الداعية العصرى

ينتهى خلال أيام تخريج الدفعة الأولى من طلاب أكاديمية الأوقاف الدولية، تضم 102 دارس بين أئمة وواعظات، وهى الأكاديمية التى افتتحها د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى يناير الماضى.
ولقد كان لـ«روزاليوسف» لقاءات مع عدد من تلك الدفعة لمعرفة ما تم التدريب عليه ليكونوا كتيبة دعوية حقيقية لتجديد الخطاب الديني.

يقول على إسماعيل على، طالب بالأكاديمية وإمام بالأوقاف،: «التحقت بالأكاديمية فى آخر شهر يناير بعد نجاحى فى اختبارات ومقابلات عديدة آخرها مع وزير الأوقاف، وكنت من ضمن الدفعة الأولى حيث تم تدريبنا على علوم عصرية من خلال مدة الدراسة 6 أشهر وهى عبارة عن كورسات فى اللغات والعلوم الشرعية والحاسب الآلى»، لافتا إلى ان هذا التدريب الذى حصل عليه فى الأكاديمية سيتيح له ممارسة الدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وفى نفس السياق يوضح الدكتور نور على محمود، الحاصل على دكتوراة فى الشريعة الإسلامية، قائلا: «نتعلم اللغة الإنجليزية لتصحيح المعتقدات الخاطئة لدى غير الناطقين بالعربية، ففى البداية كانوا يأتون لنا بمترجم غير ملم بالمصطلحات الدينية المتعارف عليها، والآن نتعلم لنجيد اللغة الصحيحة التى نريدها نحن لا المترجم، لاسيما وأنه من الصعب أن ندرس فى الخارج المصطلحات الشرعية الإسلامية باللغة الإنجليزية، فهناك مصطلحات لا يعرفها سوى أهل التخصص، ونحن نجيد هذه المصطلحات الآن بالنطق الصحيح فى سياق يلائم النص»، لافتا إلى أن الأكاديمية مظلة أشمل من معاهد إعداد الدعاة.
أحمد محمد، إمام فى أوقاف القاهرة، وباحث فى كلية الدعوة بالأزهر، تم اختياره أيضا للالتحاق بالأكاديمية من بين 600 إمام تم اختبارهم عبر امتحانات فى العلوم الدينية والعصرية والثقافية، ومقابلات شخصية، ويعبر عن شعوره بأنه استطاع دراسة أمور متميزة على رأسها العلوم العصرية، على يد نخبة من كبار المتخصصين، معربا عن أسفه لصعود غير المتخصصين للمنابر.
الواعظة سحر محمد شوقى أصرت على المنافسة للالتحاق ضمن الدفعة الأولى بالأكاديمية، فهى واعظة بأحد المساجد فى مدينة 6 أكتوبر منذ أكثر من 10 سنوات، لكنها ترى فى الأكاديمية ثورة تحديث يجب أن يشارك فيها جميع العاملين بالعمل الدعوي، قائلة: «نتلقى أحدث نسخة من دورة قيادة الحاسب الآلى، وندرس مصطلحات متخصصة فى اللغة الإنجليزية، لم نكن لنعرف عنها شيئا قبل دخول الأكاديمية».
وعن أهمية ما تلقته الدفعة الولى فى الأكاديمية يوضح الدكتور سعيد ربيع، محاضر دورة الحاسب الآلى فى الأكاديمية، انه يتم تحويل الخطيب من إمام يستخدم الورقة والقلم إلى إمام إلكترونى، ونعلمهم التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى، وحماية أنفسهم من الاختراق، واجتذاب المتابعين، ونشر المحاضرات على الانترنت، وقال سنرى الإمام على المنبر بالتابلت قريبا، مؤكدا أنه سيتم مشاهدة عناصر متميزة ستحمل راية الدعوة فى العالم الرقمى، لكن ألاحظ تفوق أكثر للواعظات بطبيعة الحالة، خاصة فى مجال الكمبيوتر واللغة».
بينما يوضح مدير الأكاديمية، الدكتور أشرف فهمي، أن وزارة الأوقاف تحمل على عاتقها مهمة التدريب والتثقيف لمجابهة الأفكار المتطرفة، قائلا: «التدريب عملية مستمرة لا يجب أن تتوقف حتى نستطيع مواكبة ظروف العصر.
وتعمل وزارة الأوقاف من خلال الأكاديمية، وفق كلام د. أشرف، على إخراج جيل من الأئمة أصحاب فكر مستنير ولديهم رؤية للمستقبل، قادرين على الإقناع وإقامة الحجة، لافتا إلى أنه يتم اختيار عناصر متميزة للتدريب من خلال برنامج دراسى  مدته ستة أشهر، ويحتوى على علوم شرعية، ومنها المؤلفات التى أخرجتها الوزارة للنور حديثًا، إضافة إلى محاضرات فى علم الاجتماع والحضارة، والإعلام الدعوي، والبناء الروحى للإمام، وعلم أصول الفقه الذى يهتم ببناء العقول وتوسيع المدارك.
محمد أحمد بدر، المشرف العام على الأكاديمية، يؤكد أنه تم وضع نظام إعاشة كاملة، بدون أى مصروفات، للمتدربين حتى يتفرغوا تماما للتدريب، خاصة وأن المحاضرات تبدأ فى التاسعة صباحا حتى نهاية اليوم حسب الجدول المعد، لافتا إلى أن «هناك مقترحا باستقبال وعاظ من الدول العربية والإفريقية والأوروبية وهناك إمكانية للتوسع فى المباني، لذلك تسمى بالأكاديمية الدولية».