الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. صُدفة

واحة الإبداع.. صُدفة
واحة الإبداع.. صُدفة




اللوحات للفنان:
كريم إبراهيم عبد الملاك

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

صُدفة

خاطرة

كتبها - رمضان سلمى برقى

صُدفة... أتمنى أن أراكِ صدفة؟
صيفًا؛ خلف زجاج نافذة سيارة مُتسخ.
أو شتاءً، خلف زجاج بلله المطر.
وربما خريفًا؛ خلف زجاج تصدَّع من سرطان، نغَل فى جسده الهزيل سنين حتى ذبُل. اما الربيع، فسيحل بى عِنْد رؤيتكِ.
أراكِ، أتأمل وجهكِ الأبيض المُضىء، وأنتِ شاردة فى. أراكِ ولا ترينني!
صُدفة؛ أتمنى أن أراكِ...
على قارعة طريق تنتظرين إيقاف سيارة، وأنتِ متُأنقة بحجابكِ الحرير.
تنظرين إلى شاشة هاتفك اللوحى بين لحظة ولحظة، ولا ترين شاشته، بل ترين ملامحى الشاحبة.
تُضايقكِ أدخنة السيارات وعوادمها، تسعلين برِقّة، وتضعين أناملكِ الرقيقة على شفتيكِ، ولا تحجبين عن فمكِ سوى اللاشيء!
اللاشىء، هو أنا بدونكِ!
اللاشىء، هى تلك النبضات المُوجِعة غير المُنتظمة فى طريقكِ الوعِر!
الطريق الوعر؛ طريقى إليكِ. الطريق الوعر؛ طريقًا لا أراكِ به!
جميع طرقات المدينة صارت وعرة.
والصُدفة؛ أمنية من دروب الخيال.
والخيال؛ حياة البشر المِثالية!
والبَشر أنا واحد منهم.
وأنتِ لدّاً لحور الجِنان الأتراب.
وأنتِ؛ لا أراكِ بين البشر!
ليس صُدفة، بل قَدَر.
والقَدَر قاسِ كشتاء جليدى لا ينتهى، ولا يبدأ.
ديمومة رعونة صلبة؛ ديمومة اشتياقى إليكِ!
حتى أمنيتى بأن أراكِ صدفة؛ قاسية كالقَدَر..
اسفنجية كمِطرقة رخوة، تدق على سندان صُلد.
ولا يصدر عن دقاتها، سِوى اللاشىء.