«أنتينوبوليس» مهبط الحضارات الدينية

قرية الشيخ عبادة أو أنتينوبوليس، شيدها الرومان بعد الإسكندرية على الطراز الإغريقى وكأنها إسكندرية جديدة، على الضفة الشرقية للنيل على بعد 8 كم شمال شرق مركز ملوى جنوب المنيا، لتحوى معابد رومانية وفرعونية وقبطية وإسلامية.

الدكتور ثروت الأزهرى مدير إدارة السياحة بمحافظة المنيا، كشف لـ«روزاليوسف» أن قرية التى سميت نسبة للصحابى الجليل عبادة بن الصامت، أقيمت على أنقاض مدينة مصرية قديمة إذ عثر فيها على مقصوة صغيرة منسوبة للملك أمنحتب الرابع «أخناتون» صاحب الدعوة الاتونية من منتصف عصر الأسرة الثامنة عشر، ومعبد آخر للملك رمسيس الثانى ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة من الدولة الحديثة الذى بنى معبدًا له وكرسه الى الإله حجوتى الممثل على هيئة قرد أو طائر الابيس.
التسمية القديمة «أنتينوبوليس»، حسبما يوضح الأزهرى، جاء نسبة إلى الصبى أنتينوس غلام الإمبراطور الرومانى هادريان المفضل، فأثناء زيارة الإمبراطور لمصر عام 130م قام برحلة نيلية الى صعيد مصر وقبالة هذا الموقع غرق الغلام أثناء محاولته لملء إناء من الماء لسيده بعدما زلت قدماه فى النيل.
الشخصية والتخطيط اليونانى تميزت به المدينة فى الكثير من النواحى المعمارية إذ ضمت الكثير من المنشآت الرومانية كقوس النصر والأعمدة التذكارية والحمامات العامة.
عندما ظهرت المسيحية تغير اسمها لـ«أنصنا»، ووجد بها الكثير من الكنائس والأديرة مثل دير الديك ودير سومبا «سنباط» ودير أبو حنس الذى يضم كنيسة قبطية تعود للقرن الرابع الميلادى تجمع بين الفن البيزنطى والفن البازلكى، محفورة فى الجبل للقديس يحنس القصير وفيها صورة تمثل هيرودس وهو يقتل الأطفال الصغار بحثًا عن السيد المسيح، وفيها أيضًا صورة تمثل حياة السيد المسيح ترجع إلى القرن الخامس.