الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البصيرة

البصيرة
البصيرة




نواصل طوال  أيام الشهر الفضيل عرض  إحدى الطرق التى تصل بنا إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن أن يستغنى  عنها فى سيره إلى الله. لا شك أن السير إلى الله تعالى لابد أن يكون على بصيرة وبصر فالبصيرة هى العمق والبصر هو الأساس، ولذلك أكد العلماء أن علم اليقين وهو البصر قبل عين اليقين وهى البصيرة فهى درجات من المعرفة فلابد من العلم الظاهرى ثم تصاحبه البصيرة.
والسير إلى الله تعالى يكون بالبصيرة لأنه سير بالقلوب لا بالأقدام لأنه جل وعلا ليس فى مكان لأنه لا يحده حد وعندما  نقول نسير إلى الله فهو سير معنوى داخل النفس البشرية نقطع فيها الحجب التى تعيقنا عن الله وهى حجب الطمع والرياء وحجب الغفلة، وهى حجب نقطعها داخل النفوس.
 ولو علم كل انسان أن كل له رزقه وقدره ونصيبه فلا يملأ قلبه أى حقد أو بغض، ولن يرتكب الحرام من أجل الرزق، وحقائق الأشياء نصلها بالبصيرة، فكل ما غاب عن الظاهر نعرفه بالبصيرة، والقلب يسمع وسماع القلب هو الإلهام، والقلب يشهد وشهادة القلب هى البصيرة، فعلى الإنسان ان ينصت بسمع قلبه إلى الله، وعلى الإنسان ان يكون متيقظا إلى نيته وأنها من الله قبل أن تتحول إلى فكرة ، فإن كانت من الشيطان من النفس أو الشيطان فيلغيها.
أما الكافر فهو أعمى البصر والبصيرة فلم ير قدرة الله فى الخلق وفى الإبداع فى الكون ولم ير صفات الله وأسماءه التى تتجلى فى كل شىء، والبصيرة التى تناديه من يوم إن كنا فى ظهور آبائنا، فكل إنسان تجلى الله عليه  فى ظهور الآباء وقال عز وجل: «ألست بربكم قالوا بلى»، فالكافر هناك يحارب نفسه، فهذا شرعا يمكن أن تقول إن هذا عمى بصره وبصيرته عن الحقيقة.