعيش به الرئيس التركى، ففى العام الفائت بلغت 54 مليون دولار بينما بلغت نفاقاته اليومية 1.8 مليون ليرة، فى حين أن الدين التركى تجاوز الـ500 مليار دولار.
فى الصحافة.. الطريقة الازدواجية التى تعامل بها أردوغان مع قضية مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى مطالبا بالعدالة أثارت دهشة الكثيرين وهو فى نفس الوقت يحبس الصحفيين والمعارضين فى السجون التركية، إذ يقبع عشرات الآلاف من أبنائها فى السجون منذ محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016، وهناك أكثر من 120 صحفيا معتقلين، فضلا عن إغلاق 180 منصة إعلامية فى تركيا.


4- انتقد أحكام إعدام الإرهابيين ثم طالب بإعادة العقوبة
فى الوقت الذى انتقد فيها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أحكام الإعدام فى مصر، قال  إنّه أخطأ عندما ألغى عقوبة الإعدام فى تركيا عام2004 ، وفق ما نقلت صحيفة «زمان» التركية.
وأضاف أردوغان: « بالنسبة لى، أخطأنا حين ألغينا عقوبة الإعدام، إذ يصعب عليّ أنّ أرى الذين تسببوا فى مقتل 251 مواطنا ليلة المحاولة الانقلابية -15 يوليو 2016- وهم أحياء فى السجون، يتم تلبية احتياجاتهم، حتى ولو كانت عقوبتهم السجن المؤبد».
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها فى لقاء جماهيرى، قبيل الانتخابات المحلية المقررة أواخر الشهر الحالى، إذ شدد على أنّه سيوافق على عقوبة الإعدام حال إقراراها فى البرلمان التركى.
ويأتى تصريح أردوغان رغم انتقاده تطبيق الإعدام فى مصر، وهجومه الشهر الماضى على قادة الدول الأوروبية الذين شاركوا فى القمة العربية – الأوروبية التى انعقدت فى شرم الشيخ، مستنكرا قبولهم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بينما مصر تطبق عقوبة الإعدام على المدانين فى قضية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات.
وكان الرئيس التركى وعد مرارا وتكرارا، قبيل الانتخابات الرئاسية التى شهدتها تركيا فى شهر يونيو الماضى، أنّه مستعد للموافقة على عقوبة الإعدام حال تمريرها من البرلمان التركى.


5- يستخدم المنصات الإعلامية لتبرئة المتهم بجريمة إرهاب فى هولندا
اعتقلت الشرطة الهولندية مسلحا من أصول تركية قتل ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة آخرين الاثنين، فى هجوم قد يكون إرهابيّا فى ترامواى فى مدينة أوتريخت. ونشرت الشرطة صورة للمشتبه به وهو غوكمن تانيش (37 عاما) المولود فى تركيا، وحذّرت من الاقتراب منه، فيما طوّقت شرطة مكافحة الإرهاب مبنى مجاورا. وفى محاولة لتبرئة الإرهابى التركى جوكمان تانيس، منفذ عملية إطلاق النار فى مدينة أوتريخت الهولندية الذى أسفر عن مقتل 3 أشخاص، سخرت مخابرات أردوغان مناصتها الإعلامية  لترويج رواية استباقية قبل التحقيقات بشأن مرتكب الجريمة ودوافعه. وعقب اكتشاف الأجهزة الأمنية الهولندية هوية الإرهابى منفذ الهجوم المسلح الذى استهدف وسيلة نقل، نشرت الصفحات التركية على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات فاضحة تؤكد أن فعل «جوكمان تانيس» دوافعه إرهابية نظرا لارتباطه بالجماعات المدعومة من قبل مخابرات أردوغان.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا، أكدوا أن الإرهابى مواطن تركي ولد فى مدينة يوزجات، واعتنق الأفكار الجهادية المتطرفة التى تمول جماعاتها الحكومة التركية، حيث سبق انضمامه للجماعات المقاتلة فى الشيشان ضد الجيش الروسى، ثم انضوى تحت راية داعش.