محمد محسن صلاح رجل الأرقام القياسية
روزاليوسف اليومية
المصريون أساس حضارتهم هو البناء، بنوا المعابد العظيمة، بنوا الأهرامات، صنعوا المعجرات التى وقف أمامها علماء العالم فى ذهول، وتساءلوا كيف قام هذا الشعب ببناء قواعد المجد، فكل يوم يمر يضيفون إعجازًا جديدًا إلى المعجزات التى حققوها، وكما قام المهندس المصرى القديم أمنحتب حامو بترك بصمات مهمة على وجه الأقصر، أبرز حواضر الدولة المصرية القديمة، هناك اليوم من يتركون بصمات واضحة فى تاريخ مصر الحديث، فسلسال الإبداع لم ينته.. فدائما هناك رجال تقسم على ألا يتركوا خلفهم إرثا خاويا من الإنجازات لأبنائهم وأحفادهم.. يثابرون ويحققون ما التزموا به أمام أنفسهم وشعبهم.
■ ■
بعمل شاق دءوب سطر المصريون ملحمة جديدة، حققوا إنجازا غير مسبوق عالميا بأياد مصرية كاملة فوق نهر النيل، فلم يدخل محور روض الفرج وكوبرى تحيا مصر موسوعة جينيس من فراغ، بل جاء نتيجة عزم كتيبة عمل شاقة مخلصة متفانية فى عملها على رأسها رجل لا يعرف الكلل ولا الملل يوصل الليل بالنهار لتحقيق إنجازات غير مسبوقة فى أقل الفترات الزمنية الممكنة هو المهندس محمد محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب.
■ ■
على رأس الشركة التى تضم 77 ألف مهندس وعامل واستشارى فى التخصصات الإنشائية كافة، يقف المهندس محمد محسن صلاح متابعا.. راصدا .. محللا.. موجها.. رجاله المبدعين الذين يعملون ليس فقط داخل الأراضى المصرية، بل خارج القطر المصري، فقد شارك ورجاله فى العديد من المشروعات القومية والتنموية الكبرى وعلى رأسها (محور تحيا مصر، الخط الثالث لمترو الأنفاق المرحلة الرابعة، مدينة العلمين الجديدة، مبنى البرلمان ووزارة المالية ومسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، منتجع الجلالة السياحى بمشاركة الهيئة الهندسية، الطريق الدولى الساحلى، سجل شرف حافل وطويل سطرته هذه الشركة الوطنية.
■ ■
هو رجل المستحيل، بل لا نكون مبالغين إن قلنا إن المستحيل لا يعرف إليه سبيلا، فتحت إدارته الشركة تحقق ما كان يأخذ عقودا من الزمان فى التنفيذ إلى أقل من 5 سنوات مع فتح أسواق جديدة لها فى العالم، وتحفيز أبنائها على خلق مجالات عمل جديدة وزيادة قدرة الشركة التنافسية مع الشركات العالمية الكبرى فى القارة السمراء والمنطقة العربية.
هو نموذج للدقة فى التوقيتات والالتزام والكفاءة فى العمل، بل قدوة فى العطاء بمساهمته وإشرافه على بناء جيل من شباب المهندسين القادرين على الابتكار بأفكار غير تقليدية تفتح أمام مصر رؤية جديدة لتنفيذ مشروعات تساهم فى نقلة نوعية لعلم الإنشاءات المدنية.
يعمل تحت شعار «تحيا مصر»، مؤمنا أنه الأفضل فى التحفيز لكل من يريد البناء والتنمية.. يدرك بحسه الوطنى وانتمائه المصرى أنه ليس هناك أغلى ولا أفضل من مصر أم الدنيا أن يمنحها الإنسان وقته وعلمه وجهده.
يتخذ من مستويات الجودة العالمية طريقا له فى مسارات الأعمال التى ينفذها رجاله، يعلم أن ما تشيده معداته وتحفره سواعد المهندسين والعمال فى شركته على جدران صممت ورفعت أعمدتها بجهد وخبرات سنوات، لا يتم إلا باختبارات قاسية كى لا يترك للزمن أية فرصة للتقليل من شأن تلك الأعمال، وكى يطمئن الأجيال القادمة بأن هناك فى مصر من ساروا على درب أجدادهم وصنعوا وشيدوا ما يستحق أن يروى ويحكى فى سجلات المبدعين والمبتكرين والإنشائيين.
■ ■
اجتهد وأخلص فى عمله واقترب من عماله ومهندسيه وأشرف وتابع وراقب وأودع ثقته وخبراته فى أيدى أجيال من الشباب كانت عند حسن ظنه، فاستحق أن يفتخر أمام العالم كله بأن ما نفذته مصر فى السابق خلال 17 سنة، نفذته سواعد المصريين خالصة فى 4 سنوات فقط.. وهى مقارنة بسيطة أوضح بها الرجل مفتخرا الفارق بين الفترة الزمنية التى استغرقها تشييد كوبرى 6 أكتوبر وبين تلك التى استغرقها كوبرى تحيا مصر تحت إشرافه.
■ ■
المهندس محمد محسن صلاح الذى تخرج فى العام 1975 من جامعة حلوان بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة المعمارية، حصل على دورات فى السلامة والصحة المهنية، الجودة الشاملة، الإدارة الاستراتيجية والتسويق، تحليل المشكلات واتخاذ القرارات، الاتـصالات، تقييم الأداء، إدارة الوقت والتنمية الذاتية.. وكلها عناوين فى حياته تركت الأثر الذى مكن المصريين من الوقوف أمام إنجاز ضخم بأعرض كوبرى «ملجم» فى العالم والذى يصل عرضه إلى 67.3 متر فى المنتصف ويضم أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل يصل عرضها إلى 300 متر وهو كوبرى «تحيا مصر».
■ ■
وصل نشاط المقاولون العرب فى عهده الى تنفيذ مشروعات فى 30 دولة عربية وإفريقية على رأسها يأتى سد روفيجى الذى تم توقيع عقد إنشائه 1 ديسمبر الماضى فى تنزانيا من أهم مشروعات الشركة فى الفترة القادمة وسيكون الأكبر فى القارة الإفريقية من أجل توليد الكهرباء بالتعاون مع شركة المقاولون العرب وتكلفة بناء السد تصل إلى 3 مليارات دولار، وسيتم بناؤه على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الإفريقية، كما سيمثل نموذجًا يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة، ومن بين مشروعات الشركة فى إفريقيا طريق «القاهرة - كيب تاون»، وهو أحد أكبر المشروعات التى تسهم تنشيط حركة التجارة بين الدول الإفريقية، الذى يمتد بطول عشرة آلاف كيلو متر، كما يعد المشروع أطول طريق برية تربط بين شمال إفريقيا وجنوبها، ويسهم فى تعزيز التبادل التجارى بين أبناء القارة السمراء، كما انتهت الشركة من أعمال مشروع إعادة تأهيل طريق آجريماريم – يابللو بأثيوبيا والذى يبلغ طوله 95.5 كم ويربط بين مدينتى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ومومباسا ثانى أكبر مدن كينيا وميناؤها الرئيسى.
■ ■
لأنه رجل يقدر قيمة الوقت والجهد والعرق ويجيد اتخاذ القرارات وينجح باقتدار فى تقييم الأداء.. لأجل هذا وأكثر ولأجل بناء وتنمية وتشييد وتقدير للوقت والعمل وجدناه عن جدارة يستحق «وسام الاحترام».
روزاليوسف
