«تفاحة لا تفهم شيئاً» صورة بصرية عبر آليات مسرحية
ضمن فعاليات ندوات «مخيم الإبداع»، أقيمت ندوة نقدية لمناقشة ديوان الشاعر جرجس شكرى «تفاحة لا تفهم شيئاً»، شارك فيها د. يسرى عبدالله ود. محمد السيد إسماعيل وأدارها الشاعر المنجى سرحان، الذى افتتح اللقاء بالحديث عن بداية جرجس شكرى التى وصفها بالقوية والمتوهجة، بطريقة بشرت وقتها بمولد شاعر عميق الموهبة صاحب مشروع أصيل.
وأكد د. يسرى عبد الله أن ديوان جرجس شكرى يحيل القارئ إلى عوالم مغايرة داخل المشهد الشعرى المصرى، الذى يتمتع بحيوية الاختلاف، وذلك بدءاً من القصيدة المركزية التى يحمل الديوان اسمها، والتى يحيل عنوانها إلى ما يسمى بالخطيئة الأولى، التى دفعت بآدم للنزول إلى الأرض.
وأكمل: رغم ذلك، فإن المدلول الشعرى للقصيدة لا يرتبط ولا يعكس فكرة الميثولوجى الدينى، واصلاً إلى أفقه الإنسانى الخاص، فعلى المستوى الإدراكى يبدو الفهم مرحلة تالية على المعرفة، ولذا تبدو التفاحة «الأيقونة» عنوناً على براءة مضمونه فى ظل عالم تحاصره أشباح الماضى، التى تدير صراعها الخاص مع المستقبل، بعد أن عجز الراهن المعيشى على أن يقدم حلاً جذرياً لفض الاشتباك.
وأضاف: حاول الشاعر جرجس شكرى أن يقدم صورة بصرية إضافية عبر نصوصه، مستعيناً فى ذلك بآليات السرد وأدواته وآليات العرض المسرحى المتبدية فى الحواريات الشفيفة التى يصنعها، كما تبدو معارضة الموروث بتنويعاته تيمة مركزية من تيمات الديوان، وتنحو معارضته للمورث نحو مساءلته جمالياً كذلك تبدو الجمل التلغرافية حاضرة قوية فى ثنايا الديوان.
ومن جانبه قدم د. محمد السيد إسماعيل قراءة ألقت مزيداً من الضوء على الديوان، مؤكدا على عمق وأصالة موهبة الشاعرة وتفرد مشروعه الشعرى الذى بدأه بمجموعته الشعرية البديعة «بلا مقابل أسقط أسفل حذائى» وتلاه بمجموعته الثانية «رجل طيب يكلم نفسه» ثم ديوانه «ضرورة الكلب فى المسرحية» وغير ذلك من نصوص وإبداعات حفرت عميقاً فى سراديب الروح وشكلت فى مجملها نصوصاً طازجة قادرة على إثارة الدهشة.
كما ذكر الناقد محمد السيد إسماعيل أن للشاعر جرجس شكرى العديد من النصوص التى ترجمت إلى عدة لغات كل ذلك من خلال لغة شيقة وأسلوب بسيط وسهل ورؤية تستلهم الماضى وتشتبك مع الواقع وتسشرف آفاق المستقبل بما يؤكد تفرد الشاعر وخصوصية مشروعه الشعرى.