الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكبش خنوم .. حامى خصوبة المصريين القدماء من أسوان إلى ممفيس

الكبش خنوم .. حامى خصوبة المصريين القدماء من أسوان إلى ممفيس
الكبش خنوم .. حامى خصوبة المصريين القدماء من أسوان إلى ممفيس




كشف طارق القلعى مدير عام متحف الوادى الجديد أنه من ضمن مقتنيات المتحف ثلاثة رءوس من الجص الملون للإله»خنوم»فى هيئة رأس كبش، ومعهم ثلاثة تيجان منها ما يمثل قرص الشمس بين قرنى بقرة والآخر ثعبان الكوبرا مجسدا على قرص الشمس، وترجع تاريخيا إلى العصر اليونانى الرومانى 332 ق.م – 640 م، من مقابر المزوقة فى الداخلة.
الغريب أننا خلال جولة «روز اليوسف» بالمتحف رصدنا مع ما سبق ثلاثة مومياوات لطيور محنطة ملفوفة بلفائف كتانية ملونة من الكارتوناج، وبجوارها فى نفس فاترينة العرض كبشين محنطين فى لفائف كتانية عليهما طبقة من الجص الملون، حيث كان الكبش فى الديانة المصرية القديمة رمزا للإله خنوم إله الخصوبة وخالق البشر على دولاب الفخراني، وتنتمى لنفس العصر والمكان السابقين.
إذن ما حكاية خنوم والكبش؟ خاصة أنه توجد لها معابد فى عدة أماكن، منها معبد الإله خنوم فى جزيرة ألفنتين بأسوان، ومعبد خنوم فى اسنا»على الطراز البطلمي»الذى بدأ بناؤه بطليموس السابع واستمر البناء فى عهد الرومان، خاصة كلاوديوس وماركوس أوريليوس، وهو واحد من أجمل المعابد فى مصر ومحتفظ بجماله حتى الآن ويتميز بجمال اعمدته واشكاها الزاهية البديعة.
 ويوجد على جدرانه بعض النصوص عن أسرار الحياة وخصص هذا المعبد لعبادة الإله خنوم وهو جسم إنسان ورأس خروف، وفى الواجهة الغربية نجد فى أعلاها منظر رئيسى يمثل الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان بالزى الإلهى داخل قرص الشمس سيد اسنا ويعنى هذا المنظر أن الإله خنوم محمى من قبل الإله رع.
وخنوم فى الديانة المصرية القديمة إله كان يصور على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان، وطبقا للمعتقد المصرى القديم قام خنوم بعملية الخلق المادى للإنسان من طمى النيل على عجلة الفخار، وبعض الروايات تقول: إنه كان يشكل الأطفال الصغار من طمى النيل المتوافر عند أسوان ويضعهم فى أرحام أمهاتهم، وقد عبد فى أماكن مختلفة فى مصر مثل أسوان وإسنا وممفيس»منف» باعتباره الإله الذى أتى بالنيل ليقيم الحياة على ضفافه.
 وقد عرف خنوم لدى قدماء المصريين بأنه «نب- قبحو»، أى سيد المياه وظل يعبد أيضا خلال عصر الدولة الحديثة، وكانت إلفنتين مركز عبادته، فيما يظهر خلال عصر الدولة الوسطى تقديس خنوم باعتباره من يأتى بفيضان النيل وما يحمله من طمى وخصوبة للأرض، ومع مجىء الأسرة المصرية التاسعة عشر أثناء الدولة الحديثة اتخذ خنوم لقب نب-أبو، أى سيد إلفنتين.
ويعتبر خنوم إله خالق الإنسان، واعتقد المصرى القديم فى بعض مناطق مصر أن خنوم كان يصنع الناس والحيوانات والنباتات من طمى النيل ويعطيهم الحياة بعصا سحرية، فكان يعتبر إلها للخصوبة وكانت حقت زوجته فكان سيد الإنجاب والولادة.