الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مطالب أزهرية بالابتعاد عن برامج المقالب فى رمضان

مطالب أزهرية بالابتعاد عن برامج المقالب فى رمضان
مطالب أزهرية بالابتعاد عن برامج المقالب فى رمضان




مع انتشار برامج المقالب على  القنوات الفضائية خلال شهر رمضان كان هناك استياء من البعض لتكرار تلك البرامج فى رمضان كل عام، وأصلح هناك العديد من التساؤلات حول هذه البرامج وحكم مشاهدتها، الأمر الذى اعتبره الأزهر الشريف لا يتوافق مع  طبيعة الشهر الكريم، وأنه يرسخ  ثقافة المقالب لدى بعض أفراد المجتمع لاسيما صغار السن والشباب.

فمن جهته  اعتبر الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن برامج المقالب والسخرية من الناس لا تتوافق مع طبيعة  شهر رمضان هو شهر النور والخير والرحمة والبركات، وعلى المسلمين فى كل مكان أن يستقبلوه بالنفوس الطيبة ونبذ الخلافات والتراحم بين الناس والعمل وذكر الله وقراءة القرآن.
رفض الدكتور فؤاد  واكبه  دعوته للابتعاد عن ثقافة المقالب والسخرية والبرامج المبتذلة التى تحول شهر الطاعات والعبادات إلى شهر اللهو وهدم الأخلاق والقيم، مؤكدا أن  الأوطان لا تبنى بالمقالب والسخرية من الناس وإنما بالعمل والاجتهاد والعادات الطيبة والأخلاق الحميدة.
أضاف الدكتور فؤاد أن السيدة عائشة -رضى الله عنها- لما سئلت عن خلق النبى ﷺ قالت: «كان خلقه القرآن»، وقال :» علينا جميعًا أن نقتضى بأخلاق رسولنا الكريم، ونلتزم بما أمرنا به القرآن الكريم الذى أُنزل فى شهر رمضان هدىً للناس، ليتحقق لنا قول المولى عز وجل: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وأكد الدكتور فؤاد ضرورة أن يعمل جميع المسلمين على ترجمة كل تعليم القرآن إلى واقع ملموس، والتحلى بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة وقضاء هذا الشهر فى الطاعات وميادين العمل والجد والاجتهاد، فقد كان أصحاب رسول الله ﷺ أكثر ما يعملون فى رمضان، مشددًا على ضرورة الإخلاص والجد فى العمل خلال رمضان وعدم تحويل هذ الشهر الفضيل إلى شهر للنوم والكسل وتعطيل مصالح العباد.
د.. محمد مهنا  الاستاذ بجامعة الأزهر انتقد أيضا برامج الرعب الفكاهية التى يتم تقديمها على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان وقال:» أتعجب من تلك البرامج التى تقوم  باخافة أشخاص بوضعهم فى حادث حريق أو غرق أو يجعل الإنسان وجها لوجه  لحيوان مفترس، ويقولون إن هذه فكاهة وبرامج ترفيهية».
إن مجرد التخويف، كما يرى د. مهنا، عقوبته شديدة، وتشمئز منها النفوس، وأكد قائلا:» أتعجب كيف يستمتع بها الناس، وهو عمل قبيح فى غاية القبح « ولفت إلى أن من فقدوا  الإحساس بالناس أصبحوا يرون هذه الأمور ممتعة، وهو ما يرسخ ثقافة الرعب والتخويف.
نفس المعنى تراه د. سعاد صالح الأستاذ بجامعة الأزهر  وتعتبر برامج المقالب مرسخة لمفاهيم لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية التى نهت عن السخرية من الغير، مصداقا لقوله تعالى:» يا أَيها الَذين آمنُوا لا يسخر قَوم من قَومٍ عسى أَن يكُونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يكن خيراً منهن».
وتذهب د. سعاد لأبعد من هذا وهو أنه حتى لو وافق الضيف على ذلك، فإن برامج المقالب تصبح غير جائزة لأن موافقة الضيف تكون بدافع الحرج والحياء بسبب الموقف الذى تعرض له، ولذلك فلابد من منع تلك البرامج التى تنتهك حقوق الناس وتعرضهم للحرج والخوف والفزع.