الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الليلة الكبيرة.. عـرائس عابـرة للزمـن!

الليلة الكبيرة.. عـرائس عابـرة للزمـن!
الليلة الكبيرة.. عـرائس عابـرة للزمـن!




رحل صناعها وبقيت حية لا تموت مجموعة من الأخشاب والتشكيلات المتحركة استطاعت أن تحيا فى وجدان المصريين وتحيى فيهم عشق المسرح ومتابعته؛ عمل مسرحى دائم ما دامت السموات والأرض لم يمر عليه جيل منذ عام 1959 وحتى اليوم إلا وارتبط به وعشق حضوره وسماعه مرارا وتكرارا كبارا كانوا أو صغارا هكذا أصبحت عرائس اوبريت «الليلة الكبير» عابرة للزمن لا يوقفها تطور تكنولوجى أو وسائل تواصل اجتماعى أو أعمال درامية عن استمرار التألق والوهج تخطت كل هذا بعرائسها التى صممها ناجى شاكر..

 

 وأغانيها التى كتبها صلاح جاهين ولحنها سيد مكاوى وأخرجها صلاح السقا مجموعة من الأقطاب والأعلام الفنية اشتركوا فى صناعة هذه الأيقونة الخالدة التى تفوقت وتفردت بعناصر الجذب فى جودة الشكل والمضمون.
لم تتوقف «الليلة الكبيرة» عن جذب الجماهير لمشاهدتها فى المسرح أو خارجه ففى برنامج خيمة «هل هلالك» التى ينظمها قطاع الإنتاج الثقافى احتفالا بالشهر الكريم عاما بعد عام، يترك الأهالى واطفالهم كل شيء ويهجرون المنازل لمتعة مشاهدة وحضور الأوبريت الأشهر حيث أشار أحد محركى العرائس أن هذه السنة الرابعة على التوالى التى يرى فيها الجمهور ساعيا للبحث وحجز المقاعد بعد موعد الإفطار مباشرة كى يتمكنوا من الجلوس مبكرا، تقدم «الليلة الكبيرة» بمسرح مفتوح فى ساحة الهناجر بالأوبرا.
للراقصة التى صممها الراحل ناجى شاكر وهج خاص وكاريزما مختلفة عن باقى عرائس العرض وصرح صانعها من قبل أنها كانت من اعقد وأصعب العرائس فى التصميم واحتاجت منه مجهودا مضاعف حتى أنه قام بفكها وإعادة تركيبها أكثر من مرة كى تكون لديها دقة فى الحركة وليونة فى الأداء لكن برغم ذلك إلا أن محركى عرائس العرض يرون أنها أحب العرائس إلى قلوبهم؛ عماد ابو سريع أحد أقدم العاملين فى هذا الأوبريت يرى أن الراقصة العروسة الأمتع والأجمل لأن تحريكها يتطلب خيالا وابداعا وفى الجيل القديم كان يحركها شخصان فهناك من يمسك اليدين فقط؛ وآخر مهتم بتحريك الجسد بجانب وجود عرائس أخرى مركبة وصعبة مثل الحصان الذى يجلس عليه رجل يحمل طفلا صغيرا صعبا جدا فى التحريك وكذلك العمدة به وزن ثقيل.
يعمل أبو سريع فى فن التحريك منذ عام 1977 وكذلك فى أوبريت «الليلة الكبيرة» يقول إنه يحرك عرائسها منذ 41 عاما فهو الأقدم بين الموجودين ويؤكد أن بداية الأوبريت الحقيقية كانت عام 1959 للإذاعة ثم تم تصنيع عرائس على الأغانى عام 61 كانت فى البداية 13 دقيقة ثم تم مدها لتصبح 30 دقيقة،  بدأ ينشأ فن العرائس فى مصر وانقسمت الفرقة إلى قسمين قسم القفاز وفرقة الماريونت الماريونت يعتبر الأحرف والأقوى بينما فى رأى القفاز يحتاج إلى مهارات أعلى لأنه يرتبط بدرجة حساسية المحرك ومدى إمكانية إجادته لضبط النفس اثناء تحريك العروسة.
ويضيف: فى البداية كان يحرك العرائس ثمانية اشخاص ثم جاء بعدهم ثمانية آخرين لكن بالطبع المهارات فى التحريك تقل من جيل إلى جيل للأسف فى البداية كانوا مبهرين فى فنون التحريك لكن حاليا ليس بيننا شخص ماهر إلى هذا الحد بسبب عدم الأمانة فى نقل الخبرات وهذه حقيقة هناك «عنجهية» صلاح السقا رحمه الله كان يقول دائما أن فن تحريك الماريونت مثل الماراثون ليس له نهاية لأنه سباق طويل لا يتوقف عند حد فدائما هناك من يجرى بجانبى ليسبقنى فهى ابعد ما يكون عن خيال اى شخص لكن مع الأسف لسنا امناء فى نقل خبراتنا للجيل الحالى بجانب بيروقراطية العمل فى القطاع الحكومى يعطل كل شيء، لكن فى كل الأحوال عرائس «الليلة الكبيرة» «فيها بركة ربنا» هذه حقيقة لأن صلاح جاهين وسيد مكاوى وصلاح السقا هذا الثلاثى المرعب قدم أعمالا عديدة باعتبارهم من أهم وألمع الأسماء وقتها لكننا قد لا نسمع عن هذه العروض مثل «الشاطر حسن» و«ست الحسن».
بينما «الليلة الكبيرة» نجح كعمل إذاعى ثم توهج النجاح بعد عمل الأوبريت لأنها صورة غنائية شعبية شكل أحد اشكال المولد مرتبطة بوجدان الناس كما أن الأطفال لا يحبون الحوار بل يطربهم الغناء أكثر.