كنز العملات الذهبية شاهد على هرقل وفوكاس معًا فى الدير الأبيض

 

أثناء ما كنا نقوم بجولتنا فى دير الأنبا شنودة «الدير الأبيض»بسوهاج، طالعتنا صورة عملات ذهبية براقة أثناء ما كنا نتفقد الدير، وبعد سؤالنا عنها اتضح أنها كنز ثمين شاهد على روعة وتاريخ الدير الأثري.
وعرفنا أنه عثر على كنز فى ديسمبر 1987، ويحتوى على عملات ذهبية من العصر البيزنطي، من ضمنها عملات ذهبية من العصر البيزنطى وعملات من عصر الإمبراطور فوكاس»602-610 م».
وهناك أيضاً عملات من عصر الإمبراطور هرقل»610-641 م»وابنه قسطنطين، أما الآنية الفخارية التى كانت تحتوى على الكنز فترجع إلى القرن السابع، وهذا الكنز موجود حاليًا فى المتحف القبطى بالقاهرة.
وأهمية هذا الكنز أنه يجمع بين ثلاثة من الأسماء البيزنطية المهمة فى التاريخ، منها فوكاس الذى كان إمبراطوراً بيزنطياً حكم منذ 602 حتى 610م، وكان فوكاس أحد أكثر الأباطرة استنكارًا حيث استولى على العرش فى عهد الإمبراطور موريس، ولكنه أسقط بالقوة من قبل هرقل بعد خسارته لحرب أهلية.
كانت عائلة فوكاس من الأسر العسكرية الأرستقراطية فى منطقة الأناضول، وهو ابن الجنرال البيزنطى الشهير نقفور فوكاس الأكبر الذى حقق انتصارات عسكرية كبرى فى إيطاليا، وتزوج من مالاين ابنة يودوكياس مالينوس قبل العام 912م ورزق منها بخمسة أولاد كان أبرزهما نقفور و ليو.
أما هرقل اسمه الكامل فلافيوس أغسطس هرقل، إمبراطور بيزنطي، بدأ صعوده إلى السلطة عام 608م، وقاد ثورة ناجحة ضد الإمبراطور فوكاس، الذى تسلّم السلطة بعد خلع الإمبراطور موريس، ودون شعبية تذكر فى ظل القلاقل التى عانت منها الإمبراطورية.
وشهد عهد هرقل العديد من الحملات العسكرية، وقد نظر التراث الغربى خلال القرون الوسطى وما بعدها إلى هرقل بوصفه أحد أشجع الأباطرة وأقواهم، لتحقيقه النصر على الإمبراطورية الفارسية بشكل حاسم وقضائه على حالة الترهل والانحطاط الذين عانته الدولة فى عهد سلفه فوكاس.
وتشير المصادر الإسلامية إلى وجود رسالة من النبى محمد إلى هرقل، يدعوه فيها إلى الدخول فى دين الإسلام، ويعتبر هرقل أكثر الأباطرة والشخصيات الغربية التى ذكرت ومُدحت وأشيد بها فى التراث العربى الإسلامي، وخلّدت انتصاراته على الفرس فى القرآن بشكل غير مباشر ضمن الآيات الأولى من سورة الروم.
ويعد الدير الأبيض أحد أروع الأماكن الأثرية فى مصر بسبب المزيج الحضارى فيه، ويبعد ٨ كم غرب مدينة سوهاج، وأسسه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عام 441م، ويعد أحد أهم الآثار القبطية فى مصر والتى تم تشييدها على أنقاض مدينة فرعونية، ولم يتبق من الدير إلا كنيسة مشيدة بالحجر الجيرى تم بناؤها بالشكل المستطيل على طراز البازيليكا.