الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فيروز كراوية:طول عمر السلطة « بتخاف» من «البورسعيدية»






لن اغن لبورسعيد لانى ارفض العنصريه والتقسيم
 
فقدت الفنانة فيروز كراوية 3 شباب من اصدقائها ببورسعيد بالرصاص الحي، فعلى الرغم من إقامتها بالقاهرة منذ سنوات الا ان اهلها لم يغادروا مسقط رأسها بالمدينة مما يجعلهم يعانون مثل اهالى المنطقة من اهمال السلطة لهم وأعمال العنف والقلق من حالة الفرقة التى يعيشها الشعب المصرى والطريقة التى تتبعه حكومة د.مرسى ضد مدن القناة تحدثت معنا كراوية فى الحوار التالى..
■ ما تقييمك للوضع الحالى فى بورسعيد؟
- الحالة التى وصلت لها المدينة حاليا كانت متوقعة منذ البداية نتيجة لما حدث بالاستاد، فانتشار العصابات والبلطجية فى مدينة بورسعيد جعلها المكان الذى اختارته الرؤوس المدبرة لأحداث الاستاد لتنفيذ مخطط لديهم فى كسر مجموعات الالتراس وتوجيه رسالة تخويف وتهديد لهم، خاصة ان شباب الالتراس كانوا من اكثر الفئات مشاركة بثورة يناير وكانوا يقومون بحماية الثوار بالميادين المختلفة.. وقد اكتملت الجريمة بالاتفاق مع مجموعات مدربة من البلطجية من بورسعيد وبعض العناصر من خارج المدينة وتم استغلال التعصب «الاولتراس» الكروي، بالاضافة إلى تقصير قوات الشرطة والمجلس العسكرى فى تأمين الاستاد وقتها. وأنا عن نفسى مع فكرة محاكمة المدبرين الحقيقيين للجريمة وليس تعميم فكرة «الكرة» لاهالى المدينة، فأهالى بورسعيد ليست لهم علاقة بما حدث لأنهم كانوا يحاولون مساعدة المصابين وتوفير الدماء لهم ونقلهم للمستشفيات وقتها.
■ وكيف وجدت الحكم الذى صدر بإعدام 21 شابًا منها؟
- لاول مرة أرى حكمًا يتم بشكل «فئوي» حيث انهم حاكموا المدنيين وتركوا الضباط لجلسات اخرى دون الكشف عن سير التحقيقات او عن الاعترافات والشهود فى القضية، هذا بالاضافة إلى انى مع تطبيق الحق ووجوب معاقبة من تسبب فى مثل هذا الحادث المأساوي، ولكن يجب إحضار الفاعل الحقيقى فهناك احتقان بين اهالى بورسعيد بسبب القاء القبض على بعض الشباب الذين لم يذهبوا للاستاد من الاصل واتهامهم بالجريمة كمجرد كبش فداء لعدم الكشف عن الاسماء الكبيرة التى دبرت للمؤامرة. كما ان هذه القضية تسببت فى نوع من العنصرية بين اهالى بورسعيد والالتراس وخلقت حالة من «التشفى» فى المدينة وشبابها الذين يقتلون بالرصاص الحى يوميا بدون ذنب والخراب اصبح فيها اضعاف ما كان عليه.
■ هل تجدين هناك تقصيرًا من الحكومة فى حل ازمة بورسعيد؟
- بالتأكيد هناك اهمال من السلطة لدول القنال بشكل عام منذ عدة اعوام وقبل حدوث الثورة، فقد تم اهمال بوسعيد كمدينة بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك، مما تسبب فى عدم احداث اى تطوير بها سواء فى الزراعة او الصناعة وترتب عليه زيادة نسبة البطالة بين شبابها وانتشار العصابات والجرائم وتهريب السلاح والمخدرات. وقد ظهر هذا بوضوح بعد ثورة يناير حيث قضينا العامين الماضيين فى جرائم خطف مقابل فدية كبيرة او فى ارهاب الناس وخطف النساء مع تغيب دور الشرطة تماما مما دفع بعض اهالى المدينة بالاستعانة بحراس خصوصيين او بعصابات اخرى لحمايتهم.وبعد هذا الحادث وعدد القتلى الذى يسقط يوميا لن تعود علاقة هذه المدن بالسلطة مثلما كانت ابدا.
 

■ وهل هذا كان سببًا فى اهمال دور ابطال بورسعيد فنيا؟
- بالطبع فالفن اهمل بطولات اهالى مدن القناة ولم يمنحها حقها بالشكل الكافي، خاصة ان هذه المدن قدمت تضحيات كبيرة فى حرب 73.. كما ان الفن اهمل مناقشة قضاياها الاجتماعية خاصة بعد تحولها بعد الانفتاح الاقتصادى لمكان للتهريب والمتاجرة دون الاهتمام بإيجاد تنمية حقيقية بها. ولم يكن هناك رئيس اهتم بأهالى القناة سوى الراحل جمال عبد الناصر والذى كان يقيم اغلب خطبه فى مدينة بورسعيد، ومنذ ذلك الوقت ولقيت مدن القناة اهمالاً متعمدًا من السلطات تخوفا منهم من تقوية نزعة التمرد التى يمتاز بها اهالى هذه المدن.. لأننا من «المدن المعاقبة» والمعروفة على مستوى العالم حيث هناك بعض المدن يتخوف منها اصحاب السلطة لتميز شعبها بالتمرد والصوت العالى وعدم الرضوخ لاستبداد الحاكم، واكبر دليل على كلامى هو ردة فعل أهالى المنطقة هناك على قرار حظر التجول.
■ وما رأيك فى خطاب الرئيس مرسى؟
- جاء به الكثير من التهديد لاهالى بورسعيد، كان ذلك متوقعا لانها حلقة جديدة من حلقات الفشل الذى يمر به النظام، فهو لا يعلم كيف يتعامل مع الازمات سواء امنيا او اجتماعيا. ومازال الحل الوحيد لكل المشاكل هو العنف والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى دون البحث عن اصل المشكلة ومحاولة حلها.
■ فى رأيك هل هناك مخطط سياسى تحاول الحكومة تطبيقه؟
- نعم وهو تفرقة الشعب وتقسيمه فيما بينه لدويلات واقامة حرب وتناحر شعبى فيما بينها.. وهذا هو مفتاح النجاح لاى سلطة استبدادية فاشية تحاول السيطرة والتحكم فى شعب قوى مثلنا.. ولكن الشعب المصرى ليس بالغباء الذى يجعله يخضع لهذه المخططات.
■ هل هناك أى اغنية ستقدمينها لاحداث بورسعيد؟
- لا لأنى اجد هذا نوع من تدعيم لفكرة العنصرية والتفريق بين المصريين فلا يمكننا ايجاد اغنية لبورسعيد واخرى للاهلى خاصة وانى اهلاوية من الاساس، وواحدة للمسلمين واخرى للمسيحيين..
■ وما الحل من وجهة نظرك؟
- الحل فى قضيتنا الا يسكت الالتراس على استخدام بعض «كباش الفداء» وعدم محاسبة المدبريين الاصليين لانهم بذلك لم يحققوا العدل، وسيتم السماح الفرصة لمن قتلوهم بالامس لمعاودة جرائمهم من جديد. اما بالنسبة للدولة فالحل هو سقوط النظام خاصة وانه اقتربت نهايته لعدم مقدرته على حل المشاكل وانتشار الكوارث والحوادث فى البلد سيولد الانفجار الشعبى ضده.