الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استقرار ليبيا والســــــــــــــــــــــــــودان.. يبدأ من القاهرة

استقرار ليبيا والســــــــــــــــــــــــــودان.. يبدأ من القاهرة
استقرار ليبيا والســــــــــــــــــــــــــودان.. يبدأ من القاهرة




السيسى يترأس القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان

كتب_أحمد إمبابى وأحمد قنديل

لمناقشة تطورات الأوضاع فى السودان وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية، وكيفية المساهمة فى دعم الاستقرار والسلام هناك، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقى، قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة.

شارك فى القمة عدد من رؤساء وممثلى الدول الإفريقية، منهم إدريس ديبى رئيس تشاد، وإسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي، وبول كاجامى رئيس رواندا، وساسو نيجسو رئيس جمهورية الكونجو، وعبدالله فرماجو رئيس جمهورية الصومال، وسيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، فضلاً عن موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ودميكى ماكونين نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، وتوت جالواك مستشار رئيس جنوب السودان للشئون الأمنية، ومبعوثين عن رؤساء كل من أوغندا سام كوتيسا وزير الخارجية، ومونيكا جوما وزيرة خارجية كينيا، ومصطفى لوال سليمان وكيل وزارة الخارجية النيجيرية.
وألقى الرئيس السيسى كلمة فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع القمة التشاورى للشركاء الإقليميين للسودان، رحب فيها بضيوف مصر من القادة والزعماء الأفارقة المشاركين، حيث قال: اسمحوا لى بداية أن أرحب بكم جميعاً اليوم فى بلدكم الثانى مصر، وأن أعرب عن الامتنان والشكر، لسرعة الاستجابة للدعوة الطارئة لعقد اجتماع اليوم، وهو الاجتماع الذى يجسد إيماننا بمسئوليتنا المشتركة، وحرصنا على تعزيز العمل الجماعى الأفريقي، ويأتى اتساقاً مع روح ومبادئ التضامن والأخوة والوحدة، مع السودان الشقيق الذى يشهد حالياً مرحلة استثنائية من تاريخه، وتفعيلاً لمبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية».
وتابع الرئيس: «اسمحوا لى أن أتوجه فى بداية اجتماعنا هذا، بتحية تقدير واعتزاز للشعب السودانى الشقيق، الذى أثبت بسلوكه المتحضر والسلمي، قدرته على التعبير عن إرادته وطموحاته المشروعة فى التغيير، وسعيه إلى تحول ديمقراطى قائم على سيادة القانون، ومبادئ الحرية، وإرساء العدالة، وبناء دولة المؤسسات وتحقيق التنمية، بما يعكس الإرث الحضارى والتاريخى للسودان الشقيق، وأن أؤكد دعم مصر الكامل، لخيارات الشعب السودانى وإرادته الحرة فى صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق عليه فى تلك المرحلة الهامة والفارقة من تاريخه».
وأضاف:» إن اجتماعنا اليوم يهدف لبحث التطورات المتلاحقة فى السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، فى سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين فى الاعتبار الجهود التى يبذلها المجلس العسكرى الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطنى يُمكنهم من تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها، لتحقيق الانتقال السلس والسلمى للسلطة، وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، من أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبها الشقيق، وعلى المنطقة برمتها».
وقال الرئيس: «إن ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التى تواجهنا، فالدول الأفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، ومن ثم فهى الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية، تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجى فى شئونها، أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها، فلكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها،  ومن ثم جاء حرصنا على أهمية أن يؤدى هذا الاجتماع، للتعرف على التطورات ومجريات الأمور فى السودان، واستشراف ما يراه السودانيون أنفسهم حيال مستقبلهم، وسبل استعادة النظام الدستورى وإقامة الحكومة المدنية، فى إطار عملية ديمقراطية يشارك فيها السودانيين كافة، وبما يسهم فى إيجاد حلول تتوافق مع طبيعة الأوضاع على الأرض، وتُراعى مُتطلبات المنعطف الخطير الذى يمر به السودان، كما تأتى مشاركة موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عقب زيارته مؤخراً للخرطوم، وشرح الجهود التى يبذلها ورؤيته للتعامل مع التطورات على الساحة السودانية، لتتيح المجال لبحث سبل معاونة السودان على تخطى هذه المرحلة بسلام».
واستطرد: «نؤكد فى هذا السياق أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة فى السودان، يؤدى إلى التوصل إلى حل سياسى توافقي، يحقق تطلعات الشعب السودانى فى التغيير والتنمية والاستقرار، ويضع تصوراً واضحاً لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة، مع أهمية إتاحة الفرصة والوقت الكافى للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة، ونحن كدول جوار للسودان ودول تجمع الإيجاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار الرخاء الذى يتطلع إليه ويستحقه».
وأردف: «فى ظل حساسية الحدث التاريخى فى السودان، وأهمية تحديد المسار السياسى ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية على الساحة السودانية، فإنه يتعين على المجتمع الدولى إبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة، للمساهمة فى تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطى السلمى الذى ينشده الشعب السوداني، إضافة إلى أهمية دور المجتمع الدولى فى تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التى تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار، لذا يقع على عاتق الدول الشقيقة والصديقة للسودان، وكافة الأطراف الدولية، تقديم الدعم والمساعدات لتمهيد الطريق أمام انطلاق السودان لرسم مستقبل جديد.
وفى ختام كلمته قال الرئيس السيسي: «لا يسعنى أيها الإخوة، سوى الإعراب عن الشكر والتقدير للجهود التى تبذلونها جميعا، متمنياً أن تتكلل أعمال اجتماعنا بالنجاح، والخروج بما يسهم فى تعزيز الجهود الوطنية السودانية نحو مستقبل أفضل، فى ظل وحدته وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه واستقلال قراره الوطني، وأدعو الله عز وجل، أن يسود السلام فى هذا البلد الشقيق، وأن يوفقنا فى سعينا لتحقيق الأمن والاستقرار فى السودان وفى مختلف ربوع قارتنا العزيزة».

