الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تركيا عدوة الأقليات

تركيا عدوة الأقليات
تركيا عدوة الأقليات




كشف تقرير بريطانى أن تركيا تترأس قائمة الدول التى يُمارس فيها اضطهاد ضد المسيحيين فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام التركية تواصل نشر خطاب الكراهية الموجّه ضد المسيحيين، كما أضاف التقرير أن المسيحيين كانوا يشكلون 20% من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ قرن، لكن ومنذ ذلك الحين هبطت هذه النسبة إلى أقل من 4%، أو نحو 15 مليون شخص.
ونقلت صحيفة العرب عن تقرير بريطانى يتحدث عن اضطهاد المسيحيين فى الشرق الأوسط، بعنوان «اضطهاد المسيحيين يقترب من «الإبادة الجماعية» فى الشرق الأوسط» ويشير التقرير إلى أن تركيا جاءت على رأس قائمة الدول التى يُمارس فيها اضطهاد المسيحيين، حيث تنخرط الحكومة ووسائل الإعلام التابعة لها، وكذلك القيادة السياسية، فى حملات منظّمة ومستمرة لشيطنة أبناء الطائفة والتحريض عليهم.
وجاء فى  التقرير، الذى أُعد بتكليف من وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت، إن الملايين من المسيحيين فى المنطقة اقتُلعوا من ديارهم، حيث قُتل الكثير منهم، وخُطف بعضهم وسُجن البعض الآخر، كاشفاً عن صورة مخيفة بشأن التمييز الذى يعانى منه المسيحيون فى مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا وشرقها وإفريقيا جنوب الصحراء، وأن ذلك غالباً ما يتم بدعم من الأنظمة الحاكمة.
وتمس نتائج التقرير قادة فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، والذين يُتهمون بالتحريض على الاضطهاد.
 وسلّط التقرير الضوء على حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لتشويهه سمعة المسيحيين فى نظر المسلمين الأتراك.
ويصوّر الحزب الحاكم فى تركيا المسيحيين على أنهم «تهديد لاستقرار الأمة، وأن خطابه غالباً ما يصف المواطنين المسيحيين الأتراك على أنهم ليسوا «أتراكاً حقيقيين» وأنهم مجرد «متعاونين غربيين»
ولم يكن هذا هو التقرير الأول الذى حذّر من أوضاع الأقليات فى تركيا، والمسيحيين، بشكل خاص، فقد أصدرت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية، الاثنين، تقريرها السنوى حول ممارسة الحق فى حرية الديانة والعقيدة، واضعة تركيا ضمن الدول التى يجب فرض مراقبة دقيقة عليها فى ملف حرية العقيدة والأديان.
وأكّدت اللجنة أن الصحف ووسائل الإعلام المناصرة للحكومة التركية تواصل نشر خطاب الكراهية الموجّه ضد المسيحيين واليهود على حد سواء، مشيرةً إلى أن الاعتقال الظالم للقس الأمريكى أندرو برونسون لأكثر من عامين أفسح المجال أمام خطاب الكراهية ضد المسيحيين.
وباتت التقارير الدولية المختلفة تربط معاناة الأقليات وخطاب الكراهية بصعود التيارات الإسلامية المتشددة إلى السلطة وتزايد نفوذها داخل الدولة، حتى وإن كانت لا تسيطر على الحكومة. ولعل أخطر وسائل النفوذ لدى تلك التيارات هى دفع الناس إلى استعادة معارك الماضى وتحويلها إلى معارك فى الحاضر مع مواطنين داخل نفس البلاد.
وأشار التقرير البريطانى إلى أنه وفى بلدان مثل إيران وصل وضع المسيحيين والأقليات الأخرى إلى مرحلة تُنذر بالخطر، حيث توجد قيود صارمة على جميع أشكال الممارسات المسيحية بما فى ذلك أعمال العبادة العامة.
وحدد التقرير عدة دوافع للاضطهاد بينها الفشل السياسى الذى يخلق أرضية خصبة للتطرف الديني، وصعود المحافظين فى بلدان مثل الجزائر وتركيا، والضعف المؤسساتى على مستوى العدالة وسيادة القانون والأمن، مما يترك المجال مفتوحاً أمام المتطرفين لممارسة كافة أنواع الاضطهاد ضد الأقليات.
وقال: إن خطاب الكراهية ضد المسيحيين الذى يبثّه الزعماء الدينيون وتنشره وسائل الإعلام الحكومية، يعرض سلامة المسيحيين للخطر ويخلق موجة من التعصب فى المجتمعات.
ولفت إلى أنه «فى بعض الحالات، تشارك الدولة والجماعات المتطرفة والأُسر والمجتمعات جماعياً فى الاضطهاد والتمييز، فى دول مثل إيران وقطر.
وتكمن أهمية هذا التقرير فى تزامنه مع فترة يشهد فيها العالم تداعيات التعصب الدينى واستهداف طوائف معينة إثر الهجمات على الكنائس فى سريلانكا وكينيا والهجوم على مسجدين فى نيوزيلندا.
ويُظهر التقرير أن المسيحيين كانوا يشكلون 20% من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ قرن. لكن ومنذ ذلك الحين هبطت هذه النسبة إلى أقل من 4 بالمائة، أو نحو 15 مليون شخص.
ويقول إنه فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «أدى الاضطهاد الذى يتراوح بين التمييز الروتينى فى التعليم والتوظيف والحياة الاجتماعية وبين الهجمات الهادفة إلى إبادة المجتمعات المسيحية إلى هجرة عدد هائل من المسيحيين من هذه المنطقة منذ بداية القرن».
وتتمثل نية الجماعات فى محو كل الأدلة التى تشير إلى الوجود المسيحي. و بدا ذلك واضحاً عندما أُزيلت علامات الصليب، ودُمرت مبانى الكنائس وغيرها من رموز الديانة.