الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تركيا سقوط الديكتاتور

تركيا سقوط الديكتاتور
تركيا سقوط الديكتاتور




قبل أيام قليلة من انطلاق ماراثون الانتخابات المحلية فى تركيا، والتى تقام يوم الأحد المقبل يستعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقبض على خيوط السلطة فى يده وتدشين ديكتاتوريته، وسط توقعات المعارضة بأن تنهى الانتخابات الحالية مسيرة أردوغان فى السلطة، تنامت شكوك المعارضة بعزم حكومة الرئيس التركى على التلاعب بنتائج الانتخابات لتفادى انهيار شعبيته أكثر وأكثر بسبب تردى الوضع الاقتصادى فى البلاد، وعصفه بمعارضيه منذ الانقلاب المزعوم قبل عامين.

1- انشقاق فى «العدالة والتنمية»
«وفاة أردوغان سياسيًا» هذا ما قالته صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، حول هبوط شعبية أردوغان إلى أدنى مستوياتها، وأصبح حزبه «العدالة والتنمية» يعانى من التشتت وانهيار مصداقيته وانشقاق أبرز أعلامه. ويبدو على أردوغان وحزبه الحاكم معاناتهم من ضغوط الأزمة الاقتصادية، خاصة بعد وصول التضخم عند 20 فى المائة، ووصلت البطالة عند 13.5 فى المائة، مع تراجع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى فقبل يومين فقط من بدأ عمليات الاقتراع أو التصويت فى الانتخابات المحلية فى فقد تحالف «الشعب» المؤيد لأردوغان السيطرة على أكبر المدن ما يعنى فقدان السيطرة على الرعايا التى تبقى حزب العدالة والتنمية مستمرًا.


2- أصوات الفنانين تتجه للمعارضة

رغم تشتت المعارضة وضعف أركانها إلا أن عددًا كبيرًا من الفنانين الأتراك قرروا الانحياز لتحالف «الأمة» المعارض، وساعد فى ذلك حادثة إيقاف عدد الفنانين الأكراد وإيقاف عمل مسرحى كوميدى للممثل كمال أولوسوى وباقى أفراد فرقته المسرحية الكردية وظائفهم، بعد تصريحه بإن «الانتخابات البلدية ما هى إلا مسرحية أخرى تؤديها السلطات بقيادة أردوغان».
ومضى يقول: «هناك مجتمع من الخوف فى تركيا... الدولة تقف وراء الجدران الخرسانية والمركبات المدرعة».
وهناك 31 ممثلًا فى المسرح البلدى بمدينة ديار بكر من بين 15 ألف موظف فى البلديات يقول حزب الشعوب الديمقراطى إنهم فقدوا وظائفهم بعد تعيين القيوميين.

-3 ألاعيب لتشويه المنافسين

لم يحظ تحالف «الأمة» المعارض بنفس التغطية الإعلامية المميزة التى حظى بها تحالف «الشعب» المؤيد لأردوغان، إذ انتقد حزب الشعب الجمهورى وحزب الشعوب الديمقراطى المعارضان نقص التغطية من جانب وسائل الإعلام المؤيدة بشدة للحكومة وقوات الأمن، ورفضت قناة TRT التركية استضافة نائب كردى فى حين فردت مساحة واسعة لنواب العدالة والتنمية.
التحرش بمنظمى حملات الحزب من قبل قوات الأمن، من الأمور التى أعاقت حملة تحالف المعارضة، إذ زجت السلطات بنحو 100 رئيس بلدية والآلاف من أعضاء الحزب فى السجون فى حملة بعد محاولة الانقلاب فى 2016, يتهم بها رجل الدين المقيم فى الولايات المتحدة فتح الله جولن، لذا عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن القلق بشأن الحملة.


4- رشوة الناخبين
ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون حرجة بالنسبة للاقتصاد التركى، إذ إن الليرة معرضة لهزة جديدة بسبب سياسة الرشى الانتخابية التى قدمها أردوغان قبيل انتخابات 31 مارس الجارى، ما قد يؤدى إلى زيادة كبيرة فى معدل التضخم.
وقد حشد «العدالة والتنمية» كل ما لديه من إمكانيات وحافلات لنقل موظفى الدولة لحضور تجمع أردوغان، بعد إرغامهم على التوقيع فى قوائم حضور، ومن يرفض يهدد بالفصل من العمل بشكل تعسفى، ولم يكتف النظام بذلك فحسب، وإنما وزع زجاجات المياه والكعك على الركاب بالمجان، كجزء من رشاوى اعتاد عليها حزب العدالة والتنمية لاستقطاب الأتراك قبيل أى استحقاق انتخابى.                 


ش