الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المثقفون فى رمضان

المثقفون  فى رمضان
المثقفون فى رمضان




يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، «روزاليوسف» تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات حول طقوسهم في رمضان وكيف ينعكس الشهر الكريم على إبداعهم.

 

الكاتب شريف صالح: ذكريات الحنين إلى الماضى

 

 كتب: إسلام أنور

يقول الكاتب شريف صالح: طقوس رمضان تتعلق بالنوستالجيا غالبًا، بمعنى أنها لم تعد قائمة فى الواقع، بل فى الذاكرة والمخيلة حيث رحلة الطفولة وسرادقات بيع الكنافة والقطايف، وزفة الأبقار والجواميس التى ستذبح مع اقتراب العيد.
كان رمضان يتخد فى طفولتنا شكلًا كرنفاليًا لمدة ثلاثين يومًا، ثمة جزء من الكرنفالية مستمد من تغيرات الواقع.. فالألعاب نمارسها فى الحارة ـ نحن الصغار ـ من قبل الإفطار وحتى السحور، حيث تُتاح لنا فرص أكبر للسهر، وللعب، غالبًا كرة القدم قبل الإفطار، والألعاب الحركية الأخرى بعده، كذلك الذهاب إلى التراويح، وتبادل الولائم العائلية.
الجزء الآخر للكرنفالية كان مستمدًا من التلفزيون ـ سيد الترفيه فى تلك الحقبة ـ حيث مسلسلات أسامة أنور عكاشة، وخواطر الشيخ الشعرواى التى تسبق التلاوة التليفزيونية وترقب فوايز نيللي، والبرامج الخفيفة التى تستضيف النجوم مثل «يا رمسيس يا».. آنذاك كانت البرامج الرتيبة تتلون وتتبدل بأخرى مختلفة ومبهجة.
الشق الآخر يتعلق بـ «رمضان» الذى يمر بى الآن، فى سن أقرب إلى الكهولة، مضافًا إليه الاغتراب. فى الواقع ـ وبحكم الاغتراب ـ لم تعد هناك ولائم عائلية، ولا توجد أسباب البهجة ذاتها التى عشتها فى طفولتي. ربما أحاول مع أولادى ـ كأسرة مصرية تعيش فى الخليج ـ الحفاظ على بعض الطقوس.
وإن كنتُ انقطعت كليًا عن مشاهدة التليفزيون منذ سنوات، وبات سيد الترفيه بالنسبة لى هو «اليوتيوب» أو «التاب». ولا مجال لأية ألعاب باستثناء التمشية قبل الإفطار أحيانًا. أصبح شهرًا عاديًا، كثيرًا ما أستفيد منه فى مراجعة بروفات كتبى الجديدة، وقضاء وقت أطول فى القراءة، وبعض الاستجمام الروحى بعيدًا عن الحالة الطقوسية المبالغ فيها، وكذلك حالة الشره للطعام وتكديسه، فتناولى للوجبات يستمر على الوتيرة ذاتها.

 

الشاعر كريم ماهر: ترتيبات مبهجة لكن مجهدة

 

 يقول الشاعر كريم ماهر: رمضان شهر مختلف مع كل الناس مش بس الشعراء والفنانين والمبدعين بشكل عام لإنه ببساطة اليوم كله بيتغير سواء على مستوى مواعيد الأكل أو على مستوى مواعيد العمل أو المقابلات وتقريبًا أغلبنا بيتحول إلى كائنات ليلية وبنقسم حياتنا نصين، ما قبل الفطار  «حمادة» وما بعد الفطار «حمادة تانى خالص» والترتيبات على قد ما بتكون مبهجة على  قد ما بتكون مجهدة لكن ما فيش حلاوة من غير نار هو ده رمضان وهو ده جماله.
أما بخصوص الكتابة فأنا متعود أكتب من بعد الفجر، طبعًا المسألة مش بالترتيب الدقيق ده، بس أنا باكون فى حالة أفضل فى الساعات الأولى من النهار، الذهن بيكون صافى والجو بيكون فى أجمل حالاته، ورمضان بيكون معايا مناسب فى مسألة الكتابة أو حتى التحضير لمشروع أو حتى إعادة قراءة وتقييم شغل بدأت فيه.
وبحكم إنى مسئول ثقافى فى أحد الأماكن الثقافية ففى جانب من الفعاليات الثقافية الخاصة برمضان اللى بشارك فى تنظمها ومتابعتها وطبعًا الاستمتاع بيها أثناء تنفيذها، وطبعًا باكون حريص إن أحضر بعض الفاعليات الثقافية اللى بتحصل فى شارع المعز أو القلعة لإن أغلبها بيكون إبداعات من التراث الشعبى وده بيحقق متعة وكمان مفيد ليّ كشاعر عامية، بالإضافة إنى باكون حريص إنى أتابع خريطة الدراما فى مصر وأحاول أشوف المميز منها، أما بخصوص القراءة لاحظت إنى باحب أقرا قصائد من عيون الشعر العربى لأزمان ومدارس مختلفة وسير شعبية وألف ليلة وليلة يمكن بحكم أجواء الشهر.
ولو اتكلمنا عن روح رمضان للأسف احنا عندنا عقدة الحنين للماضى فدايمًا شايفين إن رمضان زمان كان أجمل، رغم إننا لو لاحظنا هنلاقى إن العادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان زى ما هى لسه بنتجمع على سوا فى رمضان  ولسه الأولاد فى الأماكن الشعبية بيزينوا الشوارع بزينة رمضان ولسه الفوانيس حاضرة معانا والفانوس المصرى رجع تانى بعد ما كان الصينى مغرق الأسواق ولسه الزحمة هى هى ولسه بنستنى أدان رفعت وسحور مكاوى وخواطر الشعراوى ولسه عندنا شغف نتابع الدراما فى رمضان ولو فى حاجة اتغيرت فى رمضان يبقى احنا كبرنا أكتر وبقى عندنا حنين لكل تفاصيل زمان.