الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محاسبة النفس

محاسبة النفس
محاسبة النفس




المحاسبة مدركة ضمن التوبة وهى مقام مستقل فإذا ما عقد الإنسان العزم على التوبة فيبدأ فى محاسبة نفسه، والمحاسبة يجب أن تكون عن كل شيء حتى فى الطعام، وعليه فهى تهيئة الوازع الدينى فى النفس وتهيئتها على اللوم الباطنى، وبالتالى تصبح النفس لوامة.. فعلى الإنسان أن يزن أعماله قبل أن توزن عند الله، ووزن الأعمال تكون بمشاهدة اليقين وهو عمل قلبى بمعرفة الإنسان أنه راجع لربه، وأن يتزين للعرض الكبر بمخافة الملك الأكبر، فالمحاسبة تكون بالورع والخواطر، وعلى الإنسان أن يعاتب خاطره هل كان من الله أم من الشيطان فإن كان موافقًا لشرع الله تعالى فليمض الإنسان فيه، أما  إن كان مخالفًا للحق والسنة والشريعة فلا يصغ الإنسان له.
إن تفعيل النفس اللوامة هى السبيل للوصول إلى النفس المطمئنة، فالاطمئنان يعنى مشاهدة اليقين وهى درجة أرفع وأرقى، فعندما يتعود الإنسان على الخوف من الله تعالى ينتقل إلى ماحسبة النفس، ويجاهد الإنسان فى محاسبة نفسه إلى أن تصبح المحاسبة فطرة للإنسان بدون عناء، وهنا يصل للمراقبة ومتحقق بإن الله يراك، فإذا استقرت المراقبة يصل الإنسان للمشاهدة.
والإنسان إما فى طاعة وإما  فى معصية وإما فى نعمة وإما فى بلاء ولكل حقه ففى النعمة يجب أن يشكر الإنسان وفى البلاء يجب أن يصبر الإنسان، وفى المعصية فعليه الاستغفار وعدم القنوط من رحمة الله، وفى الطاعة الحرص على الاستمرار والشكر عليها.
والفرق بين المحاسبة والمراقبة أكثر من خمسين مقام، والمحاسبة دوام النظر للنفس أمام المراقبة هى دوام النظر لله فى العبادات والمعاملات.