«ماما».. وجه آخر للأمومة على خشبة المسرح

تنوعت التناولات لدور الأم فى الدراما المسرحية لعبت هذه الشخصية أكثر من ممثلة بأكثر من وجه مثل دور جرترود أم «هاملت» التى اعتبرها ابنها متآمرة  وخائنة تآمرت على والده وتزوجت من عمه قدمت هذه  الشخصية كل من زوزو نبيل كانت والدة كرم مطاوع فى هاملت إخراج السيد بدير على خشبة المسرح القومى، كذلك أعيدت هاملت ببطولة ليلى طاهر كانت أما لفتحى عبد الوهاب وإخراج هانى مطاوع.. أما دور الأم الطيبة لعبته كريمة مختار فى «العيال كبرت» إخراج سمير العصفورى وأمينة رزق فى «بداية ونهاية» حيث لعبت نفس الشخصية التى قدمتها فى الفيلم؛ وحاليا يقدم المخرج أحمد العطار فى عرضه الجديد «ماما» وجه آخر وتناول مختلف للأم حيث يستمر العطار فى طرح تأملاته الفنية عن العائلة المصرية وتركيباتها المعقدة وبنية القوة داخل الأسرة، وذلك من خلال «ماما». وفى هذا الصدد يقول العطار «لم أفكر مُطلقـًا فى عمل ثلاثية مسرحية بالمعنى الحرفى للكلمة، لكن المسرحيات الثلاث يلمسون نفس الفكرة الخاصة بالعائلة، لذا يمكن اعتبارها سويـًا سلسلة مسرحية تضم هذه السلسلة «الحياة حلوة»، «العشاء الأخير»، وأخيرًا «ماما».
فى هذا العمل، الأم هى الشخصية الأساسية والتى من خلالها تظهر لنا تفاعلات القوة والسلطة والمنافسة والسيطرة. بينما نتفق على القمع الذى تعانى منه نساء العالم العربي، يحاول المخرج أن يأخذ نظرنا لمنطقة أخرى حيث نشاهد العلاقات المشوهة والمتناقضة والغير صحية التى تظهر لنا بين النساء من ناحية وبين آبائهم وأبنائهم من ناحية أخرى، تدور أحداث العمل داخل عائلة بورجوازية قاهرية، أم وزوجة ابنها يتنافسان من أجل إدارة المنزل وكيفية التعامل مع الرجال، المسرحية تحمل قدرًا قليلاً من الدراما والكثير من الكوميديا والبهجة، يضيف العطار «المجتمع العربى مجتمع ذكورى تمامـًا. فالأم هى الشخص الذى يقوم بتربية الأطفال، وهى التى تغذى عقولهم بنفس المفاهيم الذكورية السلطوية التى يؤمن بها المجتمع.أحاول من خلال المسرحية تسليط الضوء على الصراعات التى تحدث بين نساء الأسرة الواحدة من أجل السيطرة والتحكم، كما  يشير إلى أن « عنوان العمل كاف ليعبر عنه، فكلمة ماما شائعة بين الجميع والتى تلخص فكرة المسرحية منذ بدايتها.» ويجيب العطار على سؤال: هل يسحب هذا العنوان رخصة القداسة التى تُمنح للأمهات؟ ويقول «من أجل محاولة تسليط الضوء على الموضوع بشكل أفضل يجب أن نتخلص من كل الأفكار المحملة بالقداسة، حتى نستطيع النظر إلى المشاكل بطريقة أفضل، افتتح العرض خلال فعاليات مهرجان «أفينون» بفرنسا وسوف يتم تقديمه على خشبة مسرح الفلكى يوم 1 يوليو المقبل.