الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سيرة عين» قصة تمرّد على الصورة التقليدية للمرأة

«سيرة عين» قصة تمرّد على الصورة التقليدية للمرأة
«سيرة عين» قصة تمرّد على الصورة التقليدية للمرأة




فى رواية «سيرة عين» للأديب الفلسطينى إبراهيم نصرالله  الصادرة مؤخرًا عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» تحضر شخصية المصوِّرة الفلسطينية الرائدة كريمة عبود «1893–1940»، على أكثر من مستوى: ففى النصف الأول من القرن الماضي، استطاعت كريمة عبود أن تخترق واقعًا نمطيًا احتكر فيه الرجال فنَّ التصوير الفوتوغرافي، وبهذا استحقت أن تنال لقب رائدة التصوير فى فلسطين والعالم العربي، واستطاعت أن تحقق المعنى العميق للصورة باعتبارها فنًّا، وهذا ما رسّخ ريادتها أكثر؛ هذه الريادة التى باتت موضع تقدير فى العالم كله اليوم. واستطاعت كريمة أن تخترق الواقع الاجتماعى بتمرّدها على الصورة التقليدية للمرأة، وهى تحقق حضورها القوى كفتاة وامرأة قادرة على انتزاع حريتها وانتزاع الاعتراف بحقها، بحيث يمكن أن نعتبرها واحدة من النهضويات اللواتى حققن حرية المرأة قولًا وفعلًا.
وإذا كانت هذه الرواية عن ذلك كله، فهى أيضًا عن فن التصوير نفسه، وحكاية عائلة أصيبت فى أعمق أعماقها بلعنة الاستعمار البريطانى ومن ثمَّ الصهيونى الذى ابتليت بهما فى فلسطين.
رواية مختلفة عن شخصيات مختلفة، تبدو، برقّتها وعذوبتها وشجنها، أغنية من أجمل أغانى فلسطين.
يحتضن هذا العمل الملحمى الذى يأتى امتداداً لـ«الملهاة الفلسطينية»: المشروع الروائى الأوسع «ثلاثية الأجراس» وتضم ثلاثة أعمال روائية: «ظلال المفاتيح»، «سيرة عين» و«دبابة تحت شجرة عيد الميلاد»، وبه يؤكد إبراهيم نصرالله قدرة فائقة على التجدّد والعطاء وارتياد مناطق جديدة، تاريخيًّا، وإنسانيًا.