السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كلاب وقطط وفئران رفقاء المصرى القديم فى العالم الآخر

كلاب وقطط وفئران رفقاء المصرى القديم فى العالم الآخر
كلاب وقطط وفئران رفقاء المصرى القديم فى العالم الآخر




 لم يكن الكشف الأثرى الأخير فى سوهاج مجرد حدث عارض، بقدر ما كشف بالدليل الأكيد والمثير عن واحدة من أهم الحقائق فى الحضارة المصرية القديمة، حيث تم العثور داخل المقبرة الجديدة بجانب موميائى صاحب المقبرة وزوجته، مجموعة من دفنات الطيور والحيوانات، خاصة النسر والصقر وأبو منجل والكلب والقطط والقوارض «الفئران».
بقية القصة استكملناها فى متحف سوهاج القومى، والذى يضم ضمن مقتنياته مجموعة توابيت للطيور والحيوانات، حيث قدس المصريون القدماء الحيوان منذ العصور الأولى، وقد يرجع ذلك إلى إحساس الإنسان بأن كل حيوان يجسد مقدرة خاصة أو قوة تفوق عادة الإمكانيات البشرية.
وقد أخذت بعض المعبودات هيئات الطيور أو الحيوان وقام المصريون القدماء برعاية تلك الرموز المقدسة لمعبوداتهم، كما قاموا بتحنيطها بععد موتها وصنعوا توابيت خاصة بها، وكانت تدفن فى جبانات خاصة كما كانت بعض الحيوانات الأليفة يتم تحنيطها لتدفن مع أصحابها لكى تظل برفقتهم فى العالم الآخر.
 وقد تنوعت الطرز والمواد التى صنعت منها توابيت الطيور والحيوانات، ما بين التوابيت الفخارية والتوابيت الحجرية والخشبية التى تتخذ شكل الطائر أو الحيوان نفسه، والتوابيت نصف الدائرية والبيضاوية والمستطيلة أو الشكل شبه المنحرف.
وقد قدس المصريون القدماء الحيوان رغبة فى الاستزادة من نفعه واتقاء لشره، فصوروا معبوداتهم فى صورة حيوانية أو بهيئة آدمية ورأس حيوانية وأعطوا المعبود جسدا آدميا حتى يستطيع العطاء والحماية.
ولم يقدس المصرى القديم الحيوان فى ذاته ولكنه قدس صفة خاصة به، حيث كانت تماثيل المعبودات تستخدم لتيسير أداء الطقوس الدينية للمعبودات وتقديم القرابين أمامها وكان بوسع كل شخص أن يقتنى نموذجا صغيرا من البرونز أو نسخة من تمثال المعبود كتميمة واقية له.