الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المرأة» حلقة مفقودة فى حوار الأديان

«المرأة» حلقة مفقودة فى حوار الأديان
«المرأة» حلقة مفقودة فى حوار الأديان




للمرأة دور أصيل فى تعزيز مفاهيم الحوار بين الأديان، بإرساء ثقافة التقبل وغرس مفهوم المواطنة داخل المجتمع بكونها الزوجة والأم وتنشئتها لأجيال تنبذ الكراهية والصراع.

«مشاركة المرأة فى تجديد الخطاب الدينى ضرورة لإنجاح جلسات الحوار بين الأديان» هذا ما أكده محمد أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، فى تصريحاته لـ«روزاليوسف»، مشيرًا إلى وجود  13 عميدة  بجامعة الأزهر، وأكثر من 3 آلاف سيدة تتولين مناصب قيادية أزهرية.
وقال: «لا يستطيع أحد إنكار دور المرأة فى تدعيم ثقافة الحوار ونشر مبادئ المساواة، والتأكيد على الحقوق والواجبات لغير المسلمين، وهذا لن يتحقق إلا بتمكين المرأة من زمام الحوار».
 الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، شدد على ضرورة تكاتف جميع عناصر المجتمع المصرى لإنجاح جلسات الحوار بين الأديان، بما فيهم المرأة المصرية، متابعًا: «التركيز على مسألة الحوار بين الأديان فى الوقت الحالى جاء تماشيًا مع التحدياث التى نراها، والعمليات الإرهابية التى تصطنع ارتباطها بالدين الإسلامي، فلا شك أننا فى حاجة لتوعية الناس من خلال العلماء ورجال الدين، وكذلك النساء، كلُ فى موقعه»، مختتمًا: «الدين الحقيقى يدعو دائمًا للحوار والسلام والتعاون، لا للتناحر أو الاختلاف».
الدكتور محمود الصاوى، وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر رد على مزاعم ندرة ظهور «المرأة الداعية» عبر القنوات الفضائية قائلاً: «الكليات الشرعية بجامعة الأزهر تكتظ بالدارسات ممن لديهن القدرة والإمكانيات لتقديم خطاب دينى وسطى يشيع روح الأمل والطمأنينة داخل المجتمع، فهنَ كالدرر يحتجن لغواص ماهر يستخرجهن من أعماق البحار، وأقصد هنا القائمين على القنوات التليفزيونية».
وأضاف وكيل كلية الإعلام أن مشاركة المرأة فى أى قضية دينية قد يأتى عن طريق «السوشيال ميديا»، أو ما يعرف بصحافة المواطن التى أصبحت أكثر تأثيرًا على المجتمع من القنوات التليفزيونية، خاصة قطاع الشباب، الذى يقضى جُل أوقاته عبر شاشات المحمول والكمبيوتر.
«الصاوي» أكد أن جميع الأديان كرمت المرأة، خاصة الإسلام الذى قدم لها ضمانات المساواة والإنصاف والمشاركة فى تنمية المجتمع وإشاعة الطمأنينة بين أبنائه، الأمر الذى يجعل للمرأة دورًا مهمًا فى صناعة ثقافة الحوار مع الآخر.
الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن فى جامعة الأزهر، ترى أن المرأة نواة للتأثير فى دائرة مغلقة، فإن كل طفل ينظر للآخر نظرة دونية، تكون الأم هى التى شجعته على ذلك، ومن ثم تأتى أهمية تنبيه المرأة إلى أهمية  أن تُعلّم الأم أبناءها أن هناك أديانًا مختلفة، لها مصدر شرعى لنزولها، وتتفق فى نقاط مشتركة، فكلها تنبذ الكراهية والصراع».
صالح رفضت دعوات حجب المرأة عن مجالات الحوار والمشاركة بالرأي، لأن ذلك ينافى ما أسنده الرسول لزوجته أم سلمة، حينما وقع خلاف بين قريش والمسلمين، فرفض البعض إطاعة النبى فى التحلل من ملابس الإحرام، بعد نقض معاهدة الحديبية من جانب قريش، فكانت النتيجة أن وجدت أم سلمة الحزن باديًا على وجه النبى فقالت له: «ابدأ أنت بالتحلل، وهم سينقادون وراءك»، وبالفعل حدث ذلك، وتحولت الهزيمة إلى نصر مبين، ونزلت الآية الكريمة: « إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا».