الذهب الأبيض يستعيد عرشه

بساطة الفكرة، وسهولة تنفيذها، وانخفاض تكاليفها، يفرضها على الواقع ويدفعها للمقدمة، وهو الأمر الذى يسعى الباحثون بمركز البحوث الزراعية، لتطبيقه خلال الفترة المقلبة على جميع المحاصيل.

مؤخرا عرض الباحثون بمعهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية، إحدى الآلات التى ابتكرها الباحثون بالمعهد، أثناء زيارة وزير الزراعة لمحطة بحوث «سخا» بمحافظة كفر الشيخ، تساعد الفلاحين على زراعة بذور القطن بسهولة.
الآلة التى ابتكرها الباحثون بمعهد بحوث القطن هى ألة يدوية بسيطة يمكن من خلالها زراعة بذور القطن بمسافات متساوية وفقا للتوصيات الفنية الخاصة بزراعة المحصول والتى يعتمدها المعهد لضمان الحصول على أعلى إنتاجية للمحصول.
الدكتور هشام مسعد – مدير معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية – قال إن تكلفة تنفيذ ألة زراعة القطن «البونتر» اليدوى تصل لحوالى 2000 جنيه فقط، وهو الأمر الذى يتيح لأصحاب المساحات الصغيرة من الفلاحين شرائها.
وتابع: «فدان القطن يحتاج لحوالى 6 أفراد لزراعة بذوره خلال فترة زمنية تصل لحوالى 3 ساعات، ويصل متوسط أجر العامل لحوالى 60 جنيها، وهو مايعنى أن زراعة الفدان ستكلف صاحب الأرض حوالى 360 جنيها فى حين أن الألة التى جرى تجربتها مؤخرا فى محطة بحوث سخا يمكنها تنفيذ نفس المهمة بدلا من العمالة وبكفاءة أعلى».
المساحة المنزرعة بمحصول القطن خلال العام الماضى (2018 ) بحسب إحصائية لإدارة شئون المديريات هى 336 ألف فدان وباستخدام هذه الألة يمكن أن توفر أجر العمالة اللازمة للزراعة والتى تصل لأكثر من 100 مليون جنيه للفلاحين سنويا.
ويوضح مدير معهد بحوث القطن، إن التجربة كشفت عن أن «البونتر» اليدوى ساهم فى انتظام مسافات زراعة البذور وكثافتها فى الفدان الواحد وهو الأمر الذى ساهم فى تقليل كمية البذور اللازمة للزراعة لتصل لحوالى 18 إلى 19 كيلو جراما بدلا من 25 كيلو جراما فى حال الزراعة عبر العمالة.
ويشير «مسعد» إلى أن إنتاجية الفدان الذى تم زراعته بـ»البونتر» اليدوي، قفز من 9 قناطير فى الزراعة العادية لـ 11 قنطارا وهو الأمر الذى يعنى توفير فى عمالة الزراعة وزيادة فى الإنتاجية الكلية للفدان.
الألة التى طورها الباحثون بمعهد القطن يمكن استخدامها بشكل يدوى كما يمكن استخدامها بشكل آلى عبر «جرار» حيث يمكن تركيب 4 آلات فى الجرار الواحد بحسب مدير معهد بحوث القطن.
«مسعد» يوضح أن الألة يمكن استخدامها أيضا لزراعة عدة محاصيل أخرى منها محاصيل «الفول» البلدي، والفاصوليا واللوبيا، لافتا إلى أن ميزة هذه الألة أنها تصلح للمساحات الصغيرة بخلاف «البونتر» الآلى الذى لا يصلح سوى للمساحات الكبيرة بالإضافة لارتفاع سعر شراءه الذى يصل لحوالى 400 ألف جنيه وهو سعر مرتفع ومكلف جدا.
وتابع: «الماكينة البسيطة التى تم تجربتها فى محطة بحوث سخا سيتم عمل إعادة تقييمها العام القادم للتأكد من مدى كفائتها تمهيدا للبدء فى تعميمها على مستوى الجمهورية».