الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أميرة آل البيت

أميرة آل البيت
أميرة آل البيت




يومًا بعد يوم يزداد المصريون حبًا وتبجيلاً لآل بيت رسول الله، ولا تتعجب عندما تكتشف وانت داخل مقام السيدة زينب بأن الإخوة الأقباط يزورونها بصفة مستمرة بل والأكثر عجبا انهم يقومون بكل الطقوس التى يفعلها المسلمون فى زيارة آل البيت بكل أدب واحترام وتوقير منذ لحظة دخول المقام وتغطية الرأس للسيدات، بل وتقبيل المقام كما يفعل الكثير من الصوفية.

أشهر ألقابها
فهى (أم العزائم): لعزيمتها القوية فى طاعة الله تعالى وتقواه، و(أم هاشم): لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم، وهى (صاحبة الشورى): لرجوع أبيها وإخوتها لها فى الرأي، وهى (أم العواجز): لأن دارها كانت مأوى للعجزة والضعفاء، وهى (رئيسة الديوان): لأنها لما جاءت مصر كان وليها وعلماؤها يعقدون جلساتهم فى دارها وتحت رئاستها.
وقال عنها ابن أخيها على بن الحسين رضى الله عنه: أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة وهو يقصد بذلك أن علمها هو مما منح وفتح به على رجالات بيتها الرفيع وأفيض عليها الهاماً.
وقال عنها الامام الحسين رضى الله عنه: أنعم بك يا طاهرة حقاً إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة.
ويؤكد المؤرخون بأن السيدة زينب رضى الله عنها تزوجت من عبد الله بن جعفر رضى الله عنه، وكان أبوه جعفر بن ابى طالب ذو الجناحين وأبو المساكين وشقيق على رضى الله عنه وحبيب النبى صلى الله عليه وسلم الذى قبله النبى يوم فتح خيبر وهو عائد من الحبشة فقال صلى الله عليه وسلم: ما أدرى بأيهما انا أشد فرحاً: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟
وقد ولدت زينب بنت الزهراء لعبد الله بن جعفر فتاتين واربعة بنين: علياً ومحمداً وعوناً الأكبر وعباساً.
ولم يفرق الزواج بين زينب وابيها واخوتها فقد بلغ من تعلق الامام على رضى الله عنه بابنته وابن أخيه ان أبقاهما معه حتى اذا ولى أمر المسلمين وانتقل إلى الكوفة انتقلا معه فعاشا فى دار الخلافة موضع رعاية أمير المؤمنين.
وقد وقف عبد الله بجانب عمه فى نضاله فكان أميراً من امراء الجيش فى موقعة صفين.
مقتل الإمام الحسين
بعد قتل أمير المؤمنين الامام على رضى الله عنه وتنازل أبنه الحسن عن الخلافة حقناً للدماء، ثم انصرف رضى الله عنه إلى المدينة، فأقام بها ثمانى سنوات ثم توفى فشيعته أخته السيدة زينب رضى الله عنها.
ومضت ست سنوات على وفاة سيدنا الحسن، حتى طالب معاوية بن أبي سفيان بالدعوة إلى ابنه يزيد جهراً ليحكم من بعده فرفض الإمام الحسين رضى الله عنه البيعة حتى لا تكون قاعدة ان يكون الحكم وراثياً فى الإسلام.
وعاش معاوية رضى الله عنه بعد اخذه البيعة لابنة والامام الحسين رضى الله عنه عند موقفه لا يرضى ان يعترف بيزيد ولى عهد الامة وقد شجع الناس رفض الحسين بيعة يزيد فتقاطرت عليه الرسل من المسلمين عامة وأهل الكوفة يبايعون الحسين عنه بالخلافة فاعتزم الحسين الخروج من مكة - التى كان مكث بها أربعة أشهر - إلى الكوفة ولكن الحسين حفيد المجاهد الأعظم أبى أن يبقى فى مكة فقد قال له عبد الله بن الزبير: لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الامر – أى الخلافة - هنا لما خالفناك وإنما ساعدناك وبايعناك ونصحناك.
فيرد الحسين المجاهد رضى الله عنه: إن أبى حدثنى أن لها – أى مكة المكرمة - كبشاً تستحل به حرمتها فما أحب أنا أن أكون هذا الكبش.
وبعد قتال شديد فى موقعة كربلاء قُتل ذكور بيت النبى ولم يبق منهم سوى الصبى على زين العابدين.
أما عن السيدة زينب رضى الله عنها فى كربلاء فقد كانت تضمد الجرحى وتسقى العطشى وترعى أبناء وبنات المقاتلين وتحمس الجند وقد حفظ لها التاريخ رعايتها لمن فقدوا آباءهم فى كربلاء.
عادت السيدة زينب رضى الله عنها إلى المدينة المنورة وفى المدينة أخذت تعتلى المنابر وتخطب فى الناس وتكشف حقيقة ما حدث فى كربلاء فهيجت المشاعر والهبت الجماهير على بنى أمية فاستنجد والى المدينة بيزيد بن معاوية خوفاً من غضب الناس فأمر يزيد أن تغادر السيدة زينب المدينة المنورة إلى حيث تشاء من أرض الله ما عدا مكة المكرمة وتجتمع عليها نساء بنى هاشم لترحل خوفاً عليها، فاختارت مصر داراً لإقامتها لما سمعته عن أهلها من حب آل البيت.
قدوم السيدة زينب إلى مصر
وقد اصطحبت معها إلى مصر بعض أهل البيت الكرام ومنهم – كما يروى البعض - السيدة فاطمة ابنة الامام الحسين وأختها سكينة قال بهذا محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن الحسن بن الحسين رضى الله عنهم جميعاً.
وعندما علم والى مصر مسلمة بن مخلد الانصارى خرج هو وجماعة من أصحابه ورهط كبير من الاعيان والتجار والوجهاء ليكونوا فى شرف استقبالها وحين وصل الركب عزاها مسلمة وبكى وبكت وبكى الحاضرون واستقبلها الشعب المصرى استقبالا عظيماً يليق بمقامها العظيم.
وقد أنزلها الوالى فى داره بالحمراء القصوى عند قنطرة السباع، وهو المكان الذى فيه ضريحها الآن فى شعبان الموافق 26 أبريل سنة 681 ميلادياً وكان قد مضى على استشهاد الحسين ستة أشهر وعدة أيام.