الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حواديت بلد المواويل ـ 15 ـ التماثيل المجيبة.. حكاية 351 خادمًا للمتوفى فى حياة البعث والخلود

حواديت بلد المواويل ـ 15 ـ التماثيل المجيبة.. حكاية 351 خادمًا للمتوفى فى حياة البعث والخلود
حواديت بلد المواويل ـ 15 ـ التماثيل المجيبة.. حكاية 351 خادمًا للمتوفى فى حياة البعث والخلود




إذا كنت من محبى الآثار ومتابعى الاكتشافات الأثرية، فإنك بالتأكيد شاهدت تماثيل صغيرة موجودة بكثرة فى هذه الاكتشافات، وهذه التماثيل من أبرز مكونات الحضارة المصرية القديمة ولها دلائل مهمة اكتشفناها أثناء جولتنا فى متحف سوهاج القومي.
ظهرت هذه النوعية من التماثيل التى تسمى المجيبة «الأوشابتي»، خلال عصر الدولة الوسطي»2030-1802 ق.م»وذلك للقيام بالأعمال المختلفة نيابة عن المتوفى فى العالم الآخر.
وكانت التماثيل المجيبة تأخذ شكل المومياء وتصنع من مواد مختلفة كالأحجار والقاشانى والبرونز والخشب والطين، وعثر على القليل منها خاليا من النقوش إلا أنه عادة ما كان يدون عليها جزء من الفصل السادس من كتاب الموتى وهو عبارة عن مناجاة المتوفى للأوشابتي، بحيث يكلفه بأداء المهام الموكلة إليه مثل زراعة الحقل ورى الأرض.
وفى البداية كانت المقبرة تزود بواحدة من هذه التماثيل وأخذت أعدادها فى التزايد حتى بلغت أعدادها فى الدولة الحديثة»1550-1070 ق.م» 315 تمثالًا بعدد أيام السنة، ويضاف إليها 36 تمثالًا آخر يمثلون مشرفيها.
ما سبق يكشف لنا حقيقة مهمة، حيث قامت الحضارة المصرية القديمة على عقائد دينية ترتكز على مفهوم البعث والخلود، حيث اعتقد المصرى القديم أن الحياة الدنيا ما هى إلا تمهيدًا لحياة أطول وأسعد فى عالم الآخرة.
فكانت المعتقدات الدينية هى الباعث الأساسى لاتجاهاته الفكرية والثقافية وفى علومه وآدابه وسائر فنونه, كما كان لها عظيم الأثر فى أخلاقيات المجتمع، ويشهد الإرث المعمارى والفنى للمصريين القدماء من معابد وأثاث جنائزى وتماثيل وغيرها على الأهمية الكبرى التى أولوها للحياة الأخرى واستعدادهم لها.