السيسى: الشراكة الروسية تجسدت فى «الضبعة» و«المنطقة الصناعية»

كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل


استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى، وسفير روسيا الاتحادية بالقاهرة.
السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، صرح بأن الرئيس طلب نقل تحياته للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، معربًا عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع روسيا، والحرص على تطويرها وتعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن أهمية تكثيف التشاور والتنسيق حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فى ظل التحديات الراهنة فى المنطقة وجهود البلدين لاستعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
المتحدث الرسمى، أوضح أن وزير الخارجية الروسى بالمقابل نقل تحيات الرئيس «بوتين» للرئيس «السيسى»، وتثمينه لما تشهده العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الماضية من تعاون مثمر تحرص روسيا على تعزيزه والارتقاء به على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى اهتمام روسيا بمواصلة التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك فى ضوء التعاون الوثيق القائم بين الجانبين.
وفيما يتعلق بالشق الثنائى، ذكر المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد استعراضًا لعدد من الموضوعات فى هذا الإطار، حيث أكد الرئيس سعى مصر لترسيخ الشراكة مع روسيا فى المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد فى بلورة عدد من المشروعات المهمة التى يتعاون البلدان فى تنفيذها داخل مصر، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس، والتعاون فى مجال تطوير منظومة السكك الحديدية، لافتًا إلى موضوع استئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتى شرم الشيخ والغردقة، وتطلع مصر لقيام الجانب الروسى بالانتهاء من هذه المسألة قريبًا.
وزير الخارجية الروسى، أكد التزام بلاده بتعهداتها التنموية وتنفيذ مشروعاتها فى مصر، وفق اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقع بين البلدين فى أكتوبر الماضى، موضحًا أن الجهات المعنية فى روسيا بصدد الوقوف على مختلف الإجراءات اللازمة لاستئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتى شرم الشيخ والغردقة.
وعلى صعيد الشق الأمنى ومكافحة الإرهاب، تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز الجهود الثنائية المشتركة لمكافحة الإرهاب، حيث استعرض الرئيس الرؤية المصرية فى هذا الشأن، وخطورة مسألة قيام بعض الجهات والدول بتقديم الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية، فيما أكد لافروف تأييد روسيا للجهود المصرية الجارية فى مجال مكافحة الإرهاب، وعزمها مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين فى هذا المجال على مستوى الأجهزة والمؤسسات المعنية.
وفيما يخص التعاون الثلاثى فى القارة الإفريقية، شهدت المباحثات استعراض فرص التعاون بين البلدين فى هذا السياق، فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى، ودعوة روسيا لعقد قمة إفريقيا - روسيا فى أكتوبر المقبل، والتى يسبقها منتدى الأعمال الإفريقى - الروسى، حيث أكد الرئيس أولويات الرئاسة المصرية تجاه إفريقيا لاسيما فيما يتعلق بالشق التنموى وتطوير البنية التحتية بالقارة الإفريقية، وتحقيق الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى من خلال تنفيذ أهداف أجندة 2063.
كما تناول الجانبان آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية، خاصة تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، وأكد الرئيس السيسى فى هذا الإطار الموقف المصرى الثابت بحل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية، الذى يعد الحل الأمثل لإحلال السلام والتهدئة فى منطقة الشرق الأوسط، باعتبار القضية الفلسطينية هى القضية المركزية فى المنطقة بل والعالم، مستعرضًا فى هذا الصدد جهود مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع فى غزة.
لافروف، أكد تثمين بلاده للجهود المصرية فيما يخص مجمل قضايا المنطقة، معربًا عن حرصها على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك القضايا بما يسهم فى استعادة الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.