السيسى خلال اجتماع «الترويكا» ولجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقى:
ملتزمون بدعم الحل السياسى وعودة الاستقرار إلى «طرابلس»

 

ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماع قمة الترويكا ولجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقى.
وألقى الرئيس كلمة فى افتتاح أعمال الاجتماع، قال فيها :» يسعدنى أن أرحب بكم فى بلدكم الثانى مصر، فى اجتماع يخص بلدًا إفريقيًا عزيزًا علينا جميعًا، هو ليبيا الشقيقة، التى ارتبطت بالاتحاد الإفريقى ولا تزال تعد مكونًا أساسيًا فى مسار العمل الإفريقى المشترك، إن اجتماعنا يأتى تلبية لمسئوليتنا المشتركة تجاه دعم استقرار ووحدة ليبيا الشقيقة وسلامتها الإقليمية، وحمايتها من مخاطر الإرهاب والتدخلات الخارجية المستمرة فى ليبيا على مدار الأعوام الماضية».

وتابع الرئيس: «إن دول الاتحاد الإفريقى هى الأقرب بالجوار والتاريخ والمصير إلى ليبيا، وهى الطرف المعنى أكثر من غيره بالاستقرار هناك، وتوحيد مؤسسات الدولة للعمل فى هذا البلد، وتمكين قوات الجيش والشرطة المدنية من أداء واجبها فى الحفاظ على السلم والاستقرار والقضاء التام على أشكال الإرهاب كافة،  وأغتنم هذه المناسبة لأتوجه بخالص التقدير، لأخى الرئيس دينيس ساسو نجيسو رئيس جمهورية الكونغو، ورئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا، لمبادرته الكريمة باقتراح عقد هذا الاجتماع فى القاهرة، ولأشقائى الرئيس بول كاجامى رئيس جمهورية رواندا، والرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، أعضاء ترويكا رئاسة الاتحاد الإفريقى، ولموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى على سرعة استجابتهم للدعوة لهذه القمة، تأكيدًا على مسئولية الاتحاد الإفريقى تجاه ليبيا، والتزامه بدعم الحل السياسى وعودة الاستقرار إليها، انطلاقًا من مبدأ راسخ فى الاتحاد الإفريقى منذ تأسيسه، وهو العمل على إيجاد حلول إفريقية لمشاكل القارة، والرفض القاطع للتدخل الخارجى.
واستطرد:» لقد تعرض الشعب الليبى الشقيق لعملية استنزاف لمقدراته وموارده، على مدار السنوات الماضية، وفوضى غير مسبوقة للميليشيات والتنظيمات الإرهابية والتهريب والاتجار بالبشر، رسختها حالة ممتدة من الانسداد السياسي، وتغليب الأهواء الشخصية والمصالح الضيقة على المصلحة الوطنية الليبية، والاستقواء بأطراف خارجية دعمت الفوضى والتنظيمات الإرهابية وتورطت فى تهريب الإرهابيين والسلاح إلى ليبيا، وتهريب النفط والأموال إلى خارج الأراضى الليبية، وقد آن لذلك كله أن ينتهى».
