الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الناشرون العرب: «الركود» يفرض كلمته





 
وسط حالة من الركود والإحباط بسبب ضعف الإقبال النسبى على معرض الكتاب التى تجرى فعاليات دورته الـ44 حاليا، تضم (صالة 19) التى تجمع دور النشر العربية، يتلخص الوضع فى حالتين: إما دور نشر رفضت الحديث عن أحوال المعرض نهائيا بسبب إحباطها من ضعف الإقبال والغياب الكامل لتجار الجملة المصريين عن الحضور لعقد صفقات شراء الكتب، نتيجة لقلقهم من التطورات الضبابية للأحداث وعدم استقرار الوضع الاقتصادي، أو بسبب ما يدور بمصر من فوضى وأحداث مضطربة تمثل تحديا أقوى من سوء الحالة الشرائية بالمعرض، أو دور نشر تحدثت إلينا وأعربت عن وجود إيجابيات وسلبيات.
 
وأوضح ناصر الشيخ مدير مكتبة المجتمع العربى للنشر والتوزيع الأردنية أنه لا يحكم على المعرض فى بدايته، خاصة أنه لازال متبقى عشرة أيام على استمرار العرض بالإضافة إلى أنه يأخذ فى اعتباره حالة الارتباك والقلق المسيطرة على الناس حاليا، نظرا لما يدور من تظاهرات واحتجاجات بميادين القاهرة، لافتا أن زوار المعرض من خارج محافظة القاهرة هم الأكثر تضررا من هذه الحالة غير المستقرة، إنما كرؤية أولية يبدو جيدا.
أما على مستوى التنظيم يرى الشيخ أنه لم يختلف عن أى عام مضى إنما بالنسبة لطبيعة الكتب لديه فإنه يضطر لشراء استاندات على حسابه الخاص، اتسمت العناوين التى تعرضها المكتبة بأنها كتب علمية وأكاديمية، وكان التفسير لغياب الكتب الجماهيرية كالسياسية والتاريخية والأدبية أن طبيعة المجتمع الأردنى تهتم أكثر بهذه النوعية من الكتب وهذه الموضوعات، وهى الأكثر سيطرة على سوق الكتاب الأردني، فى المقابل فإن ناشرى كتب الأطفال والكتب السياسية والأدبية قليلون بالأساس فى الأردن.
ووصف حركة البيع والإقبال بأنها حركة بطيئة خاصة أنه كدار يعتمد بالأكثر على المؤسسات وليس الأفراد نظرا لأن تكلفة الكتاب تكون باهظة بالنسبة للفرد والسبب فى ذلك هو تكلفة الطباعة الفاخرة والحق المالى للكاتب وأكد الشيخ أنه برغم كل الظروف المحيطة لكنه متفائل بالأيام القادمة من المعرض.
أما دار «أزمنة» للنشر والتوزيع من الأردن أيضا التى تنشر كتبا أدبية ونقدية فى مجالات الشعر والرواية والقصة القصيرة وكذلك الكتب السياسية والترجمات، قال مديرها أسامة أبوطاعة: للأسف هذا العام الإقبال ضعيف جدا بعكس الحال فى السنوات السابقة لاسيما السنة الماضية أيضا، ونحن مندهشين الحقيقة من بطء الحركة الغريب بالمعرض.. ربما يعود ذلك لأحداث بورسعيد والسويس، لكن أعتقد أن معرض القاهرة فى تراجع!
كشف أبوطاعة أن شحن الكتب كان سهلاً جدا ولم يتم منع أى عنوان وعند وصوله كانت الكتب موجودة بالجناح المخصص له.
ومن سوريا يقول بهاء الدين مدير دار «علاء الدين» للنشر والتوزيع أن حركة الجمهور بجناح الناشرين العرب هذا العام بطيئة ربما يعود ذلك لاحتجاجات المتصاعدة، أما الكتب الأكثر رواجا بين زائرى المعرض فهى كتب علم النفس.
وعن رفض معرض الرياض للمشاركة السورية هذا العام قال بهاء الدين: الحقيقة أنهم فى كل عام يرفضون مشاركة دولة عربية مختلفة، حيث رفضوا مشاركة المغرب من قبل، ولا أعرف السبب الحقيقى لرفض سوريا هذا العام.
من فلسطين كان الدكتور سمير الجندى صاحب «دار الجندي» للنشر والتوزيع قد واجه عددا من الصعوبات لمشاركته الأولى بمعرض الكتاب وعلى استحياء كشف عن أنه لن يعيد التجربة مرة أخرى، والأسباب وراء ذلك فهى كما قال: الحقيقة فوجئت أنه لا يوجد الحد الأدنى من التنظيم بالمعرض رغم سمعته العربية المعروفة!... فأنا هنا بحاجة لوصلة كهرباء لتشغيل اللاب توب الذى أحتاجه بشدة، لمعرفة أسعار الكتب المعروضة ولا أجد، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بنظافة الأجنحة، كذلك كنت أود أن أجد قاعدة بيانات أو خريطة لدور النشر العارضة بالصالات الأخرى ومواقع الصالات المختلفة مما يسهل علىّ وعلى الزوار التحرك بالمعرض، كذلك الأرفف والبنية التحتية للمعرض رديئة لا تتناسب أحجام الكتب، فمن غير المعقول أن آتى إلى هنا وأشترى تجهيزات للمكان!
كما كشف الجندى أنه تسلم كتبه اليوم، متأخرة عن موعد وصولها أربعة أيام كاملة، نتيجة للوضع المرتبك بمصر، الذى أخر الكتب بالمطار، وعن المقدرة الشرائية قال: الإقبال ضعيف جدا نظرا لارتفاع سعر الدولار فى مصر، بالتالى فإن قيمة الكتاب ذو المائة صفحة قد يصل إلى 35 جنيها!
طالب الجندى بتعامل استثنائى مع الأجنحة الفلسطينية نظرا لأن القدس ليست لديها حدود مع مصر بالتالى يضطر إلى شحن الكتب للأردن ومنها لمصر مما يكلفه ضعف القيمة، خاصة أنهم يتعاملون بطريقة القطاع الخاص وليس عبر اتفاقيات وتعاون ثقافى دولى رسمى.
أعربت غادة الحسن، الممثلة لمجلس النشر العلمى بجامعة الكويت المتخصص فى نشر وطباعة الكتب الأكاديمية، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة فى هذه الدورة للمعرض من حيث التنظيم والإقبال الممتاز على الجناح، خاصة أن أعداد مجلة «الشريعة» قد نفدت فى اليومين الأوليين من المعرض ولازال الجمهور يسألون عنها، كذلك كتب الحقوق عليها إقبال كبير، بالنسبة لشحن الكتب المشاركة بالجناح قادمة من الكويت إلى مصر أكدت الحسن أنها لم تواجه أية مشاكل بالشحن بل أنها وجدت الكتب موجودة بالجناح.