الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تدخل العصر الذهبى للغاز

مصر تدخل العصر الذهبى للغاز
مصر تدخل العصر الذهبى للغاز




تسعى مصر للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز الطبيعى والبترول وقطعت الحكومة شوطا كبيرا فى طريقها نحو تحقيق هذا الهدف عبر عدد من الإجراءات التى نفذتها خلال العامين الماضيين.
وترى الشركات العالمية إن مميزات مصر كمركز للطاقة تشمل البنية التحتية المطورة جيدا والخبرات فى القطاع وقوة الطلب المحلى وموقع البلاد الاستراتيجى بين أوروبا وآسيا، والذى يسمح لها بتصدير الغاز غربا وشرقا اعتمادا على الأسواق.

واستطاعت مصر الاستفادة من محطات التسييل التى لم تستغل لفترة طويلة بالقدر الكافى والتى تحول الغاز إلى غاز مسال لتصدير الغاز لأنحاء البحر المتوسط إلى جانب غاز جيرانها، بما فى ذلك إسرائيل التى قالت إنها ستضخ الغاز إلى مصر فى وقت لاحق من العام الجارى.
وتستهدف وزارة البترول والثروة المعدنية  تنمية 11 مشروعا لاستخراج الغاز بالقطاعات المختلفة حتى عام 2023 باستثمارات 18 مليار دولار لزيادة الانتاج وان هذه المشروعات المخطط تنفيذها ستوفر 2 مليار قدم متر معكب يوميا.
وتستعد مصر لتصدير 13 شحنة غاز طبيعى مسال من مصنع إدكو خلال يونيو ويوليو القادمين ووصل انتاج مصر من الغاز يوميا الى 6.8 مليار قدم ومن المتوقع ان يصل الى 7 مليارات قدم بنهاية عام 2019.
وسيرتفع معدلات استهلاك اليومى من الغاز الى 9 مليارات قدم وفقا لخطة التنمية الصناعية والتوسع فى انشاء محطات الطاقة الكهربائية بنهاية 2020
وزيادة إنتاج الغاز والبترول يتيح لمصر الاكتفاء الذاتى منهما، وعمل قيمة مضافة سواء من خلال التكرير أو المشروعات البتروكيماوية، وفى نفس الوقت تصدير هذه المنتجات للخارج وزيادة تدفقات العملات الأجنبية وزيادة نمو الاقتصاد، وأيضا التحول لمركز كبير لتداول هذه المنتجات.
 وفى تصريحات سابقة لمسئولين بقطاع البترول اكدوا ان الاكتشافات الجديدة استطاعت اضافة 36.5 تريليون قدم  عاز لحجم الاحتياطى لمصر  خلال الأربع سنوات الماضية من خلال حقل ظهر واتول وشمال الاسكندرية ونورس.
بينما قال تقرير البريطانى أن إينى ستقوم بزيادة الإنتاج فى حقل غاز ظهر إلى 3.2 مليار قدم مربع اليوم بنهاية عام 2019، بزيادة 0.5 مليار قدم مكعب يوم عن قمة الإنتاج التى تم التخطيط لها فى الأصل، ليحقق بذلك المشروع نتائج إيجابية للغاية.
فى غضون ذلك ستقوم شركة «بريتش بتروليوم» BP البريطانية أيضا بتوسيع عملياتها فى مصر، حيث تعهدت بإنفاق 1.8 مليار دولار أخرى فى عام 2019 لتسريع إنتاج الغاز، وسيضيف حقل غازRaven، فى امتياز غرب دلتا النيل، 350 مليون قدم مكعب إلى شبكة الغاز المصرى.
وأوضح التقرير أن مصر ستطلق جولات ترخيص خارجية جديدة فى البحر الأحمر وفى الجزء الغربى من منطقتها الاقتصادية الخالصة (EEZ) فى البحر المتوسط، وكلاهما يأتى بتوقعات كبيرة.
ويرى الخبراء أن دخول شركات بترول عالمية  للاستثمار فى مصر هو مؤشر على أن مصر قد تكون على موعد مع المزيد من اكتشافات البترول والغاز وزيادة إنتاجها منهما مما ينعكس على الاقتصاد بشكل عام، كما فازت شركة رويال داتش شل بخمسة مناطق دفعة واحدة، كما فازت شركات إينى الإيطالية، وبى بى البريطانية، وديا الألمانية ببعض هذه المناطق هذه الشركات عندما تستثمر فى بلد معينة، فهذا أمر يؤكد ثقتها فى مناخ الاستثمار بهذا البلد، كما أنه يشير إلى أنها تعتقد أنه لا يزال هناك مجال للاستكشاف فى تلك البلد والثروة البترولية بها. فهى تتوقع أن تستثمر وتنفق أموالا لتحقق عائدا فى المقابل بنهاية المطاف، إلى أن التنقيب والاستكشاف فى مناطق الامتياز البحرية يحتاج إلى تكلفة استثمارية عالية ويحمل مخاطرة كبيرة أيضا، وهو ما يتوافر لدى الشركات العالمية التى تملك تكنولوجيا متقدمة وملاءة مالية تسمح لها بالاستثمار فى هذا المجال، ويعتبر فوز إكسون موبيل بإحدى مناطق الاستكشاف من أهم النتائج التى تحققت فى المزايدتين الأخيرتين إن إكسون موبيل تتبادل دور أكبر شركة فى العالم فى هذا المجال مع شركة شل، وبالتالى دخول شركة بهذا الحجم إلى مصر سيدفع المزيد من الشركات إلى محاولة التواجد فى المزايدات المقبلة، ويشجع على المزيد من اكتشافات الغاز والزيت الخام أن فوز شركة شل بخمس مناطق للاستكشاف، وفوز شركة إينى بمنطقتين يعتبر امتدادا للتعاون بينهما وبين قطاع البترول المصرى الذى يعود إلى سنوات طويلة، والثقة المتبادلة، ومؤشرا على أن مصر لا تزال واعدة فى مجال الاستكشاف والإنتاج.