الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العقاد.. عزمى.. روزاليوسف ابتداء من الغد.. والأيام التالية

العقاد.. عزمى.. روزاليوسف ابتداء من الغد.. والأيام التالية
العقاد.. عزمى.. روزاليوسف ابتداء من الغد.. والأيام التالية




كان سعد رحمه الله لا يصطفى لمجلسه ولحديثه الخاص إلا القليلين ممن يأنس فيهم الاخلاص ويستروح بالسمر معهم ويجد فى حديثهم ما يعينه، وما كان سعد ليعنى إلا بالعظيم الجلل، وكان من هذا القليل العقاد وسعد هو الذى سمى الأستاذ العقاد بالجبار، ومن رأى العقاد فهو يلمس سر هذه التسمية فى القامة المديدة الجبارة، والعقاد بين الرجال من ناطحات السحب، ومن قرأ العقاد فهو يلمس سر هذه التسمية فى الأسلوب الجبار والآراء الجبارة والعقاد بين الكتاب عملاق جبار بأسلوبه وآرائه، جبار بصراحه وبإخلاصه لمبدئه وعقيدته حتى فى سمره وحديثه الخاص يأبى إلا أن يكون هو العقاد الجبار وتراه فى الصدر وحوله الخاصة من الصحب والإخوان فلا تخطئه وأن كنت لم تعرفه قبلها.
والأستاذ العقاد من الكتاب القليلين الذين لم يحيدوا عن مبدئهم فى يوم من الأيام ولا فى ظرف من الظروف، ومن القليلين الذين لم تنغمس أقلامهم فى كلمة هجوم أو عبارة عداء لسعد ولزعماء الأمة ولوفدها المخلص الأمين، فهو من هذه النخبة الطيبة المباركة التى ظلت فى الصف تجاهد مع المجاهدين، وتتقدم فى الطليعة مع المحاربين الذائدين عن حق الوطن وعن قضة البلاد، من القلائل الذين لم ترغبهم أمام الرغائب وتلقى نصيبه الطيب المبارك من السهام والحراب فظل هو هو لا يتغير ولا يحيد عن موقفه الشريف.
تراه إذا هم بالكتابة وتفرغ لها قد عقد ما بين حاجبيه وظهرت على وجهه دلائل التفكير العميق واستغرق فى عمله بكل جوارحه وحواسه وقد خلق لنفسه الجو الذى يلائم هدوءه وطبعه من السكينة والصفاء ولذلك قلما يكتب إلا فى مكتبه الخاص بالمنزل حيث تتوافر له كل أسباب الراحة وكل مهيئات العمل.
له فى مصر والشرق أجمع منزلة فى السياسة والأدب لم تتوفر لكاتب ولم تجتمع لأديب وله مدرسته الأدبية التى تضم العشرات والمئات من أنصار أدب العقاد وأسلوب العقاد وتفكير العقاد، وقد بوأه أدبه وأسلوبه وتفكيره منزلة الزعامة فى التجديد فالعقاد زعيم المجددين وأمام الكاتبين وأمير الشعراء دون منازع أو منافس.
ومن الغد يحظى قراء «روزاليوسف اليومية» بنفثات يراعه الجبار فى السياسة وفى الأدب على السواء وما الغد ببعيد.
أما الأستاذ محمود عزمى فهو الصحفى الذى تدين له الصحافة المصرية بكثير من التحسين والابتكار الذى طرأ عليها فى السنوات الأخيرة، وإليه يرجع الفضل الأول فى إعطاء عنصر الريبورتاج - الاخبار - ما يستحق من الأهمية فإلى سنوات لم يكن للمخبر الصحفى هذه الأهمية التى له اليوم فى عالم الصحافة المصرية، وكانت أخبار الصحف اليومية تقتصر فى أغلبها على أخبار الدواوين وتنقلات كبار الموظفين والأعيان وفلان سافر بقطار الساعة كذا، وعلان عاد بقطار الساعة كذا.
مع السلامة يا من سار مرتحلا عنا وأهلا وسهلا بالذى قدما.
