مصحف وتحفة حرير وحلية شريفة .. الحج الإسلامى رحلة إيمانية إلى الله

يرويها - علاء الدين ظاهر


شرع الله الحج ليكون رحلة خالصة لوجهه وفى سبيله، تتوافر فيها رياضة الحس والوجدان وحمل النفس على التجرد من زينة الحياة، والاقبال على الإيمان بالرحمن، ولذلك كان فيه انتقال وارتحال واحتمال ومشاق السفر وتجرد من متاع الحياة حتى الثياب المألوفة.
وأصبح الحج فى الوجدان الإسلامى رحلة التوبة والرجوع إلى الطريق القويم، وباتت رحلة الحج تسجل على جدران المنازل بالرسوم الشعبية مع التبريكات، كما أصبحت رحلة كسوة الكعبة المشرفة التى كانت تصنع فى مصر من أهم الأحداث، فكانت رحلة المحمل حيث يخرج من مصر حاملا كسوة الكعبة حدثا مهما ينتظره الناس للاحتفال.
وخلال جولتنا فى متحف سوهاج القومي، رصدنا مجموعة من أدوات الرحالة خلال سفرهم إلى الحج كذلك نقل كسوة الكعبة على المحمل، كما رصدنا مصحفا ينتمى لما يسمى بمصاحف الرحالة، وهذا المصحف ينتمى للمغرب من القرن 12ه / 18م، وقد كتب بخط عربى مغربى مميز، حيث جرت العادة على حفظه داخل حافظة من الجلد سهلة الحمل، وذلك لينتقل به المسافرون من مكان لآخر، أو يستخدمونه فى القراءة أثناء رحلات الحج والتجارة والسفر لمسافات طويلة، ويلاحظ فى المصحف مراعاة الناسخ لحجم وهيئة المصحف ليلائم غرض القراءة أثناء التنقل والترحال.
كما يقتنى المتحف أيضا تحفة من نسيج الحرير من القرن 13ه /19م، حيث جرت العادة على استخدام مثل هذه الستائر الحريرية كغطاء لقبر النبي»صلى الله عليه وسلم»، وعادة ما كانت تزخرف بكتابات بخط الثلث قوامها لفظ الجلالة»الله» واسم النبي»محمد»، كذلك شهادة التوحيد والرسالة المحمدية، وهذا داخل أطر من أشكال هندسية وأحيانا يقوم النساج بإضافة أسماء أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم.
وهناك أيضاً فى المتحف مجموعة من الحليات الشريفة لوصف أخلاق وخلق النبى صلى الله عليه وسلم، وقد كتبت بألوان متعددة على الورق المقوى والمثبت على ألواح خشبية، ويروى فيها الامام على بن أبى طالب أهم صفات النبي، وكانت الحلية الشريفة فى العصر العثمانى بمثابة إجازة للخط وشهادة تمنح للخطاطين المتميزين حينها.