وأضاف: «إن من حق جميع أبناء ليبيا أن تُطوى صفحة هذه الحقبة المؤلمة، وأن يستعيدوا دولتهم، ويبدأوا مرحلة إعادة البناء، ولن يتأتى ذلك إلا باستئناف الحل السياسى فى أسرع وقت ممكن، وتمكين مؤسسات الدولة الليبية، وحدها دون غيرها، من أداء واجباتها، بحيث يُتاح لهذه المؤسسات تلبية مصالح واحتياجات الشعب الليبى الشقيق، وحماية مقدراته، ويتسنى للجيش الوطنى والشرطة المدنية القيام بمسئولياتهما فى توفير الأمن والاستقرار والقضاء على مخاطر الإرهاب والتشكيلات الحاملة للسلاح خارج نطاق الشرعية، حتى يتوفر المناخ الداعم لمسار سياسى يفضى لانتخابات تستعيد من خلالها البلاد مقومات الشرعية».
وأوضح: «إننا نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته كاملة وبغير إبطاء لاستئناف الحل السياسى، وندعو المبعوث الأممى د. غسان سلامة للقيام بواجبه فى تيسير العودة للمفاوضات السياسية، بشكل شفاف وبما يتسق مع الاتفاق السياسى الليبى، من خلال تنشيط قنوات الاتصال مع جميع الأطراف الليبية المعنية دون استثناء والوقوف على مسافة واحدة منها جميعا،  وإننى واثق من أن اجتماعنا، سيعطى رسالة الأمل المطلوبة للأشقاء فى ليبيا، وسيقدم دفعة أساسية لجهود احتواء الأزمة الحالية إفريقيًا وأمميًا».
فيما قرر القادة المشاركون فى القمة ما يلى:
أولاً: الدور الرئيسى والمحورى للاتحاد الإفريقى ولدول أعضائه فى تناول ومعالجة الأزمة الحالية فى ليبيا.
ثانياً: المطالبة بوقف فورى وغير مشروط لإطلاق النار فى ليبيا.
ثالثاً: مطالبة المبعوث الأممى إلى ليبيا بالتعاون بشكل كامل مع الاتحاد الإفريقى وبشفافية تامة، وبتكثيف مشاوراته مع جميع الأطراف فى ليبيا على حد سواء، وبدون استثناء، فى إطار من الشفافية الكاملة والتعاون مع ترويكا الرئاسة والاتحاد الإفريقى.
رابعاً: مطالبة جميع الأطراف الليبية بضبط النفس واحترام سلامة المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق ليبيا.
خامساً: مطالبة المجتمع الدولى بتحميل مسئوليته لوقف عمليات تهريب السلاح والمقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا، وإنهاء أزمة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، ووقف جميع أشكال التدخلات الخارجية فى ليبيا التى تسعى لتحويل ليبيا لساحة صراع بالوكالة يستهدف استنزاف موارد الشعب الليبى.
سادساً: استمرار التزام الترويكا بتكثيف انخراطها مع جميع الفرقاء الليبيين فى المرحلة المقبلة، للتوصل للحل السياسى الليبى تحت رعاية الأمم المتحدة واتساقا مع آليات الاتحاد الإفريقى ذات الصلة.