الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العلماء: الدعاء أفضل العبادات طوال العام ورمضان شهر الإجابة

العلماء: الدعاء أفضل العبادات طوال العام ورمضان شهر الإجابة
العلماء: الدعاء أفضل العبادات طوال العام ورمضان شهر الإجابة




على الرغم من تسارع الناس للعبادة فى شهر رمضان إلا أن الكثيرين قد يهملون أهم عبادة وهى الدعاء.. حيث أكد علماء الأزهر أن الدعاء أفضل العبادات على الإطلاق طوال العام، وأن شهر رمضان يفضل فيه كثرة الدعاء وقيام الليل لما لهما من فضل عظيم فى هذا الشهر الكريم.
فمن جانبه أكد جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية أن الدعاء من أفضل العبادات التى يقوم بها الإنسان، فهو قمة الإيمان، وسرّ المناجاة بين العبد وربه، وهو السلاح الذى يملكه المؤمن فى كل وقت؛ به يستطيع أن يستخدمه فى كل لحظة، وهو من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.


وأضاف أنه لما كان للدعاء هذه المكانة العظيمة جاءت النصوصُ الكثيرةُ فى كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) المبيِّنةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه، من أجل ذلك جاءت آية الدعاء فى سياق آيات الصيام، لتدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء، فقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
كما أشار إلى أن الدعاء جاء – أيضا- بين آيات مناسك الحج، فقال تعالى: «فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب»، وكما جاءت آيات الدعاء فى خواتيم سورة البقرة، كل ذلك لربط إجابة الدعاء بالطاعة.
فيما أوضح الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الفهم لآيات القرآن الكريم مختلف مشاربه، مبينا أن حذف كلمة (قل) من آية الدعاء إشعار بقربه تعالى من عباده، وحضوره مع كل سائل بحيث لا تتوقف إجابته على وجود واسطة بينه وبين السائلين من ذوى الحاجات، مشيرًا إلى أن العمل الصالح هو الرافع للدعاء، قال الله تعالى : «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه»، ولهذا دعا الخليل إبراهيم (عليه السلام) عقب رفع القواعد، فقال تعالى: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، وقد ملئت آيات القرآن بذلك، فالعمل الصالح أساس استجابة الدعاء.
كما أوضح أن آية الدعاء فيها من المعانى التى لا تعد ولا تحصى، منها استخدام أدوات الشرط، لتحقق إجابة الدعاء، وأن الدعاء مرتبط بالتقوى، لذلك جاءت إجابة دعوات الأنبياء عقب بيان عملهم الصالح، قال الله تعالى: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ»، ثم أكد فضيلته أن أرجى آية فى القرآن الكريم قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
أضاف أن الله جعل الدعاء أساس العبادات جميعها فحتى فى الحج يجمع الحاج بين صلاتى الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء ليتفرغ لدعاء الله تعالى فى أفضل زمان ومكان.
وحول فضل قيام الليل فى رمضان أكدت  دار الإفتاء المصرية فى فتوى لها أن قيام الليل فى رمضان له فضلٌ عظيم، وهو سنةٌ رَغَّب فيها النبى صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، حيث سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيام رمضان ورغَّب فيه؛ فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التى اختص بها شهر رمضان، ومعنى قيام رمضان إيمانًا: أى تصديقًا بما وعد اللَّهُ الصائمَ من الأجر، واحتسابًا: أى محتسبًا ومدخرًا أجره عند الله تعالى لا عند غيره، وذلك بإخلاص العمل لله.
ولفتت دار الافتاء إلى أنه يُندب ختم القرآن كاملًا فى صلاة التراويح؛ يُوزَّعُ جزءٌ منه كلَّ ليلة، ويُطلَبُ من الإمام تخفيف الصلاة على المأمومين؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ»، وليس معنى التخفيف ما يفعله بعض الأئمة من الإسراع فى صلاة التراويح إلى الحد الذى لا يتمكن معه المأموم من إتمام الركوع والسجود والطمأنينة التى هى فرض تبطل الصلاة بدونه، بل التخفيف هو عدم التطويل مع إحكام القراءة وإتمام الأركان، والطمأنينة واحدة من هذه الأركان.