الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أيتام غيروا التاريخ

أيتام غيروا التاريخ
أيتام غيروا التاريخ




فى أول جمعة من شهر إبريل يحتفل العالم بيوم اليتيم، لإشعارهم بالاهتمام وأنهم محط رعاية المجتمع والناس، لتخفيف جزء صغير من شعورهم بالفقد والوحدة على وفاة الأب والأم.
رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، الذى ولد يتيمًا، قال «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى»، ولم يكن النبى محمد متفردًا فى اليتم وحده دون الأنبياء، إذ اجتمع على السيد المسيح، عليه السلام، مشقة غياب الأب وألم محنة الطعن فى عرضه وعرض أمه زورًا وبهتانًا، كما تربى موسى، كليم الله، يتيمًا فى بيت عدوه.
وفى ذكرى يوم اليتيم نلقى الضوء على أهم الأيتام الذين كانوا سببًا مباشرًا فى أن يكون عالمنا بالشكل الذى بات عليه اليوم:

جمال عبد الناصر

كان ابن ثمانية أعوام عندما توفيت أمه، وهى تضع شقيقه الثالث شوقى، ليحنو عليه عمه، الذى لم يرزق بأطفال، فاستدعاه هو وأشقاؤه للعيش معه فى منزله بالقاهرة، وتلك الصدمة وذلك الشعور الذى لم يمحه الزمن، ربما كان دافعًا لتأسيسه حركة الضباط الأحرار، وإنجاح ثورة 23 يوليو، وإقامة أول جمهورية وإلغاء النظام الملكى فى مصر.

حافظ إبراهيم

توفى والده وعمره ثلاث سنوات, ليعيش فى القاهرة تحت كفالة خاله, ثم انتقل معه إلى طنطا، فكان حافظ الطفل يربى نفسه بالمطالعات، ويحفظ جيد الشعر، ويسمر به مع أصدقائه، لا مدرسة إلا مدرسته التى أنشأها بنفسه لنفسه، لينبغ فى الشعر ويلقب بشاعر النيل, وشاعر الشعب، كان يمتاز بجزالة الشعر وقوة الذاكرة.

عبد الرحمن الداخل

صقر قريش، تربى يتيمًا فى بيت الخلافة الأموية بدمشق حيث كفله جده هشام بن عبد الملك، وأسس الدولة الأموية فى الأندلس عام 138 هـ بعد سقوط الدولة الأموية بيد العباسيين, استمر فى منصبه لمدة 33 سنة، وتعرض حكمه لما يزيد على خمس وعشرين ثورة تغلّب عليها جميعها.

سيمون بوليفار

مؤسس ورئيس كولومبيا الكبرى, ولد فى كاراكاس بفنزويلا ورباه خاله بعد وفاة والده ومصرع أمه إثر سقوط عربتها من الجبل.. ساهم فى تحرير الكثير من دول أمريكا الجنوبية، كولومبيا وفنزويلا والأكوادور وبيرو وبوليفيا التى كانت تحت الحكم الإسبانى، وسميت دولة بوليفيا نسبة إلى اسمه.

نيلسون مانديلا

ولد فى قبيلة الطهوسا للعائلة المالكة تهمبو، توفى أبوه وعمره 9 سنوات، ودرس القانون فى جامعة فورت هير, عاش فى جوهانسبرج وانضم إلى حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى، وكان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا للفترة 1994-1999.
ورغم قضائه 27 عامًا وراء القضبان، فإنه بعد خروجه استطاع أن يتلقى 250 جائزة, منها جائزة نوبل للسلام عام 1993.

بيل كلينتون

مات أبوه فى حادث سير قبل ولادته بثلاثة أشهر، وحصل على درجة البكالوريوس فى العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون، والتحق بجامعة بيل لدراسة القانون، ثم اشتغل بتدريس القانون فى جامعة أركنساس، وتدرج فى مناصبه السياسية وحقق حلمه عام 1992 ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، بفوزه على المرشح الجمهورى جورج بوش.

أرسطو

لم يعلم المراهق الصغير أرسطاطيوس وهو يبكى على والده، أن القدر يخبئ له مفاجأتين، الأولى: أنه سيتتلمذ على يد أعظم فيلسوف فى العالم «أفلاطون»، وأن فيليب ملك مقدونيا سيستدعيه لتعليم وتربية ابنه الإسكندر الأكبر. أطلق على أرسطو وتلاميذه اسم المشائين، لأنه كان يلقى دروسه أثناء المشى والتجوال بصحبة تلاميذه، ليصبح بذلك واحدًا من أشهر الأيتام الذين غيروا مجرى تاريخ الفلسفة فى العالم.

ليوناردو دافنشى

بين أوجاع اليتم والمعاناة من مرض عسر القراءة والكتابة، عاش دافنشى صاحب أسطورة لوحة الموناليزا، الذى يؤكد العلماء أنه واحد من أكثر رسامى العالم موهبة وعبقرية، لدرجة أن العلماء حاروا فى رسوماته وأكدوا أنها ليست خطوطا حقيقية، وإنما مجموعة رموز رياضية تتجمع فى كل لوحة تعطى شفرة بمغزى معين.