فجاء الأستاذ عزمى وقلب هذه الأوضاع رأسا على عقب، وبعد أن كانت للمقالات وللمطولات المقام الأول وللأخبار المقام الأخير، هذا إذا كان لهلا أى مقام بالمرة، جعل من الصحيفة ما يجب أن تكون، لأخبارها مكان الصدارة أسوة بصحف الغرب وجرائد العالم المتمدين.
والأستاذ عزمى من خريجى مد رسة الحقوق المصرية وقد تخصص بعد ذلك فى العلوم الاقتصادية والسياسية ودرسها فى أكبر جامعات باريس، اختير مدرسا فى مدرسة التجارة العليا ثم تركها إلى ميدان العمل الحر واختار الصحافة مهنة له فما لبث أن ظهرت كفاءته ومواهبه وبرز فى الصفوف الأولى فى طليعة الصحفيين المصريين الاكفاء له ذلك الأسلوب الصحفى السلس الذى يعد نموذجا فى بابه للكتابة الصحفية، ذلك الأسلوب المريح الذى يعب فى القارئ ولا يشبع، والذى يمضى به فى طريق سهل واضح معبد إلى الغرض المقصود دون أن يكده أو يكلفه جهدا.
وهو سريع فى كتابته إلى درجة كبيرة وقد يكتب فى الجلسة الواحدة عدة مقالات مختلفة المواضيع، متباينة النواحى فيجئ لكها وافيا فى غرضة تاما فى ناحيته، مستكملا لكل نقطة وكأنما تفرغ لدراسة كل منها واعداده ساعات بل أياما، مع أنه كتبها فى فترة صغيرة بين مشاغله الجملة من استقبال الزائرين ومحادثة التليفون، والاشراف على عمله الواسع النطاق المتعدد الجوانب.
وبالاختصار تستطيع أن تقول إن عزمى صحفى من قمة الرأس إلى أخمص القدم، أو فى تعبير آخر، صحفى 100٪ ولا يوجد من هذه «العينة» فى مصر إلا واحد.. هو الأستاذ عزمى بقيت السيدة روزاليوسف التى لم يكفها أن تطالع الناس وجمهور القراء كل أسبوع وأبت إلا أن تكون لها فى كل يوم جولة وفى كل صباح صحية واللهم حوالينا ولا علينا.
وروز اليوسف التى عرفها الشعب طوال عشر سنوات لاتخرج من باب النيابة الا لتدخل من النافذة ولايتركها طاغية الاليرميها القدر بمن هو اشد عتوا وطغيانا هذه السيدة التى صودر لها من أعداد مجلتها عشرات الألوف وأغلقت جريدتها عشرات المراتب ومع ذلك ها هى اليوم أثبت منها بالأمس وستكون فى الغد أكثر كفاحا ونضالا وأثبت منها اليوم.
والسيدة روزاليوسف حركة دائمة ونشاط لا يكل ولا يمهد، تراها فى ادارتها كالمكوك.. هنا، هناك، فى غرف التحرير فى قسم الإدارة، فى قلم الإعلانات، فى حجرة التصوير، عند التليفون، فى مكتبها الخاص بالاختصار كأنها عشرة روزاليوسف فى بعضهم.
وهذا النشاط لا يتعبها ولكن يتعبنا نحن،، ولا حيلة لنا فيه ولا مرد لأمر الله، وقد حاولنا فى مناسبات كثيرة أن نقنعها أن صحتها بالدنيا وخير لها أن تقوم برحلة إلى القطب الشمالى بضعة أيام فى هذا الشتاء، ولكنها رفضت بأباء وشمم وأصرت على أن تظل هنا.
هنا فى الإدارة ولا حول ولا قوة إلا باله.
وغدا.. غدا فى الصباح الباكر سوف يستيقظ الناس على هتاف الباعة روزاليوسف روزاليوسف اليومية يا جدع، ويسرعون إلى تلبية النداء، وتنضم إلى قائمة التضحيات هذه التضحية الجديدة فى سبيل الوطن والمبدأ فى شخص زميلتنا الجديدة وشقيقتنا العزيزة.
روزاليوسف اليومية