الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شريف مدكور أنت الأقوى

شريف مدكور أنت الأقوى
شريف مدكور أنت الأقوى




لا يصل الإنسان إلى حديقة النجاح، دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف فى هذه المحطات، فقط من يتحدى هو من يعيش، والتحدى فى حياته كان على عدة مستويات، فلم يخف يوما أو يتراجع، بل كان يواجه وينتصر فى النهاية، ويرد على من ينتقده بنجاح جديد كل يوم.
■ ■
بابتسامته المميزة وسلامه النفسى وقوة الإرادة عاش الإعلامى شريف مدكور حياته، يملك قوة نابعة من داخله تدفعه للأمام، ويؤمن بقدرته، فلم يلتفت لمن هاجمه وانتقده، فهو أحد أصحاب القلوب النقية التى لا تحمل الضغينة لأحد، ولديه قدرة على التسامح بلا حدود، وقدرة على الحلم والانغماس فيه إلى آخر قطراته.
■ ■
حياته مليئة بالتحديات التى لا يستسلم لها، بدأت منذ دخوله مجال الإعلام، الذى كان عن طريق الصدفة البحتة، إلا أنه حقق نجاحا لا مثيل له، معتمدا على ما يتميز به من تلقائية وبساطة فى التقديم وعدم التصنع.
■ ■
تحد جديد رفع رايته شريف مدكور ببسالة بعد أن أعلن إصابته بورم فى القولون واضطراره لإجراء جراحة خلال شهر رمضان لاستئصاله.. الأمر الذى سبب صدمة لجمهوره وزملائه ومحبيه داخل الوسط الإعلامى والفنى وخارجه، إلا أن شجاعته فى مواجهة هذا المرض العضال كانت رسالة لكل هؤلاء تقول لن أستسلم، هذه الرسالة لم تقف عند حدود الزملاء والمحبين، بل كانت رسالة أمل وتفاؤل لكل من يحارب السرطان فى الوطن العربى، قائلاً: «أنا مقاتل السرطان».
■ ■
 وحدها المواقف هى التى تثبت مكانتك الحقيقية فى قلوب الناس، وهذا ما حدث مع مدكور فرغم الانتقادات التى تعرض لها فى فترة ما خلال رحلة عمله كإعلامى، إلا أن أزمته الصحية كانت بمثابة محنة، فقد كشفت له مدى حب الناس الذى أنساه التعب، فبمجرد إعلانه عن مرضه انهالت التعليقات على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» تتمنى له الشفاء العاجل، ومعها سيل من الدعوات التى لم ولن تنقطع حتى يتماثل للشفاء.
■ ■
الذى ينطبق عليه مقولة أن القلوب الطَيبة وجدت لتتألم، هو من المنتمين لبرج العذراء فقد ولد فى 17 سبتمبر عام 1972، أى أنه يحظى بمحبة وتقدير الجميع، فشخصيته الطموحة والمؤثرة تجعله كذلك، ويهتم كثيرا بالتفاصيل الدقيقة، يأخذ عمله على محمل الجد ولا يستهين به أبدا، وفى بعض الأحيان يدخل فى مرحلة إدمان العمل.
■ ■
حفيد وزير الحربية الأسبق الفريق أول محمد فوزى، كانت له رحلة طويلة مع الحياة العملية، فالبداية كانت مع الأرقام، فقد تخرج فى كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1996، والتحق للعمل بأحد البنوك، ثم انتقل للعمل فى أحد الفنادق ومن بعده شركة للألومنيوم، ثم «نادى العاصمة» ثم بعد ذلك  كانت نقطة التحول الفارقة فى حياته بعد أن بدأ يعمل فى مجال «الأنتيكات» وصناعة الأساس الفرنسى، ووقتها أسندت الإعلامية نجوى إبراهيم إليه مهمة الإعداد فى برنامج «أنتيكا» المذاع عبر قناة «الأسرة والطفل» عام 1998، وقد أجرت القناة فيما بعد اختبارا لانضمام مذيعين جدد، واشترك فيها بعد مطالبة زملائه له، إذ أنه كان يشعر بالخجل ولم ير فى نفسه مذيعا، وقد نجح فى الاختبار، لكن لم يقدم أى برامج لفترة، وذلك بسبب عدم حصوله على فرصة، حتى بدأ تقديم برامج خفيفة، إلى أن تلقى فرصة مناسبة وقدم برنامج «من كل بلد أكلة»، وكان ذلك البرنامج أول فرصة حقيقية له ومن خلاله بدأ يحقق انتشارا كبيرا فى مصر والدول العربية.
■ ■
 بعكس ما يظهر عليه فشريف مدكور يتميز بشخصية تحمل طابعا شرقيا محافظا، تربى على ثقافة راقية تمنى أن ينشرها من خلال عمله كمذيع، وهى ثقافة احترام الآخر، بصرف النظر عن ديانته أو لونه أو جنسه، فكل ما يهمه التعامل مع شخص محترم وأن يكون هناك احترام متبادل حتى لو كان هناك اختلاف.
■ ■
مشوار مدكور الإعلامى حافل بالعديد من النجاحات والإنجازات.. وتقديرا لمسيرته المثمرة وكفاحه وإنسانيته فى مخاطبة الجماهير، وجدناه يستحق عن جدارة «وسام الاحترام»، أولا لانتصاره المهنى الذى كان أبلغ رد على منتقديه، وثانيا لكونه رفع راية التحدى ضد مرض لعين، فقرر محاربته والانتصار عليه ليكون بذلك قدوة لغيره، ونحن نثق فى عودته لأن قلبه مليء بالحب والأمل اللذين يقهران المرض ويهزمانه.

روزاليوسف