الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مترجمون: الترجمة احتياج للمعرفة التى يمتلكها الغير




تحت عنوان «معوقات النهوض بالترجمة وآفاق مستقبلية» واقع ترجمة الأدب والفكر العربى إلى اللغات الأخرى، تحدث كل من المترجم محمد إبراهيم مبروك، سماح جعفر المترجمة السودانية، الدكتور عاصم العمارى الأستاذ بكلية الألسن بجامعة عين شمس، فى ندوة «المائدة المستديرة» وأدارتها الروائية سهير المصادفة.

 
 
لفتت المترجمة السودانية سماح جعفر إلى أن أكثر ما يواجهنا أن الغرب يأتى بنظرة استشراقية عدا فى نظرتهم إلى نجيب محفوظ والقليل من الأدباء العرب، خاصة أنه لا يوجد الكثير من التجارب الثقافية، التى يمكن أن يقال أنها تصلح للتصدير للخارج، كما نحتاج أيضا إلى أن نمحى جزءا من الأفكار والمعتقدات السلبية الموجودة لدى الغرب عنا، مثل الرجعية، وغيرها من الأفكار المغلوطة، التى تجعل كتابات الكثيرين لا تصل إلى الغرب على الرغم من جودتها.
 
بدورها تساءلت الروائية سهير المصادفة حول ما إذا كان المترجمون العرب مؤهلين لنقل فكرهم وثقافتهم إلى اللغات الأجنبية، أم أن نبقى فى انتظار المكتبات الأجنبية لاستدعاء التجارب العربية وفقا لرؤيتهم الخاصة؟
 
وهو ما تحدث عنه المترجم محمد إبراهيم قائلا: «عند توفر المعرفة أو منتج ثقافى لدى شعب ما، تصبح هناك حاجة لدى الآخرين لترجمة تلك المعرفة إلى لغاتهم، وبالتالى هى احتياج أصيل للشعوب، فلا يوجد ترجمة تتم لمجرد الترجمة فقط وإنما تتم للحاجة إليها، فمثلا نجد أنه بعد حصول الكاتب الصينى مو يان على جائزة نوبل فى الأدب بدأ الكثيرون حول العالم فى ترجمة أعماله، لأننا دائما ما نبحث عن الأدب الذى يسد فراغًا ويؤدى حاجة لدين، أما ما نريد ترجمته من أعمالنا للغرب فيرجع لحاجة تلك الشعوب لآدابنا، وفى عصور الاستعمار بدأت الترجمة بالاستشراق بحثا عن العالم الذى ذهبوا إليه، وهو أيضا يماثل ما حدث من إسرائيل تجاه الثقافة المصرية والعربية، ويظهر ذلك فى اهتمامهم بكتابات محفوظ، فهم يريدون معرفة طبيعة الشعب المصرى والحارة، فالدور الأساسى للفئة المثقفة لأى شعب هو اختيار ما ينقل إلى ثقافتهم، ودورنا كمثقفين عرب هو تسهيل وصول المعلومة إلى الغرب، وتوصيل آدابنا، فالاتحاد السوفيتى مثلا قام بترجمة الكثير من أدبهم وتقديمه إلى العالم مترجما بالعديد من اللغات، واستعانوا بالكثير من المترجمين الغربيين، فى شكل ثقافى محترم، وهو دور قامت به دولة مدركة لأهمية هذا الدور، وجعلت منهم أهم أدباء ومثقفى العالم، أما فى مصر والعالم العربى فإننا نعانى من سيادة منطق الشللية والسلطة، التى تسىء دائما لأدبائنا وثقافتنا، والتواصل مع دول العالم الغربى هو دور أصيل للدولة، تصنع به جسورا بين الثقافات المختلفة.
 
أما الدكتور عاصم الحنفى فقد دعا إلى تكامل التعاون بين الهيئة العامة للكتاب والمجلس الأعلى للثقافة والمجلس القومى للترجمة لكى تخرج منتجًا ثقافيا جيدا، ودعا إلى إطلاق أسماء المترجمين الكبار على الجوائز كنوع من التقدير والتشجيع، كما دعا أيضا إلى إنشاء معاهد استغراب على وزن معاهد الاستعراب التى أنشأتها الحضارة الغربية فى بداياتها للاستفادة من تجارب العرب.