الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشهـداء الأبرار

الشهـداء الأبرار
الشهـداء الأبرار




حالة من الحزن انتابت امهات الشهداء قبيل احتفالات عيد الام حيث تتذكر كل واحدة منهن الذكريات مع أبنائهن وهم صغاريقدمون لهن الهدايا البسيطة كرمز للتعبير عن الحب كما يسردن قصصا مختلفة مع أبنائهن  فى مراحل الكبر.. وعلى الرغم من حالة الحزن ولوعة الفراق الا إنهن أكدن ان اكثر تكريم لهن ان الله سبحانه وتعالى اصطفى أبناءهن لينالوا الشهادة فهم إحياء عند ربهم يرزقون.. «روز اليوسف» التقت مع أمهات الشهداء التى يمكن ان نصف كل واحدة منهن اما مثالية قدمن أبناءهن فداءا للوطن وحمايته لتسرد لنا الذكريات.


برواز وطقم أوانى


كانت أولى هداياه لست الحبايب «برواز» مكتوب عليه «وكان فضل الله عليك عظيما»، معترفا بفضلها وعليه وإخوته، فعاملها وكأنها كل الدنيا.. السيدة سعيدة العطار والدة الشهيد النقيب كريم فؤاد أبوزامل، تتذكر هدايا ابنها الشهيد لها فى أعياد الأم والتى كان أولها «برواز»، وعندما تخرج فى كلية الشرطة، طلبت منه والدته أن يشترى لها طقم «أوانى» فرد عليها مداعبا إياها «يخونك البرواز».. وتتابع: «كريم كان عائلا للأسرة وكان بمثابة الابن والأخ والشقيق، تحمل مسئولية الإنفاق على أسرته مبكرا متكفلا بمصاريف أخوته بعد وفاة والده».
قبل استشهاده بأيام قبيل عيد الأم أعطى أمه مبلغا  من المال لكى تشترى الهدية التى تروق لها،  ولكن قضاء الله نفذ فاستشهد يوم ١٧ مارس.

عمرة وصورة

صورتها مطبوعة على الخشب، كانت أجمل هدايا الشهيد النقيب أحمد حجازي، لوالدته فى عيد الأم، عندما كان فى الصف الثانى الثانوي.. هداياه لست الحبايب السيدة سهام صلاح شرف الدين تنوعت بعد المرحلة الثانوية، رغم أنها كانت تحاول إثناءه عن تقديم الهدايا ليدخر هذه الأموال كى يتمكن من تجهيز نفسه للزواج، إلا أنه كان يصر على تقديم هذه الهدايا.
قبل استشهاده بـ 6 شهور اصطحب الشهيد أحمد حجازي، والدته، لأداء مناسك «العمرة» وزيارة بيت الله الحرام، وهى تلك الأيام الجميلة التى قضتها مع ابنها، ليلقى ربه بعدها شهيداً.
تروى السيدة «سهام» إن ابنها كتب وصيته قبل استشهاده بـ 3 سنوات، مشيرة إلى أنه اتصل بها ليلة استشهادة ليطمئن عليها، ويتحدث مع شقيقه الوحيد أمير، وأخبرهم بأن إجازته اقتربت وستنتهى مدة خدمته بذلك فى منطقة رفح.
كانت تتنظره والدته على أحر من الجمر، لتفرح بإتمام خطبته، إلا أنه عاد إليها عريسا لتزفه إلى الجنة بعد استشهاده فى 2 سبتمبر 2014.

وردة وحضن

منذ طفولته اعتاد أن يقدم لست الحبايب هدية فى عيدها السنوي، فى المرحلة الابتدائية كان يهديها ورودا ويضمها لحضنه ليشعر بحنانها.
كلمات الشهيد المقدم شريف محمد عمر العفوية، لأمه  فى عيدها طفولته  مازالت ترن فى مسامعها حتى الآن «كل سنة وانتى طيبة يا أمي»، وبعدها اختلفت الهدايا وتنوعت مع كل مرحلة عمرية، ولكنه كان حريصا على التواصل ولو تليفونيا فى حال عدم وجوده بيننا بالإسكندرية بحسب والدته.


باقة ورد

تعود على تقديم الهدايا لأمه، والتعاون مع إخوته فى شراء الهدايا المختلفة، لعشقه لها.
وتتذكر عطيات إبراهيم والدة  الشهيد أيمن كتات، الذى استشهد فى 27 يناير 2017 محطات حياة الشهيد، منذ صغره، فقد كان حريصا على جلب الهدايا فى عيد الأم وكانت أولى هذه الهدايا عبارةعن أكواب فخارية للشاي، لمعرفته بحبى للشاي، وكانت أخر هداياه هى باقة ورود كبيرة أرسلها لها فى مقر عملها.
منذ صغره كان محبا لإخوته ومرتبطا بهم وكان يتعاون معهم لإدخار مبالغ من المال قبل عيد الأم لشراء الهدايا المختلفة كالقطع الذهبية أو الأدوات الكهربائية.
وتتذكر والدته أن أبناء إخوته كانوا يعشقونه وينتظرونه فى الإجازات، كى يلعبوا معه، كما أنه كان يرعى أبناء شقيقته بعد وفاة والدهم المفاجئ.

سلسلة ذهبية

أميمة محمود عبد الحميد والدة الشهيد عقيد أركان حرب محمد سمير ادريس تقول إن ابنها الشهيد كان يفرح بمجئ عيد الأم، وكان يأتى مهرولا حاملا هدايا معبرة سواء كانت وردة او أكوابا.
عند تخرج سمير فى الكلية كانت اولى هدياه سلسلة ذهبية، حسبما أوضحت أميمة، وكان اخوته عادة يتفقون على المشاركة فى الهدية فكانت آخر هدية بوتاجاز، حيث كانت علاقته بأخوته الأربعة قوية للغاية.
والدة الشهيد أكدت أن والدهم كرس حياته لتربيتهم، واستثمر أمواله فى أولاده، وكان هدفه أن يكونوا نافعين صالحين لمجتمعهم مدافعين عن اوطانهم
وتتذكر أم الشهيد آخر إجازة لابنها حيث وقع حادث فقرر أن يقطع إجازته ويعود لوحدته.

الهدايا ماركات

كان بارا بأمه وشقيقاته، وكأنه يعلم أنه ينتظر الشهادة، منذ طفولته اعتاد تقديم الهدايا لأمه حتى وإن كانت بسيطة إلا أنها ذات قيمة فى معناها لدى أمه. . الحاجة سعاد على يوسف والدة الشهيد محمد أبوشقرة، تؤكد أن ابنها الذى كان يلقب بـ«الشبح»، كان حريص على تقديم الهدايا القيمة لها ولشقيقاتها بمناسبة عيد الأم.
كان يستعد لهذا اليوم وينتظره ليقدم الهدايا لوالدته، ولو كان مسافرا فإنه كان يتواصل معها تليفونيا ليقدم لها التهنئة هى وشقيقاته.
الشهيد أبوشقرة، كان الابن الوحيد لشقيقاته الـ 4 كان يمثل لهن الأخ والأب والسند فى هذه الدنيا، كان عاشقا لفعل الخير، وعندما استشهد وجد زملاؤه معه 30 جنيها فقط، كما أنه كان يكفل أحد الأطفال، ويعده لأن يصبح مثله ضابط شرطة.
كانت «مصر» هى شغله الشاغل، وقبل استشهاده بشهر رفض الزواج وفسخ خطبته  وكأن لسان حاله لماذا أترك زوجتى أرملة بحسب والدته.