السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود درويش ومحبوبته التسعينية

محمود درويش ومحبوبته التسعينية
محمود درويش ومحبوبته التسعينية




أراد محمود درويش أن يبعث برسالة اعتذار وحنين لأمه بينما كان هو بالسجون الإسرائيلية عام 1965، حينما رأته بعدما مُنعت من إعطائه الخبز الذى تصنعه خصيصًا له، فأنشدها تلك الكلمات التى تغنى بها الفنان مارسيل خليفة» أحن إلى خبز أمى»، لتصبح تيمة فلسطينية تغنى للأم وللوطن، يقول محمود درويش عن هذه القصيدة «عندما جاءت أمى لزيارتى ومعها القهوة والخبز منعوها من إدخالهما، وسمعتها وهى تحاول بكل ما أوتيت من قوة لتوصل إلى الخبز الذى خبزته بنفسها والقهوة التى أعدتها لي، ولما سمحوا لها بالدخول احتضنتنى كطفلٍ صغير، وهى تبكي، فبدأت أُقبِّل يديها، كما لم أفعل من قبل، وعندئذٍ انهار ذلك الجدار الذى كان بينى وبينها، واكتشفت أنى ظلمت أمى عندما اعتقدت أنها تحبنى أقل من باقى إخواني، وعندما غادرت ولم أكن قادرا على البوح لها بأحاسيسي، مكثت ذلك المساء نادمًا، وقررت الاعتذار لها فى قصيدة، فكتبتها وأسميتها قصيدة «اعتذار»، ولم يكن مسموحًا لنا بورق الكتابة، فكتبتها على ورقة الألمنيوم لعلبة السجائر، وأخذتها معى خلسةً عندما خرجت من السجن».
جمعت درويش بوالدته علاقة فريدة، فهى «الحورية» التى آمن بها، فكانت الأم والحبيبة والأخت والصديقة ومصدر الإلهام الدائم لأشعاره، وكانت أول شخص يرحل من العائلة ليلحق بمحمود درويش بعد وفاته، أنجبت والدته ثمانية أبناء، كان محمود ثانيهم، ورث درويش عنها حب الكلمة، والقدرة على صياغتها وتشكيلها كما تعجن وتشكل الخبز بيديها، فكانت تعشق الغناء الفلكلورى وتجيد تأليفه، يُقال: إنها فى أحد أعراس أحفادها اتصل بها ولدها محمود ليهنئ عائلته بالزفاف، فقامت بأخذ سماعة الهاتف، وتركت الخط مفتوحًا لتسمعه إحدى أغانيها التى ارتجلتها لغاليها محمود:
محمود الدرويش يا سيفين يوم الحرب
يا شمع مكّة يا قمر ضاوى ع الدرب
اطلع ع الخطاب يا قوى القلب
اضرب بسيفك وعليّ مشانق ع الدرب