الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوروبا تحطم آمال أردوغان

أوروبا تحطم آمال أردوغان
أوروبا تحطم آمال أردوغان




ترجمة – خلود عدنان


«من الخاسر؟» تركيا أم أوروبا أم الاتحاد الأوروبي، كان هذا حديث الصحف العالمية بالأمس حول دلالات الحرب الكلامية الساخنة بين أنقرة وواشنطن بشأن شراء تركيا لنظام الدفاع الصاروخى الروسى الصنع من طراز ، والتي-S400  لا تظهر أى علامات على التهدئة، ورغم اختلاف الأراء التحليلات، كان هناك امر واحد لاشك فيه وهى أن تركيا هى الخاسر الأكبر.
وقد سبق ووجهت واشنطن أخطر تهديد لها حتى الآن، إذ حذر نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس من أن تركيا «يجب أن تختار» بين نظام الأسلحة وعضويتها فى منظمة حلف شمال الأطلسى.
ازدادت التوترات هذا الأسبوع بإعلان إدارة ترامب أنها لن تتنازل عن فرض عقوبات على الشركات والمؤسسات المالية الأجنبية فى البلدان التى تعتمد على النفط الإيراني، وتركيا لديها خط أنابيب عبر حدودها المشتركة، وهى عميل إيرانى رئيسى وستتعرض إلى ضربة اقتصادية كبيرة إذا توقف نفط إيران.
«سلامة الاتحاد الأوروبى فى خطر»
تحت هذه العنوان، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الأزمة تتسع وترامب يشتعل غضبا، وقد يكون لعناد تركيا وأطماعها التوسعية سببا فى تعميق الأزمة والتى قد تلقى بغيومها على الاتحاد الأوروبي، كان القادة الأوروبيون والاتحاد الأوروبى هادئين بشكل مدهش بشأن قضية اس 400، ولكن هذا الخلاف له آثار خطيرة على أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي، وبالتالى لن يكون أمامه سوى أن يدفع تركيا خارج الناتو، وهو ما سيهدد مصالحها مع الصين وروسيا وإيران حلفاء تركيا، لهذه الأسباب، على الرغم من الكراهية المشروعة فى العواصم الأوروبية تجاه كل من ترامب أردوغان، فمن الأهمية بمكان أن يجعل الاتحاد الأوروبى أولوية للتوسط فى حل هذا النزاع.
أزمة أس-400  ليست خلافات عسكرية، لكنها سياسية بالدرجة الأولى، هناك مخاوف من أن تكون الرادارات الروسية للنظام قادرة على قراءة المقاتلات الأمريكية الصنع من طراز F-35 أثناء عبورها المجال الجوى التركى والخروج منه، مما يعرض للخطر الطائرة النفاثة الأكثر تطورا فى ترسانة الناتو.
«صمت الناتو»
فى غضون شهرين، يقترب تاريخ تسلم تركيا صفقة اس 400 فى يوليو، والخلاف يتصاعد، إلا أن العواصم الأوروبية والاتحاد الأوروبى هادئين، حتى الناتو نفسه امتنع عن الانضمام إلى الخلاف، وفى رحلته إلى واشنطن فى بداية شهر إبريل للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس الناتو، لم يذكر الأمين العام ينس ستولتنبرج القضية، إذ ترك الأمر للولايات المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لتأديب أردوغان.
فشل أردوغان الذريع فى تفادى التصعيد مع أمريكا قد يدفعه للميل نحو روسيا بشأن هذه القضية بالذات، وسيكون لذلك نفعه فى التعاون مع روسيا فى سوريا، ولكن هذه الفكرة ستدمر مسقبل تركيا فى أوروبا، وهى مخاطرة لن يقوى أردوغان على الاقتراب منها.
احتمالات تعميق الأزمة
صحيفة «دوفار» التركية نقلت عن صحيفة «جيروسالم بوست» الإسرائيلية، أن الخلافات مرشحة للاشتعال اكثر، إذ أن تنفيذ ترامب لوعوده بإلغاء صفقة تركيا فى برنامج طائرة مقاتلة من طراز F-35 من شأنه أن يحمل عواقب أخرى، لأن أنقرة ستسعى بعد ذلك إلى شراء طائرة مقاتلة روسية منافسة من طراز  Su-57.
«الأكراد ورقة المساومة»
ليس لدى تركيا حلول سلمية، الحل لديها هو إنهاء الأزمة بإسالة الدماء، حول هذا المضمون قالت كارين ديونج فى الـ»واشنطن بوست»، أنه بعد تفاوض الولايات المتحدة وتركيا على خطة لقواتهما للقيام بدوريات مشتركة فى منطقة على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيان بالاتفاق على الانسحاب من منطقة الأكراد السوريين، اشترطت أنقرة التراجع عن صفقة اس 400 مقابل موافقة أمريكا على التدخل التركى ضد الأكراد فى سوريا.
قضية الحدود هى واحدة من العديد من النزاعات التى عطلت بشكل خطير العلاقة الأمريكية التركية ووضعت حلفاء الناتو على مسار تصادم، على الرغم من التدفق المستمر للمسئولين الأتراك رفيعى المستوى الذين يزورون واشنطن فى الأيام الأخيرة، لم يكن هناك أى تقدم واضح فى حل مطالب الولايات المتحدة بأن تلغى تركيا طلبها لنظام دفاع صاروخى روسي، أو تخاطر بقطع الاتصال كمشترى ومشارك فى برنامج طائرة F-35 التابع للولايات المتحدة.
أوروبا تحطم كبرياء الديكتاتور»...
ولطالما كانت أوروبا محطمة آمال أردوغان، ولكن كبرياء الديكتاتور لن يمكنه من الاعتراف بالهزيمة والخضوع لأوامر أوروبا والتراجع عن اتفاقه مع روسيا، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل تركيا على الأراضى السورية، لذا سيصب أردوغان غضبه على الأكراد وهو ما سيبعده أكثر عن الاتحاد الأوروبي.
من المتوقع أن يحل السياسى الألمانى مانفريد ويبر محل جان كلود يونكر كرئيس للمفوضية الأوروبية كرر رغبته فى إنهاء مفاوضات الانضمام التركية، والذى قال «يجب علينا إنهاء مفاوضات الانضمام مع تركيا».
من المقرر أن يجرى الاتحاد الأوروبى انتخابات للبرلمان الأوروبى فى أواخر مايو.
«فضائح دعم الإرهابيين»
تورط حكومة الرئيس التركى فى دعم الإرهابيين فى سوريا والعراق، كان حديث البرلمان الهولندى فى لاهاي، بعد اكتشاف أدلة جديدة بدعم تركيا لجماعات إرهابية متشددة بما فيها «القاعدة» و»داعش» فى كل من سوريا والعراق وعدد من بلدان البحر الأبيض المتوسط، وذلك بإمدادها بالسلاح والمال، وتقدم الدعم اللوجيستى لها.
وبناء على مئات سجلات التنصت على المكالمات، والتى استمع إليها أعضاء البرلمان الهولندى ثبت أن المخابرات التركية سهلت انتقال المتشددين إلى سوريا، كما سمحت لهم بالعودة لتركيا لتلقى العلاج».