الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صور محرمة فى رعاية الأيتام

صور محرمة فى رعاية الأيتام
صور محرمة فى رعاية الأيتام




رعاية الأيتام وكفالتهم من الأعمال الطيبة التى تقدسها الشرائع السماوية وتقدرها المجتمعات فى مختلف الأزمان، وأولى الإسلام اليتيم أشد الاهتمام وعظم مكافأة الإحسان له، إذ ذكر لفظ اليتيم فى القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة.
الدراسات تشير إلى أن أكثر من 4.5 مليون طفل يسكنون دور الأيتام بنوعيها «العام والخاص» بمحافظات مصر.

 مع الجمعة الأولى من إبريل، يتهافت الكثير على دور الايتام لإدخال السرور على قلوبهم، لكن هنالك عديد من الصور التى قد يدخل بعضها فى أطار الرياء، ويحرمها البعض.
تعد من أبرز الصور المحرمة فى رعاية الأيتام هى استغلالها لتحقيق مكاسب خاصة، مثلما حدث من أحد دور الرعاية باستخدام الأطفال للحشد والهتافات فى مؤتمر سياسي، فضلاً عن ارتدائهم لملابس صيفية رغم برودة الجو.
أصحاب دور الرعاية يستفيدون من إعفاءات ضريبية تقدمها لهم الدولة مقابل العمل الخيري، إلا ان رعاية اليتيم بهدف التهرب الضريبى أحدث جدلا بين العلماء، فالدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، يرى أنهم يتكفلون بإنشاء بيوت لإيواء اليتامى ورعايتهم، حتى لو خالفت نيتهم العمل الذين قاموا به، فإنهم يثابون على هذا، لإحسانهم لليتامى والمحافظة عليهم من التشريد.
«العوارى» يعلل رأيه بأن القانون أباح ذلك، فما المانع أن يفعل رجل الأعمال ما يخفف عنه الضرائب، ويؤجر عليه أيضا، وهنا لم يقصد رجل الأعمال التهرب من تطبيق القانون، ولكنه استفاد من ميزة يمنحها له القانون، وهى إنشاء دور يتامى مقابل إعفاء جزئى من الضرائب.
وعن أموال التبرعات التى تجنيها دور الأيتام، يحذر عميد كلية أصول الدين، القائم عليها من إنفاقها فى غير السبب الموقوفة لأجله، قائلًا: «يجب أن يحترس القائمون على دور الأيتام من إنفاق أموال الوقف فى دون المحدد لها من جانب صاحب التبرع لأنك بهذا تكون خالفت شرط المتبرع، وهى مخالفة شرعية».
الشيخ خالد الجندي، أكد أن المجتمع يستفيد من بناء رجال الأعمال لدور الأيتام بغض النظر عن نيتهم، حتى لو بنية الإعفاء الضريبي، مشيرًا إلى أن بناء دور الرعاية خير من وجود أطفال شوارع، وما يترتب عليه من جريمة، قائلا: «من يقوم بإنشاء دار لإنقاذ المجتمع من هذا العبث نعطيه مكافأة ونكرمه».
وفيما يتعلق بحسن جزاء كافل اليتيم، وانطباق الحديث على رجال الأعمال المستفيدين من بناء دور ايتام للتهرب الضريبي، أوضح الجندى أن الأحاديث النبوية تتعلق بالشق الأخروي، والمجتمع لا لدخل له بها، فهى علاقة خاصة بين الإنسان وربه، ونحن نتحدث عن العلاقة الدنيوية، فالقائمين على دور الأيتام عليهم مسئولية حسن إدارة أموال التبرعات.
الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، يرى أن ما يقوم به رجال الأعمال من بناء دور للأيتام والإنفاق عليه فأمرهم مفوض إلى الله، فإن كانوا يقصدون بذلك كفالة اليتيم، فهم وما أرادوا، وإن كانوا يقصدون أمرا آخر فهم وما أرادوا»، متابعًا: «فالله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وقال الرسول إن نية المرأ خير من عمله، لأنها لا يطلع عليها أحد، لكن العمل يطلع عليه الناس فيدخله الرياء».
وأكد الأطرش أنه إذا كان يعمل رجال الأعمال هذا العمل ويُقصد به الرياء والسمعة، فليس له من نفقته شيء، لأن الله حذرنا من الرياء»، متابعًا: إن كان يقصد بعمله وجه الله فله الأجر من الله، وإن كان يقصد وجه الناس فليذهب يوم القيامة للناس ليأخذ أجره منهم».
الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام بجامعة المنصورة، أكد أن القانون منح امتيازات للمجتمع المدني، لتحفيز رجال الأعمال لإقامة مؤسسات خيرية، والأموال التى تُنفق فيها لا يجوز دفع ضرائب عنها، متابعًا: «ما ينطبق على دور الأيتام يرى على جميع أعمال الخير مثل بناء مسجد، أو تركيب مرفق مجانًا»، مشيرًا إلى أن بعض رجال الأعمال ينتفعون بالامتيازات ويهملون دور الأيتام، مستغلين نص القانون الخاص بأعمال المجتمع المدنى.